الخبرة المغربية في مجال الري تجذب وفداً نيجيرياً إلى المملكة للقاء “ANAFIDE”

الوفد النيجري المُشكَّل من حوالي ثلاثين شخصية رفيعة المستوى، يَحِلّ بالمغرب في زيارة تمتد لمدة أسبوع (من 6 إلى 13 مارس الجاري)، سيتعرف خلالها بشكل أكبر علي النموذج المغربي في الري بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق باقتصاد  الماء، وصيانة الشبكات والمحطات لتوزيع مياه الري،

0 334

في زيارةٍ تهدف إلى الاستفادة من التجربة و الخبرات المغربية في مجال الري، تستقبل الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري وصرف المياه والبيئة (ANAFIDE)، الممثل الرسمي للمغرب في اللجنة الدولية للري وصرف المياه (CIID)، وفدا نيجيرياً رفيع المستوى.

وقد نَظمت -قبل أشهُر مضت- الجمعية الوطنية لتحسين الأراضي والري والصرف والبيئة (ANAFIDE)، بشراكة مع اللجنة الدولية للري وصرف المياه (CIID) ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فعاليات المناظرة الجهوية الإفريقية الخامسة للجنة الدولية للري وصرف المياه (CIID)، والتي انعقدَت تحت رعاية ملكية سامية.

هذا الحدث الدولي، الذي نُظم تحت شعار: “التدبير المستدام للري من أجل فلاحة قادرة على التكيف في إفريقيا”، “تميَّز بنجاح كبير حيث شهد حضور أكثر من 380 مشاركاً من 34 دولة موزَّعة على القارات الخمس”، يؤكد بلاغ صحافي صادر عن الجمعية توصلت به “مجلة صناعة المغرب”.

تجدر الإشارة، كذلك، إلى أن هذه المناظرة الجهوية الإفريقية الخامسة للجنة الدولية CIID، كانت قد توجت بانتخاب المغرب في شخص عزيز فرتاحي، رئيس الجمعية للتحسينات العقارية والري وصرف المياه والبيئة (ANAFIDE) ، نائبا لرئيس اللجنة الدولية للري وصرف المياه مكلف بإفريقيا. وذلك في إطار الدورة 72 للمجلس التنفيذي الدولي للجنة الدولية للري وصرف المياه (ICID) التي عقدت في مراكش بعد المناظرة الإقليمية الـخامسة.

وفي خضمّ استمرار هذه الأحداث الرئيسية ذات القيمة المضافة العالية في مجالات الري وصرف المياه، تُرحب الجمعية الوطنية لتحسين الأراضي والري والصرف والبيئة بالوفد النيجيري رفيع المستوى والمكون من أعضاء اللجنة التسييرية لمشروع TRIMING مشروع تطوير تدبير الري في نيجيريا.

هذه الزيارة إلى المغرب، والتي كان من المزمع إجراؤها نهاية نونبر 2021، بمبادرة من اللجنة الوطنية النيجيرية للجنة الدولية للري وصرف المياه، تهدف إلى تمكين أعضاء الوفد النيجيري من الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التنمية وتدبير الري.

يشار إلى أن مشروع “TRIMING” (تطوير تدبير الري)، المُموَّل من طرف “البنك الدولي” في نيجيريا، يهدف إلى تحسين الولوج إلى خدمات الري وصرف المياه وتعزيز الترتيبات المؤسساتية للتدبير المندمج لموارد المياه وكذلك توفير الخدمات الزراعية في 5 مناطق كبرى شمال نيجيريا.

وتبعا لذلك، فإن الوفد النيجري المُشكَّل من حوالي ثلاثين شخصية رفيعة المستوى، سيحل  بالمغرب في زيارة تمتد لمدة أسبوع (من 6 إلى 13 مارس الجاري)، سيتعرف خلالها بشكل أكبر علي النموذج المغربي في الري بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق باقتصاد  الماء، وصيانة الشبكات والمحطات لتوزيع مياه الري، وطرق تحويل تدبير شبكات الري إلى جمعيات مستعملي المياه للأغراض الزراعية AUEA أو مندوبين من القطاع الخاص في مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتتبع ومراقبة  نظم الري وصرف المياه كما يهتم أعضاء الوفد بتجربة المغرب في مراقبة سلامة السدود.

ويحتوي البرنامج علي زيارات إلى مناطق مختارة بالتشاور مع مديرية الري وإعداد المجال الفلاحي DIAEA، بما في ذلك الحوز، وسوس ماسة وسايس. تم الاعداد لتفاصيل برنامج الزيارات الميدانية إلى هذه المناطق بالتعاون مع المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي للحوز في مراكش وسوس ماسة بأكادير، وكذلك مع إدارة مشروع حماية سهل سايس بفاس.

وسيزور الوفد، ضمن برنامج هذا النشاط، القطاعات التي تم تحويلها إلى نظام الري بالتنقيط، ومركز التدبير والتحكم عن بعد لقناة الركاض بمنطقة الحوز، ومشروع الكردان ، والمزارع التي تبرز تثمين والاقتصاد في  استعمال مياه الري وكذلك في محطة تحلية مياه البحر بشتوكة  في منطقة سوس ماسة، بالإضافة إلى أوراش مد القنوات لإمداد سهل سايس بمياه سد  “مدز” الذي يزال قيد الإنشاء.

بالإضافة إلى ذلك، يضم برنامج الزيارة كذلك عقد لقاءات بالرباط، لاسيما على مستوى مديرية الري وإعداد المجال الفلاحي بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعلى مستوى مديرية التجهيزات المائية بوزارة التجهيز والماء.

وبهذه المناسبة، صرح عزيز فرتاحي، رئيس ” ANAFIDE” بالقول: “يسعدنا أن نرحب بهذا الوفد النيجيري رفيع المستوى، لتقاسم معه الإنجازات التي حققتها بلدنا فيما يتعلق بالري وتدبير العقلاني للموارد المائية. حري بالذكر أن موضوع التغيرات المناخية أضحى اليوم يعبئ بشكل متزايد كل دول المعمور. فعلى وجه التحديد، تواجه معظم البلدان الأفريقية مشكلة التدبير المستدام للمياه بالقطاع الفلاحي، وإن بدرجات متفاوتة. يوفر الري إمكانات هائلة لزيادة مرونة الفلاحة في إفريقيا والمساهمة في تنميتها“.

وتواصل المملكة المغربية قطع أشواط كبيرة في ميدان التعبأة والحفاظ على مواردها المائية، بفضل الرؤية الاستشرافية الحكيمة، والتي تعتزم من خلالها تشييد 40 سدا جديدا بحلول سنة 2030، وبالتالي تحقيق سعة تخزينية تبلغ 30 مليار متر مكعب من المياه السطحية.

بالإضافة إلى ذلك، وفي إطار برنامج الاقتصاد وتثمين استعمال مياه الري الذي تشرف عليه ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تهدف المملكة المغربية إلى تحقيق هدف مليون هكتار مسقي بنظام الري الموضعي في أفق سنة 2030. من ناحية أخرى، تتواصل الجهود من أجل اللجوء إلى استخدام موارد المياه غير التقليدية، بما في ذلك تصفية مياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها وكذلك وتحلية مياه البحر.

مجلة صناعة المغرب
يوسف يعكوبي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.