هذه حصيلة برنامج MAGHREB OLEAGINEUX في مجال تنمية سلاسل الزراعات الزيتية بالمغرب

"خارطة الطريق الخاصة بزراعة نوار الشمس والسلجم (الكولزا)، ستُمكن من بلوغ 30000 هكتار بالنسبة للكولزا و 50000 هكتار لنوار الشمس بحلول عام 2030، وبالتالي تغطية الاحتياجات الوطنية بنسبة تصل إلى 15% ؛ ما يمثل هذه الطفرة التي يشهدها المغرب، مدعومة برؤية "الجيل الأخضر"، التي تُعطي زخماً جديداً لتحقيق السيادة الغذائية للبلاد.

0 316

كشفت حصيلة برنامج ” MAGHREB OLEAGINEUX”، عن أسس متينة لتنمية سلاسل الزراعات الزيتية بالمغرب.

وتشير المعطيات، التي توصلت بها مجلة “صناعة المغرب”، الى أن ” إطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، شكل دفعة لتطوير وهيكلة سلاسل الزراعات الزيتية وتعزيزهما من خلال الاستراتيجية الفلاحية الجديدة للمملكة “الجيل الأخضر”.

وأفاد بلاغ صحافي صادر في أعقاب تقديم حصيلة برنامج “MAGHREB OLEAGINEUX“، المموَّل بصفة مشتركة من طرف الاتحاد الأوروبي، أن “خارطة الطريق الخاصة بزراعة نوار الشمس والسلجم (الكولزا)، الموجَّهة  لإنتاج الزيوت النباتية ذات الاستهلاك البشري بالإضافة إلى الكُسب الخاص بالتغذية الحيوانية، ستُمكن من بلوغ 30000 هكتار بالنسبة للكولزا و 50000 هكتار لنوار الشمس بحلول عام 2030 ، وبالتالي تغطية الاحتياجات الوطنية بنسبة تصل إلى 15%”؛ وهو ما يمثل هذه الطفرة التي يشهدها المغرب، مدعومة برؤية “الجيل الأخضر”، التي تُعطي زخماً جديداً لتحقيق السيادة الغذائية للبلاد.

الكولزا ونوار الشمس: زراعتان استراتيجيَّتـان في ازدهار

يَعرف استهلاك المنتجات المشتقة من نوار الشمس والكولزا نموًا مُضطرداً في المغرب، مع زيادة بنسبة 26% للزيت و38% للكُسف خلال 10 سنوات. وخلال 2020، تم استهلاك 77000 طن من زيت الكولزا وزيت نوار الشمس إلى جانب 460.000 طن كُسف الكولزا ونوار الشمس (حسب معطيات وزارة الزراعة الأمريكية – يناير 2022).

وكشفت معطيات الحصيلة، التي تم تقديمها خلال ندوة صحافية عُقدَت يوم الثلاثاء 29 مارس 2022 بمكناس، أن المغرب يُنتج سنوياً وبحسب الظروف المناخية ما بين 25 ألف و 40 ألف طن من البذور الزيتية التي تساهم في تلبية حاجيات المملكة من الزيوت والكُسف. في حين أنه “على الرغم من أن معدل التغطية لا يزال منخفضًا مقارنة بالسوق، فإن الدينامية التي أرساها الفاعلون تشكل أساسًا قويًا لتطوير القطاع خلال السنوات القادمة”، يؤكد المصدر ذاته.

وتتمركز الزراعات الزيتية بالأساس في منطقة فاس-مكناس. وتُعتبر الفلاحة، التي تُسهم بنسبة 21.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي، رافعة اقتصادية حقيقية للمنطقة.

وفي هذا الصدد، قال مصطفى مرهاري، رئيس قسم سلاسل الإنتاج الزراعي بالمديرية الجهوية للفلاحة لجهة فاس مكناس: “تعتبر جهة فاس-مكناس حوض إنتاج من الدرجة الأولى على الصعيد الوطني، بمساحة فلاحية نافعة تبلغ 1.240 مليون هكتار وديناميكية صناعية – زراعية عالية لسلاسل الزراعات الكبرى. وتحتل المساحات المخصصة لنوار الشمس والكولزا مكانة مهمًة ضمن الدورات الزراعية، ونذكر على سبيل المثال ، خلال حملة 2020-2021، تم زرع ما يقارب 7700 هكتار من الكولزا ونوار الشمس في منطقتنا “.

ويعتبر دمج الزراعات الزيتية في الدورات الفلاحية للحبوب مَكسباً حقيقياً لأنظمة الإنتاج في المملكة، لتتحول هذه المصالح الزراعية المتعددة إلى مكاسب اقتصادية بالنسبة للمنتجين.

وبالإضافة إلى ذلك، تساهم الزراعات الزيتية،  التي تعتبر ضرورية لتحسين أداء المَزارع واستدامتها، في تحسين مردود زراعة الحبوب، وهو ما أوضحه أحمد علوي الفضيلي، الكاتب العام للجمعية الوطنية لمنتجي الزراعات الزيتية، بالقول “إن إدماج الكولزا ونوار الشمس في دورات زراعة الحبوب له منافع عدة على الزراعة، بحيث يتيح، ليس فقط تحسين بنية التربة، ولكن أيضًا زيادة خصوبتها ومقاومتها للعوامل البيولوجية مثل الأمراض والآفات، مما يعزز بشكل كبير مدخلات المزارع. ومن ناحية أخرى ، فإن مردودية القمح بعد دمج الكولزا بلغت متوسط 20٪ بنسبة أعلى ​​من مردودية القمح بعد القمح ، مع انخفاض الحاجة للتسميد بالآزوت والفوسفات”.

مواكبة العالم الفلاحي في صلب مهامّ برنامج MAGHREB OLEAGINEUX

يندرج برنامج MAGHREB OLEAGINEUX ، الذي أطلقته شركة Terres Univia في عام 2019 وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي ، ضمن الاستراتيجية الفلاحية المغربية لتنمية وهيكلة سلاسل الزراعات الزيتية.

صرّح “Guénaël Le Guilloux”، المسؤول عن التنمية الدولية في التجمّع الفرنسي “Terres Univia” ومدير AGROPOL قائلاً إن برنامج MAGHREB OLEAGINEUX “يُواكب منذ عام 2019 العالم الفلاحي بشراكة مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية (ONCA) والفيدرالية المهنية للزيتيات بالمغرب (FOLEA) ، من خلال برامج التكوينات المناسبة. وقد نظمنا، خلال 3 سنوات، 137 Field Days  على الميدان لفائدة أكثر من 3500 فلاح ، كما تم تدريب 103 من مقدّمي الخدمات و 130 مستشارًا محليًا، إضافة إلى استخدام أدوات تعليمية بالعالم الفلاحي كالدليل والفيديوهات التقنية لنشر الممارسات الجيدة “.

وجدير بالذكر أن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، باعتباره فاعلاً رئيسياً لتنمية سلاسل الزراعات الزيتية، قام بتعزيز مواكبته للفلاحين في مجال الاستشارات الفلاحية والتكوين، في حين يعمل على تطوير شبكة المقاولين الزراعيين. وفي هذا الشأن، أكد ممثل المكتب في تصريح نقله عنه البلاغ: “بفضل شراكتنا مع الفيدرالية المهنية للزيتيات و AGROPOL ، ساهم المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية في تفعيل  برنامج Maghreb Oléagineux  الذي يوفر الدعم التقني للفلاحين والمستشارين الزراعيين. فقد تمكن 44 من مستشاري المكتب من متابعة تكوين خُصص للممارسات الجيدة المتعلقة بزراعة الكولزا ونوار الشمس. وعلى الميدان، قمنا أيضًا بتنفيذ 60 Field Days ، تم تنظيمها على منصات عرض البرنامج أو على قطع أرضية للفلاحين المستضيفين.

وخَلُص بلاغ القائمين على البرنامج إلى أن هذه المقاربة التربوية الخاصة بالاستشارة الفلاحية أتاحت تقاسُم الخبرات والتعلم انطلاقا من الحقائق التي تم رصدها على الميدان”. ويمثل المزارعون المغاربة الذين يستثمرون في الزراعات الزيتية مستقبل هذا القطاع. وعلى الرغم من انتهاء برنامج Maghreb Oléagineux  فإن جهود تكوين ومواكبة العالم الفلاحي مُتواصلة بفضل إرساء النظام الإقليمي، الذي وضعه المكتب الوطني  لتقديم الاستشارة الفلاحية المحلية لمختلف مهنيي الفلاحة.

 مجلة صناعة المغرب — متابعة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.