“مساواة”.. حملة توعية مغربية تدحض الأحكام المسبقة المرتبطة بالنوع في الأوساط المهنية

الحياة المهنية مِرآةٌ عاكسة للصور النمطية النوعية

0 420

عَمِلَت لجنة “Éveil des Consciences” (تنوير الوعي الجماعي) التابعة لجمعية WE4SHE (نحن من أجلها)، على تجميع الفاعلين الاقتصاديين والثقافيين البارزين حول حملة توعية تحمل شعار “مساواة”، الهدف منها هو لفت انتباه الرأي العام حول الصور النمطية النوعية المُعشِّشة في الوسط المهني والمتجذرة في اللاوعي الجمعي، و التي تحول دون اندماج المرأة في الوسط المهني وتؤثر على اختياراتها المهنية وتطورها المهني بل و على مشاركتها في المشهد الاقتصادي بشكل عام .

وتهدف حملة “مساواة”، حسب بلاغ صحافي للجمعية، توصلت به مجلة صناعة المغرب، من خلال إنتاج أربعة مقاطع فيديو، إلى تسليط الضوء على الأحكام المسبقة التي تعشش في لاوعي الرجال  و النساء بنفس الحدة. كما تهدف هذه الحملة إلى خلق فرصة للنظر ومناقشة الجهود التي يتعين القيام بها للدفع بالتغيير وذلك من أجل مشاركة أفضل للمرأة في المشهد الاقتصادي وخلق مجتمع أكثر شمولا.

الحياة المهنية مرآة عاكسة للصور النمطية النوعية

تواجه النساء اللواتي تنشطن في الوسط المهني في المغرب كما في أي مكان  في العالم تحديات تحول دون اندماجهن وتقف في وجه تطورهن المهني أو تمثيليتهن في مناصب صنع القرار.

وترتكز هذه التحديات بالأساس – حسب البلاغ- على الصور النمطية النوعية، وهي أفكار مترصّخة في اللاواعي بناها المجتمع حول الأنوثة والذكورة والمهارات والخصائص التي تميز الرجال عن النساء – والتي تكرس عدم المساواة في الوسط المهني بشكل يومي.

* تبعات هذه اللامساواة مُبَيَّنة من خلال المعلومات الواردة في الرسم البياني.

تنوير الوعي بطريقة بيداغوجية ومن خلال مواقف فكاهية

تعرض حملة “مساواة” من خلال حالات واقعية لنساء مغربيات منحدرات من جميع المستويات، مواقف مهنية يومية لتسليط الضوء على الأحكام المسبقة اللاواعية بأسلوب فكاهي وظريف، وذلك من خلال سلسلة مكونة من ثلاث مقاطع فيديو:

  • الأحكام المسبقة حول الأمومة: تعيق المعتقدات التي تدور حول الأمومة، عملية توظيف المرأة وتطورها في مسارها المهني.
  • الأحكام المسبقة حول المهارات وأداء المهام: يتعين على النساء بالرغم من تساويهن في المهارات  إثبات قدراتهن من أجل الولوج إلى مناصب المسؤولية.
  • “السقف الزجاجي” و”متلازمة المحتال” : يؤدي الشعور بعدم الشرعية إلى غياب الثقة بالنفس والخوف، الذي لا أساس له في كثير من الأحيان،  مما يحول دون المطالبة بوظائف أو مناصب إدارية معينة.

أما مقطع الفيديو الرابع فهو مقطع غني بالمعلومات وذو طابع تعليمي، قُدِّم عن طريق رسوم متحركة لتكملة محتوى الحملة. حيث يسلط المقطع الضوء من خلال التحليل وقراءة بيانات إحصائية على المشاركة المنخفضة للمرأة في الحياة الاقتصادية، كما يفتح أبواب النقاش حول التحديات التي تواجهها.

وسيتم إطلاق الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي طوال شهر مارس، إلى جانب حملة صحفية على الصعيد الوطني، وذلك من أجل تسليط الضوء عليها في صفوف المهنيين وصناع الرأي وكذا عموم الناس.

حملة “مساواة” أو “قوة البناء المشتركة”

نجحت حملة “مساواة” بقيادة لجنة “Éveil des Consciences” (تنوير الوعي الجماعي) في إشراك مهنيين من مختلف المجالات يودون الانخراط في إثارة النقاش حول الأحكام المسبقة والمساهمة في تطوير العقليات.

و بالفعل فقد ساهم فاعلون اقتصاديون وثقافيون إلى جانب شخصيات منتمية للمجال السمعي البصري والفني في دعم الحملة وإنجاحها ونشرها.

واعتبر البلاغ أن حملة “مساواة” لم تكُن لترى النور لولا مشاركة هؤلاء المتطوعين:

  • مجموعة إنتلسيا Intelcia Group، وهي فاعل أساسي في مجال التعاقد الخارجي، قامت بإشراك فرقها وتوفير الموقع ومعدات التصوير.
  • أرتكوستيك Artcoustic، وكالة سمعية بصرية، أنتجت الرسوم المتحركة بشكل مشترك.
  • أوتسايدرز Outsiders، وكالة متخصصة في القصاصة عن طريق الفيديو، كتبت  السيناريوهات بشكل مشترك.
  • فهاماتور @Fhamator، مدون، كتب  السيناريوهات بشكل مشترك.
  • هشام العسري، مخرج، قام بإخراج مقاطع الفيديو.
  • مصطفى الفكاك-سوينكا، يوتوبر وصانع محتوى على الويب، أنتج وعرض بشكل مشترك فيديو الرسوم المتحركة.
  • ادريس العراقي، ممثل ومنشط، شارك في كتابة السيناريوهات بالإضافة إلى عمله كممثل.
  • ندى حارف، ممثلة.
  • أنور أكرمان، ممثل.

وتُعدّ جمعية (نحن من أجلها) We4She، التي أسستها تسع نساء قياديات من المغرب، بمثابة فرع لمنظمة Women for Change (WFG) (نساء من أجل التغيير)، وهي شبكة إفريقية تتكون من نساء قياديات، يدعمها منتدى الرؤساء التنفيذيون في إفريقيا.

وحددت جمعية We4She (نحن من أجلها)، وذلك في إطار شبكة شاملة مكونة من نساء ورجال يتشاركون خبرة قيادية حقيقية، مهمة المساهمة في تحقيق أكبر قدر ممكن من المساواة بين الجنسين في الشركات والمؤسسات المغربية، سواء في المناطق الحضرية أو القروية، بالإضافة إلى هدف تحسين تمثيلية المرأة في الهيئات الإدارية للشركات ومجالس الإدارة واللجان التنفيذية وكذا في المنظومة بأكملها. علاوة على ذلك، ترغب هذه الشبكة في الاستفادة من الدينامية التي خلقها التعديل الأخير الذي طرأ على القانون رقم 19-20 المتعلق بالشركات المحدودة على مستوى مجالس الإدارة، من خلال التأثير بشكل هرمي على المستويات الأخرى من المنظمة.

مجلة صناعة المغرب — يوسف يعكوبي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.