زار عبد الرحيم الحافظي، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أول أمس الخميس، ورش “محطة عبد المومن” لتحويل الطاقة بواسطة الضخ، للاطلاع على سير الأشغال بهذا المشروع.
وحسب بلاغ لـ ONEE، فإن هذه المحطة تقع على بعد حوالي 70 كلم تقريبا شمال شرق مدينة أكادير بإقليم تارودانت على مساحة إجمالية تقدر بـ 100 هكتار.
البلاغ أضاف أن هذا المشروع، الذي تبلغ قدرته المُنشأة 350 ميغاواط، يعتبر جزءًا من برنامج التجهيز الخاص بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب الرامي إلى تعزيز وسائل التخزين الذكي للكهرباء الذي يعتبر ضروريا لمواكبة تطوير مشاريع الطاقات المتجددة المستقبلية بالمملكة التي تحتاج إلى إدخال مرونة عالية لضمان استقرار المنظومة الكهربائية.
كما أنه يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات السامية لجلالة الملك، والتي تهدف إلى تطوير مشاريع الطاقات المتجددة في بلادنا وجعل المملكة المغربية رائدة في مجال التخزين الذكي للطاقة على الصعيد العالمي.
وفي هذا الصدد، فمقارنة بباقي وسائل المرونة وتخزين الطاقة مثل البطاريات أو الدارات المركبة التي تستعمل الغاز الطبيعي، تتميز محطات تحويل الطاقة بواسطة الضخ بأكثر تنافسية من حيث تكلفة الكيلوواط ساعة كما تمكن من تخزين الطاقة لمدة أطول نظرا لقدراتها التخزينية إضافة إلى أن 60% من تكلفة الاستثمار يمكن إنجازها محليا وتهم بالخصوص الهندسة المدنية.
وعكس المشاريع الهيدروليكية التقليدية، فاستغلال محطة عبد المومن وبحكم تشغيلها داخل نظام مغلق، يتميز بمرونة كبيرة ناتجة عن استقلاليته التامة عن الاستعمالات الأخرى للموارد المائية وكذا عن التساقطات المطرية.
اقرأ : الطاقات المتجددة .. المغرب يرسّخ أقدامه على طريق التحول والانتقال الطاقي
ستمكن محطة عبد المومن، التي تناهز تكلفتها الإجمالية 3.8 مليار درهم، من تلبية الطلب خلال ساعات الذروة عبر تخزين الطاقة وترشيد استغلال وسائل الإنتاج وتوفير المرونة في تشغيل المنظومة الكهربائية الوطنية كما ستمكن من الرفع من حجم إدماج الطاقات المتجددة وتعزيز استقرار الشبكة الوطنية لنقل الطاقة الكهربائية إضافة إلى أنها سوف تساهم في الحفاظ على الموارد المائية ولن تسبب أية انبعاثات لثاني أكسيد الكربون أو غازات الاحتباس الحراري.
وتتكون المحطة، التي بلغت نسبة الأشغال بها حوالي %70، من المرافق الرئيسية التالية:
- حوض علوي وآخر سفلي لتخزين المياه بحجم فردي يساوي 1 300 000 متر مكعب؛
- دورة مائية طولها 3 كلم تقريبا بما فيه قناة تحت الضغط، تربط بين الحوضين وتزود المعمل؛
- معمل مجهز بمجموعتين قابلتين للعكس تبلغ قدرة كل واحدة 175 ميغاواط؛
- مركز تحويلي للكهرباء 225 ك ف، يشمل خطين للمجموعة و4 خطوط انصرافية؛
- محطة الملء الأولي للأحواض بماء خزان السد الحالي؛
- طرق الولوج إلى مختلف مرافق المحطة بطول إجمالي يناهز 20 كلم.
على المستوى الاجتماعي، فإن هذا المشروع الكبير واكبته عدة أنشطة مرتبطة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة من سبيل توزيع اللوازم المدرسية وإصلاح مصادر المياه وفك العزلة عن الدواوير المجاورة وإنعاش الشغل وتأهيل اليد العاملة من خلال التدريب المستمر داخل المشروع.
كما مكن هذا المشروع من توظيف ما يفوق 400 شخصا من الدواوير المجاورة وإعادة تأهيل الطرق والمسالك التي تربط بين الطريق الوطنية رقم 8 وسد عبد المومن على طول يفوق 12 كلم، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مسالك الولوج إلى دوار تامادنت (2.5 كلم) وبناء برج للمياه وتسييج السوق الأسبوعي الجديد بيكودين بالإضافة إلى مبادرات اجتماعية وجمعوية أخرى.
مع بدء تشغيل محطة عبد المومن لتحويل الطاقة بواسطة الضخ، سترتفع القدرة المنشأة من مصادر الطاقة الهيدروليكية بالمغرب بنحو 20٪ ؛ وبالتالي، فإن هذا المشروع يستجيب بشكل أمثل للاستراتيجية المتعلقة بالحد من الكربون حيث سيمكن من تقوية المنظومة الكهربائية الوطنية بطاقة نظيفة وبتكاليف جد تنافسية.
وتجدر الإشارة إلى أن محطة عبد المومن لتحويل الطاقة بواسطة الضخ تستفيد من تمويل مشترك بقيمة 140 مليون يورو من بنك الاستثمار الأوروبي و 134 مليون يورو من بنك الأفريقي للتنمية و 60 مليون دولار من صندوق للتكنولوجيا النظيفة التابع للبنك الافريقي للتنمية.
للتذكير، فإن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي يعتمد هذه التكنولوجيا والثاني على المستوى القاري مع جنوب إفريقيا. وتأتي هذه المنشأة الجديدة لتعزز محطة تحويل الطاقة بواسطة الضخ بأفورار، بقدرة 460 ميغاواط، والتي تم تشغيلها سنة 2004. كما أن برنامج التجهيز 2021-2030 للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يضم محطتين مماثلتين وهما محطتي المنزل بنواحي صفرو وإفحصا نواحي الشاون.
IDM عربية / ي.ي.