المغرب واليابان.. دفعة جديدة نحو شراكة اقتصادية متجددة

0 40

في سياق الجهود الرامية إلى تنويع الشركاء الاقتصاديين وتعزيز حضور المغرب في الأسواق الآسيوية، أجرى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، لقاءً موسعًا في طوكيو مع مسؤولي منظمة كيدانرين، وهي من أبرز هيئات رجال الأعمال في اليابان.

الاجتماع، الذي نُظم بتنسيق مع سفارة المغرب باليابان، مثّل خطوة عملية نحو توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ووضع أسس جديدة للتعاون الصناعي والتجاري في مجالات الابتكار والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة.

نحو بعثة اقتصادية يابانية إلى المغرب

في هذا الإطار، وجّه الوزير زيدان دعوة رسمية إلى منظمة كيدانرين لتنظيم بعثة من المستثمرين اليابانيين إلى المغرب، للاطلاع على المؤهلات الصناعية والبنيات التحتية الحديثة التي تجعل من المملكة أحد أبرز الوجهات الاستثمارية في إفريقيا.

وأكد الوزير استعداد الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات لتقديم كل أشكال الدعم والمواكبة للمستثمرين اليابانيين، مشددًا على أن المغرب يسعى إلى بناء شراكة قائمة على الثقة والنتائج الملموسة.

كما دعا إلى إرساء تعاون مباشر ومنتظم بين كيدانرين والاتحاد العام لمقاولات المغرب، بما يسهم في خلق منصة دائمة للتبادل الاقتصادي وتطوير مشاريع مشتركة في القطاعات الواعدة.

حضور ياباني متنامٍ في المغرب

وتحظى اليابان اليوم بموقع متقدم ضمن الشركاء الصناعيين للمغرب، إذ تنشط في المملكة أكثر من 75 شركة يابانية توظف حوالي 66 ألف عامل مغربي، وتغطي مجالات استراتيجية مثل صناعة السيارات والطيران والإلكترونيات والطاقة المتجددة.
هذا الحضور، الذي يتوسع بوتيرة متسارعة، يعكس الثقة اليابانية في البيئة الاستثمارية المغربية المستقرة والمفتوحة.

رؤية ملكية لاقتصاد منفتح

ويأتي هذا التحرك في انسجام تام مع الرؤية الملكية الرامية إلى تحويل المغرب إلى مركز إقليمي لجذب الاستثمارات والتصدير نحو القارة الإفريقية، من خلال الانفتاح على شركاء جدد وتوسيع دائرة التعاون الاقتصادي مع آسيا.

وفي السياق نفسه، شارك الوزير كريم زيدان في الطواف الترويجي الاقتصادي (Roadshow) الذي جمع مؤسسات مغربية ويابانية رائدة، منها الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، ووكالة طنجة المتوسط، وشركة سوميتومو، ومنظمة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO)، إلى جانب مؤسسات مالية كبرى مثل بنك MUFG وبنك ميزوهو.

آفاق واعدة وتعاون مستقبلي

اللقاء في طوكيو أعاد التأكيد على رغبة الجانبين في الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى شراكة استراتيجية، تقوم على الاستثمار المشترك في القطاعات المستقبلية، خصوصًا الطاقة النظيفة، والصناعة الذكية، والتكنولوجيات المبتكرة.

ومع ما يتمتع به المغرب من موقع جغرافي استثنائي يربط بين إفريقيا وأوروبا وآسيا، وبنيات تحتية حديثة ومناخ أعمال جاذب، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة في مسار العلاقات المغربية اليابانية، قائمة على المصالح المتبادلة والرؤية المشتركة للتنمية المستدامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.