السكوري: المغرب يجعل من ثقافة المقاولة أولوية وطنية للسير باتجاه نموذج تنموي دامج

خلال افتتاح المعرض الافتراضي الأول لثقافة المقاولة والمقاولة الصغرى، المنظم من طرف CRI مراكش آسفي

0 598

أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، أمس الخميس بـمُراكش، أن المغرب يجعل من النهوض بثقافة المقاولة “أولويةً وطنية، للسير باتجاه نموذج تنموي فعّال ودامج”.

وقال السكوري، في كلمة خلال افتتاح المعرض الافتراضي الأول لثقافة المقاولة والمقاولة الصغرى، الذي يُنظمه المركز الجهوي للاستثمار مراكش- آسفي، إن الحكومة وَضَعت هذه المسألة في صلب انشغالاتها، كما سيتمُّ إطلاق مبادرات كبرى في هذا الشأن، قريباً.

وأوضح أن النموذج التنموي الجديد يضع الفعل المقاولاتي في صُلب التنمية التي ينشدها المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

2,25 مليار درهم لبرنامج “أوراش”.. والشهادة المدرسية ليست شرطاً للاستفادة منه

وأضاف أن “طريق التنمية بالنسبة للمغرب يتجسد في ريادة الأعمال، وأن يكون محررا للطاقة، ومساويا بين الجنسين، ومجتمعيا، بعيدا عن البعد الوحيد للنمو والتنمية الاقتصادية بمعنى الكلمة”، مسجلا أن الهدف يتمثل في “المساهمة في السير قدما ببلادنا في عدد كبير من الميادين والارتقاء بها إلى مصاف الثلث الأعلى لمختلف التصنيفات العالمية للأمم في أفق العام 2035”.

بخصوص النموذج التنموي الجديد، كشف السكوري أن الأمر يتعلق بنموذج للذكاء الجماعي، وأنه نتاج  مقاربة تشاركية بلورها المغاربة من أجل المغاربة.

وتابع أن المواطنين هم مَن صاغوا بطريقة مُبسّطة رُؤاهم لمغرب الغد، مبرزا أن النموذج التنموي الجديد يطمح إلى وضع المغرب في دينامية تنموية مضطردة، طبقا للتوجيهات الملكية لجلالة الملك محمد السادس.

وقال إنه ومن أجل ذلك، يتعين على المغرب السير باتجاه وتيرة نمو قوي دون أي شكل من الإقصاء، مما يتطلب القدرة على دعم كل الشرائح المجتمعية، وخاصة كل الفرص المقاولاتية المحدثة للقيمة السوسيو اقتصادية، مع اقتراح عرض مواكبة مندمجة لكل شخص يريد الولوج إلى عالم المقاولة، إضافة إلى إرساء منظومات مواكبة جهوية مبتكرة وفعالة، في سياق للإقلاع الاقتصادي لما بعد مرحلة كورونا.

واعتبر السكوري، في هذا الاتجاه، أنه من الضروري تلقين الحس المقاولاتي أولا بالمدرسة، والانتقال عبر هياكل حاضنة، ودعم مراحل ما بعد إحداث المقاولة، والتوجه نحو حاملي المشاريع من أجل تحسيسهم وتعريفهم بآليات الدعم الموجودة، وتحديد احتياجاتهم، حتى تنعكس السياسات العمومية على مسلسلهم المقاولاتي.

هذا المعرض الافتراضي الأول لثقافة المقاولة والمقاولة الصغرى، يحظى بتشجيع قطاعه لمبادرات من هذا القَبيل، والتي تُمَكّن من تقريب المقاولين من عروض التمويل والمواكبة، وكذا الاستفادة من التكوين، مع تقاسم تجارب النجاح في مجال ريادة الأعمال“.

وأضاف أن هذه التظاهرة السوسيو-اقتصادية تسمح أيضا بتسليط الضوء على الدور الرائد للجهود الهامة لجهة مراكش- آسفي في تجميع كل الأطراف المعنية حول إشكالية تشجيع ثقافة المقاولة، التي توجد في قلب النموذج التنموي الجديد.

من جهته، قال والي جهة مراكش-آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، إن ريادة الأعمال توجد في صلب النموذج التنموي الجديد الذي أراده وأطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يلح على ضرورة تشجيع المبادرة المقاولاتية والإدماج الاقتصادي، لاسيما للشباب، قصد تحرير طاقاتهم وتمكينهم من التعبير عن إبداعهم في كل المجالات.

وأضاف أن ثقافة المقاولة توجد أيضا في صلب اهتمامات جهة مراكش – آسفي، مشيرا إلى أن الحس المقاولاتي أبان عن صموده خلال هذه الأزمة الصحية، وأظهر مواهب الرجال والنساء في الإقلاع وإعادة ابتكار اقتصاد الغد.

وشدد قسي لحلو، في هذا الإطار، على البرامج النموذجية والرائدة الضخمة، التي تم إطلاقها في كامل تراب الجهة، حتى تبرز فيها ثقافة مقاولاتية حقيقية.

وقال إن “لدى جهة مراكش-آسفي برنامج طموح للإدماج الاقتصادي للشباب، بشراكة مع وزارة الإدماج الاقتصادي، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبمشاركة من البنك الدولي”، موضحا أن هذا البرنامج يقترح مواكبة آلاف الشباب من أجل إدماجهم اقتصاديا، سواء من خلال التكوين، الشغل أو ثقافة المقاولة.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أن مراكز لمواكبة الشباب المقاول تم إرساؤها، وستشرع، في غضون أسابيع، في استقبال الشباب المنحدرين من الجهة بأسرها، إضافة إلى وحدتين متنقلتين تجوبان الجهة من أجل الالتقاء بالشباب المقاول، الذي ينحدر من الوسطين القروي والحضري.

وكشف أن مبادرات أخرى بلورتها الجهة، ستمكن، قريبا، من تعزيز بنية استقبال الاستثمارات والمستثمرين، ومن ضمنها إنجاز مركبات تكنولوجية ومناطق لوجيستية بالجهة برمتها، مبرزا أن هذه المشاريع التي سترى النور اعتبارا من السنة المقبلة، ستمكن من تحسين الجاذبية الاقتصادية للجهة.

وخلص إلى أن تنظيم هذا المعرض يعكس الأهمية التي يوليها جميع الفاعلين العموميين والخواص لريادة الأعمال.

وتجدر الإشارة إلى أن المعرض الافتراضي الأول لثقافة المقاولة والمقاولة الصغرى، المنظم على مدى يومين، يمكن المقاولين ولحاملي المشاريع من اكتشاف حلول التمويل والمواكبة التي يقدمها 55 عارضا يشاركون فيه.

يتوخّى هذا الحدث السوسيو–اقتصادي، بحسب المنظمين، توفير وساطة فعلية ومجانية للمقاولين، مع تيسير المسلسل المقاولاتي من خلال أرضية المركز الجهوي للاستثمار مراكش- آسفي، والذي نجح في تجميع المنظومة برمتها في أداة رقمية واحدة، متيحا بذلك القرب والانسيابية اللازمتين للولوج إلى الخدمات المقاولاتية للجهة.

وسيتناول الكلمة، خلال المعرض، ثلة من الشخصيات الجهوية والوطنية والعالمية، باعتبارهم نماذج ناجحة في عالم المقاولة، في مجالات شتى من قبيل التجارة الإلكترونية والتوزيع، والصناعة، والتصميم، والتمويل، بغية تقديم عوامل النجاح التي طبعت مسارهم وتقديم توصيات للشباب تهم المعايير اللازمة لرفع وكسب الرهان المقاولاتي.

ويضمّ المعرض أروقة، كما سيتم تنظيم موائد مستديرة وورشات موضوعاتية تتمحور حول قضايا التمويل والتكوين والمواكبة، يؤطرها مهنيون، إضافة إلى صناع القرار الوطنيين.

ويُمَكّن المعرض كل مقاول من أخذ موعد على الإنترنت، لدى البنوك والمؤسسات العمومية، والمسؤولين عن التنمية المقاولاتية والاجتماعية الممثلين، بغية إيداع ملف مشروعه والاستفادة من الحلول لكل مسألة أو عنصر محوري في إنجاز مشروعه.

ويُشار إلى الورشات الموضوعاتية تتمحور حول مواضيع رئيسية، هي كيفية الانطلاق في عالم المقاولة، والمهارات الشخصية، والتمويل والجانب القانون، والتصميم والتفكير، والرقمنة والتجارة الإلكترونية، والتجارة والتوزيع.

مجلة صناعة المغرب / ي.ي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.