تراجع المخزون المائي بالمملكة.. نسبة ملء السدود لا تتجاوز 31%

سجلت السدود المغربية، إلى غاية اليوم الاثنين 3 نونبر 2025، نسبة ملء لم تتعدَّ 31,1%، أي ما يعادل 5,22 مليارات متر مكعب من المياه المخزنة، وفق المعطيات الرسمية الصادرة عن منصة «الماء ديالنا» التابعة لوزارة التجهيز والماء واللوجستيك.

وتُظهر هذه الأرقام تبايناً واضحاً بين مختلف الأحواض المائية بالمملكة، يعكس تفاوت التساقطات المطرية واختلاف ظروف الاستغلال الجهوي. ففي الوقت الذي سجّل فيه حوض أم الربيع أدنى نسبة ملء بـ9% فقط، أي 446,2 مليون متر مكعب، واصلت سدود كبرى مثل المسيرة وبين الويدان تسجيل نسب ضعيفة بلغت على التوالي 2% و14%، مقابل امتلاء شبه كامل لبعض السدود الصغيرة كسيدي إدريس (85%) وآيت مسعود (82%).

في المقابل، حافظ حوض اللوكوس على وضع أفضل نسبياً بنسبة 45,5% (870,9 مليون متر مكعب)، بفضل أداء سدود كبرى مثل واد المخازن (73%) والشريف الإدريسي (82%). أما حوض سبو، فبلغت نسبة الملء فيه 40,7% بمخزون يقارب 2,26 مليار متر مكعب، تتصدره منشآت ضخمة كـسد الوحدة (42%) وإدريس الأول (33%).

أما حوض ملوية، فسجل نسبة ملء لا تتجاوز 27,7%، بإجمالي 199 مليون متر مكعب، رغم امتلاء سد على واد زا بالكامل، مقابل تراجع في سد الحسن الثاني (15%) ومحمد الخامس (20%). في حين أظهر حوض أبي رقراق أداءً مائياً مريحاً نسبياً بنسبة 63,5%، بفضل سد سيدي محمد بن عبد الله الذي تجاوز 67%.

وفي المناطق الشرقية والجنوبية، بلغت نسبة الملء بـحوض كير–زير–غريس نحو 47,7% (256,4 مليون متر مكعب)، فيما حقق حوض تاسيفت نسبة 37,1%، مدعوماً بسدود مثل سيدي محمد بن سليمان الجزولي (74%) ومولاي عبد الرحمان (48%).

أما في الجنوب، فما تزال الوضعية المائية مقلقة، إذ لم تتجاوز نسبة الملء بـحوض سوس ماسة 16,3% (119,4 مليون متر مكعب)، رغم تحسن بعض السدود كمولاي عبد الله وأولوز (35%)، بينما استقر حوض درعة واد نون عند 28,3%، بمخزون إجمالي يبلغ 297 مليون متر مكعب، يتقدمه سد منصور الذهبي بنسبة 38%.

ويؤكد خبراء الموارد المائية أن هذه المؤشرات تعكس استمرار الضغط المائي في عدد من الجهات، خاصة في الأحواض الداخلية والجنوبية، ما يستدعي تسريع برامج ترشيد استهلاك المياه، وتوسيع استخدام الموارد غير التقليدية، مثل تحلية مياه البحر وإعادة استعمال المياه العادمة، لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية المتزايدة.