أكدت مديرية الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، أن المغرب، الذي يحتل المرتبة الثالثة بإفريقيا في مجال الابتكار، يمكن أن يضطلع بدور الريادة في المنطقة من حيث الخدمات التكنولوجية لفائدة صناعة السيارات.
وأوضحت الدراسة، التي صدرت تحت عنوان ” صناعة السيارات بالمغرب : نحو مصادر جديدة للنمو ” إلى أنه من خلال المشاركة في تركيب البنيات التحتية التكنولوجية بالبلدان الإفريقية وإحداث شبكات البحث والابتكار، ستخلق المملكة فضاءات للتعاون وتبادل الخبرات مع هذه البلدان وستبلور ريادتها التكنولوجية في المنطقة لفائدة صناعة السيارات.
الدراسة، التي تتوخى تدارس حصيلة وآفاق صناعة السيارات بالمغرب، أبرزت أن المملكة تتمتع بالفعل بمكانة عالية التقنية و “واعدة جدا ” على مستوى مدينة الدار البيضاء، التي تحتل المرتبة الـ12 في العالم من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر القوي الذي يجذبه قطاع صناعة السيارات، ما يجعلها على نفس مستوى مدينة برشلونة الإسبانية.
وذكرت الدراسة، أن المغرب سيعمل على الاستفادة من منصاته المتاحة والمخصصة للابتكار والبحث والتطوير من أجل جذب شركات تصنيع المعدات الدولية الأخرى الأكثر تقدما من حيث الاستثمارات في البحث والتطوير، مثل (فولكس فاغن) و(تويوتا) و(جنرال موتورز) و(فورد) و(ديملر)، التي تحتل المراتب الأولى ضمن أفضل 20 مستثمرا بقطاع السيارات في مجال البحث والتطوير (الاتحاد الأوروبي 2018).
وبخصوص منصات الابتكار والبحث والتطوير، أشارت الدراسة إلى أن المغرب أحدث المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والإبداع والبحث العلمي، المتخصصة في البحث والتطوير في مجالات تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية والإلكترونيات، وتتوفر على 5 مدن للابتكار و11 مجموعة صناعية للابتكار والعديد من المراكز التقنية والصناعية في مختلف جهات المملكة.
وأفادت الدراسة، التي تسعى لاستكشاف أفضل السبل المتاحة لتمكين المغرب من تأمين وتعزيز مكانته الدولية في صناعة السيارات وجعله محركا لعملية التصنيع بالبلاد، بأن أحد الأهداف ذات الأولوية بالنسبة للمملكة تتمثل في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في البحث والتطوير والابتكار لمواكبة التحول التكنولوجي لصناعة السيارات بالمغرب، بما في ذلك، على وجه الخصوص، رقمنة العربات واستعمال الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج أجزاء ومكونات معقدة.
ودعت الدراسة، دائما في باب التوصيات، إلى الاستفادة من الاستثمار في الإنتاج بالدول النامية، مسجلة أنه من شأن الاستثمارات الجديدة أن تدفع بصناعة السيارات الوطنية لخلق فرص جديدة وجلب تكنولوجيات حديثة وخبرة في قطاع السيارات.
يشار إلى أن المغرب، الذي يتوفر على مصنعين رئيسيين للسيارات بقدرة إجمالية تصل إلى 700 ألف وحدة، فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة (بي واي دي أوتو) الصينية، بلغ حجما هاما يمكنه من أن يكون في موقع أفضل للاستفادة من ديناميات الاستثمار في الدول النامية على المستوى العالمي.
كما اقترحت الدراسة اغتنام الفرص الجديدة التي تلوح في الأفق، وذلك في ما يتعلق بالتغيرات على مستوى الطلب الخارجي، مؤكدة في هذا الصدد على ضرورة انخراط المغرب في حرف قطاع سيارات الغد كشرط أساسي لبقاء صناعته المحلية في مواجهة التقليص المتوقع لهوامش ربح الفاعلين والحفاظ على مزاياه التنافسية مقارنة بمنافسيه.
آخر الأخبار
- لوجيسميد 2024: حدث استثنائي للوجستيات الحديثة والذكية في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والبيئية
- بوريطة يستقبل وزير خارجية مملكة البحرين
- “جسر إفريقيا”: مبادرة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لربط شباب القارة
- المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف يحذر من تردي أوضاع الصحافة ويطالب بإصلاحات جوهرية
- ازدهار ملحوظ في إحداث المقاولات بجهة الشرق خلال شهري يناير وفبراير 2024
- فرنسا.. تراجع الإنتاج الصناعي في مارس
- الرقمنة والمكننة: مفتاح تنافسية الصناعة الوطنية
- الصين تطلق المركبة الفضائية “تشانغ آه-6” لجمع عينات من الجانب البعيد من القمر
- مطار الداخلة.. ارتفاع حركة النقل الجوي بـ 19 في المئة خلال الربع الأول من سنة 2024
- نادية فتاح تتباحث مع الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
أحدث المقالات
- لوجيسميد 2024: حدث استثنائي للوجستيات الحديثة والذكية في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والبيئية
- بوريطة يستقبل وزير خارجية مملكة البحرين
- “جسر إفريقيا”: مبادرة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لربط شباب القارة
- المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف يحذر من تردي أوضاع الصحافة ويطالب بإصلاحات جوهرية
- ازدهار ملحوظ في إحداث المقاولات بجهة الشرق خلال شهري يناير وفبراير 2024