“الكولزا ونوار الشمس”.. زراعات صاعدة تدعَم الفلاحة المستدامة والسيادة الغذائية بالمغرب

توقعات طَموحة لزراعات البذور الزيتية في أفق 2030

0 988

يُعتبَر تطوير الزراعات الزيتية رهاناً ذا أولوية بالنسبة للمغرب. إذ تُمَكِن زراعة “نوار الشمس الكولزا” ليس فقط من إنتاج الزيوت النباتية الموجَّهة للاستهلاك البشري، لكن أيضاً من إنتاج الكعك (عجين مستخلص من هذه الزيوت)، وهو منتج فرعي يستخدم في تغذية المواشي.

وأفاد بلاغ صحفي صادر عن التجمُّع المهني ” Terres Univia“، توصلت به “مجلة صناعة المغرب”، أن زراعة البذور الزيتية، مثل الكولزا ونوار الشمس، لا تستجيب لاحتياجات الاكتفاء الغذائي للبلاد فقط، بل تقدم أيضا حلولاً مستقبلية في مواجهة التحديات المتعلقة بالحفاظ على التوازنات البيئية.

وتندرج مبادرة Maghreb oléagineux ، التي أطلقتها Terres Univia سنة 2019 بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي، بشكل كامل، “في إطار الطموح للوصول إلى فلاحة عالية الأداء وصديقة للبيئة، هدفها زيادة الإنتاج الوطني من الكولزا ونوار الشمس مع الإسهام في تطوير قدرات مزارعي هذه السلسلة، وذلك من خلال دورات تكوينية متخصصة”، يوضح البلاغ ذاته.

الزراعات الزيتية .. سلسلة داعمة لتقوية السيادة الاقتصادية للمغرب

يُعدّ المغرب من بين أول 10 مستوردين للزيوت النباتية في العالم. وفي موسم 2020-2021، تم استهلاك 77.000 طن من زيوت الكولزا ونوار الشمس و460.000 ألف طن من كعك الكولزا ونوار الشمس في المغرب. وخلال 10 سنوات، ارتفع استهلاك الزيوت النباتية والكعك المستعمل في علف المواشي بـ 26% وَ 38% ( المصدر : وزارة الفلاحة الأمريكية، يناير 2022) على التوالي. الأمر الذي يُشكّل عبئا على اقتصاد المملكة الذي يتأثر بشكل كبير بتقلبات أسواق المواد الغذائية العالمية بالإضافة إلى إن الإنتاج المحلي لا يغطي سوى 2% من الاحتياجات.

لذلك، يتابع البلاغ، فإن مسألة إنتاج البذور الزيتية في المغرب تعتبر تحديا كبيرا وحلا ملموسا لتقلبات الأسواق العالمية. ولهذا فإن تطوير السلاسل الوطنية للكولزا ونوار الشمس سيمكن من تخفيف الاعتماد على استيراد الزيوت والبروتينات النباتية وتحسين وضعية الميزان التجاري ودعم النشاط الاقتصادي، خاصة في المناطق القروية.

زراعات الكولزا ونوار الشمس من أجل فلاحة مُربحة وأكثر استدامة

تساهم زراعات الكولزا ونوار الشمس في تجويد وتقوية أداء واستدامة الأراضي الزراعية. إذ إنّ المناوبة بين زراعة البذور الزيتية وزراعة الحبوب تمكِّنُ من تدبير أفضل للأعشاب الضارة والقوارض والأمراض. وتمكن هذه الزراعات أيضا من تقليل استعمال مواد وقاية النباتات وتحسين أداء الزراعات. وعلى سبيل المثال فإن منتوج قطعة زراعية من القمح بعد زراعة الكولزا يكون أعلى ب 20% في المتوسط من زراعة القمح بعد القمح.

تلقين الممارسات الفضلى لمُزارِعي نوار الشمس والكولزا.. مفتاح النجاح لزراعة أكثر كفاءة

 

يجدر بالذكر أن برنامج “مغرب أولياجينوه” Maghreb Oléagineux” يندرج في إطار استراتيجية المغرب الفلاحية، مراهِناً على تكوين وتحسيس المنتجين حول موضوع بذور نوار الشمس و الكولزا الأوروبية ومزاياها. فمنذ سنة 2019 تم تكوين 130 مستشارا و103 مقدمي خدمات وتنظيم 121 يوما ميدانيا Field Days لفائدة أكثر من 3.400 مزارعا. وخلال 3 سنوات، مكنت 18 منصة عرض من تقديم 29 صنفا أوروبيا (14 من نوار الشمس و 15 من الكولزا وإمكانية ملائمتها مع مختلف أحواض الإنتاج في المغرب.

توقعات طَموحة لزراعات البذور الزيتية في أفق 2030

مَكّن مخطط المغرب الأخضر -الذي تم إطلاقه سنة 2008 — من تحقيق ازدهار حقيقي لزراعة البذور الزيتية في المغرب. كما أن الاستراتيجية الفلاحية الجديدة للمملكة تحت مسمى “الجيل الأخضر” تؤكد على أهمية تطوير سلسلة الزراعات الزيتية المغربية.

وتطمح هذه الاستراتيجية إلى بلوغ 80.000 هكتارا من الكولزا (30.000 هكتارا) ونوار الشمس (50.000 هكتارا) في أفق 2030. وهو ما سيسمح بـتغطية 15% من احتياجات السوق الوطنية وخلق أكثر من 170.000 منصب شغل.

يُشار إلى أن Terres Univia هو تجمُّع بين الجمعيات والاتحادات المهنية الرئيسية لإنتاج وتسويق ومعالجة واستخدام البذور الزيتية والنباتات الغنية بالبروتين. بينما تتجلى أبرزُ مهامّها في: معرفة الإنتاج والأسواق، الترويج للقطاع ومنتجاته، إدارة أنظمة الجودة، دعم إجراءات البحث والتطوير، تنظيم الممارسات المهنية ونشر معرفتها بين المهنيين.

مجلة صناعة المغرب — يوسف يعكوبي  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.