طنجة، من أجل انتعاشة صناعية مسؤولة ومواطنة
في ظل السياق الحالي الذي يعرفه العالم جراء جائحة كورونا المستجد، وعلى غرار بقية دول العالم، يواجه المغرب واحدة من أكبر الأزمات الصحية في التاريخ الحديث. وقد ساعدت الإجراءات والتدابير الاحترازية التي وضعتها سلطات الدولة في الحد من انتشار جائحة كورونا المستجد وذلك بفضل تعبئة الجميع ووعيهم ومشاركتهم .
وبالنظر إلى هذه الحملات التحسيسية و بفضل تضافر جهود جميع الفاعلين تعتبر بلادنا من إحدى أفضل الدول التي تعاملت مع هذه الأزمة.
وتكريسا لثقتها بنجاعة الإجراءات الوقائية والإستباقية المتبعة من طرف السلطات المختصة من اجل مكافحة هذا الوباء ، تواصل بعض وحدات الإنتاج الصناعي بطنجة العمل مع الحرص على الامتثال الكامل لقواعد السلامة الصحية. في حين تستأنف وحدات صناعية أخرى عمليها جزئياً من أجل إحياء النشاط الصناعي والاستعداد لنهاية الأزمة.
وإدراكا للمخاطر الكبيرة لتنقل العدوى داخل المصانع ، اتخذ المسؤلون جميع التدابير للوقاية ولضمان النظافة والسلامة الصحية لمستخدميهم ، تحت رقابة صارمة من طرف السلطات المغربية.
و في هذا الإطار، وضعت الوزارات المعنية قائمة مرجعية لـ Covid19. تسمح بتقييم دقيق للمصانع القادرة على العمل. وبالتالي، لا يمكن لأي وحدة صناعية العمل بدون إذن مصادق عليه من طرف الجهات المعنية والتأشير عليه في مرحلة نهاية من قبل السلطة الإقليمية.
لهذا فقد خضعت جميع الوحدات الصناعية في طنجة لهذه الإجراءات المختلفة التي تفرضها السلطات المختصة، إذ لا يمكن استئناف النشاط أو استمراره دون الحصول على هذه التراخيص.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن بعض القطاعات الصناعية مثل صناعة الملابس والمنتوجات الغذائية الزراعية والكابلات وصناعة السيارات تخضع لتدابير إضافية وضعتها الولاية.
ومن بين هذه الإجراءات:
- تقليص 2/3 من القوى العاملة بالمصانع وتوزيعها على العمل وفقا لثلاث مجموعات.
- احترام المسافة الوقائية بنسبة 5 m2 بين كل عامل في مناطق العمل.
- تركيب كاميرات الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة الحرارة عند مدخل المصنع.
- التواجد الدائم للطبيب المهني في أمكنة العمل.
- وضع إجراءات التباعد الجسدي واحترام مسافة بين الأشخاص في الأماكن الاجتماعية وفي وسائل النقل لمنع انتشار فيروس كورونا
- التطهير والتعقيم يوميا لشاحنات النقل وأماكن العمل.
- توفير الأقنعة و المطهر الكحولي للمستخدمين.
وكإجراءات احترازية، قامت ولاية طنجة قبل ذلك بتقص وفرز أولي لجميع المستخدمين استنادا على أماكن إقامتهم من أجل تجنب أي بؤرة محتملة لانتقال العدوى نحو مكان العمل.
كما تقوم الجهات المختصة بالمراقبة المستمرة علما بأن أي تجاوز أو عدم احترام لشرط من الشروط المذكورة أعلاه قد يؤدي إلى سحب الترخيص.
وتستمر الوحدات الصناعية ، في العمل بالمناطق الصناعية بالمملكة وفقا للإجراءات التي تفرضها السلطة المختصة. ومن المحتمل أن تحدث حالات متفرقة للإصابة بعدوى Covid 19 في المصانع ، على الرغم من التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية والصحية، علما بأن المكان الرئيسي للإصابة بالعدوى غالبا ما يكون مرتبطا بالمنطقة السكنية، والحالات المسجلة بالوحدات الصناعية القليلة في طنجة ليست استثناءً لهذه القاعدة.
ولابد من الإشارة إلى أن الشركات المتعددة الجنسيات المشهورة عالميًا، مثل Google أو Amazon سجلت هي الأخرى بؤرا للإصابة.
وبالنسبة لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، فإن المسؤولين عن الوحدات الصناعية يحرصون على ضمان السلامة الصحية للمشغلين وكذا المساهمة في الانتعاش الاقتصادي والحفاظ على مناصب الشغل. كما تقوم السلطات المغربية بعمل متواصل و باستمرار للحد من انتشار الجائحة.
وفي نفس السياق وتجسيدا لهذه التعبئة و للجهود المواطنة لوقف انتشار الوباء والتخفيف من تأثيره ، يتعهد الصناعيون في طنجة بالحفاظ على اليقظة الشديدة واحترام أنسب الممارسات داخل وحداتهم الصناعية.