المغرب.. بوابة استراتيجية للشركات الأمريكية نحو إفريقيا

0 51

يواصل المغرب تعزيز مكانته كمنصة محورية للشركات الأمريكية الراغبة في التوسع نحو القارة الإفريقية، مستندًا إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي، واستقراره السياسي، وتقدمه في مجال البنية التحتية.

فمنذ افتتاح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة، شهد المغرب تدفقًا متزايدًا للاستثمارات الأمريكية، قدرت بنحو 5 مليارات دولار، شملت قطاعات متعددة مثل الطاقة المتجددة، الصحة، السياحة، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة.

وتعد المبادرة الأمريكية “Prosper Africa” إحدى أبرز آليات التعاون الاقتصادي بين البلدين، إذ اختارت المغرب كمقر إقليمي لها لتعزيز المبادلات التجارية والاستثمارية بين الولايات المتحدة والقارة الإفريقية.

من جهة أخرى، يضطلع ميناء طنجة المتوسط بدور رئيسي في هذه الدينامية، حيث يعتبر أكبر ميناء في حوض المتوسط، وواحدًا من أهم الموانئ العالمية، بما يوفره من ربط مباشر بأكثر من 180 ميناء حول العالم. ويُعزز هذا التموقع شبكة بنى تحتية حديثة، مثل القطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء، ومنطقة “أتلانتيك فري زون” الصناعية قرب القنيطرة.

هذا التموقع الجغرافي والبنية التحتية المتطورة جعلا من المغرب وجهة مفضلة لكبريات الشركات الأمريكية، مثل “بوينغ” و”جنرال إلكتريك”، التي تستفيد من القوانين المشجعة والمزايا الضريبية.

وقد ارتفعت المبادلات التجارية بين المغرب والولايات المتحدة إلى نحو 6 مليارات دولار سنويًا، وهو ما يمثل تضاعفًا بخمس مرات مقارنة ببداية الألفية. وتتماشى هذه الطفرة مع توجه واشنطن نحو “صداقة سلاسل التوريد” أو “Friendshoring”، وهو المفهوم الذي يدفع نحو نقل سلاسل التوريد إلى دول حليفة ومستقرة، مثل المغرب.

في السياق ذاته، تحسّن مناخ الأعمال في المملكة بشكل ملحوظ، حيث باتت تحتل المرتبة 53 عالميًا في مؤشر “ممارسة أنشطة الأعمال”، مستفيدة من إصلاحات هيكلية في تبسيط المساطر الإدارية وتعزيز الجاذبية الاستثمارية.

وتُشكّل “القطب المالي للدار البيضاء” (Casablanca Finance City) نقطة جذب إضافية، بفضل نظامها المالي والضريبي الملائم للمؤسسات متعددة الجنسيات الراغبة في التمركز بإفريقيا.

 يجمع المغرب بين رؤية دبلوماسية نشطة، واستثمار قوي في البنيات التحتية، وانخراط فعّال في المبادرات الدولية، ما يجعله حلقة وصل استراتيجية بين الولايات المتحدة وإفريقيا، ووجهة مفضلة لتوسّع الشركات الأمريكية في القارة.

هدى ريفي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.