القيادة النسائية: كيف يمكن كسر الهيمنة الرجالية؟

0 53

نظمت مجلة صناعة المغرب في الدار البيضاء نسخة جديدة من حدث “النساء الصانعات”، المخصصة لدور النساء في الصناعة والاقتصاد.

وخصصت الجلسة النقاشية الأولى لموضوع: «النساء وصنع القرار: نحو قيادة مؤثرة»، سلط فيها الضوء على التحديات والفرص المرتبطة بوصول النساء إلى المناصب القيادية، سواء في القطاع العام أو الخاص.

وجمع هذا الحدث نساء خبيرات من مختلف القطاعات، حيث شاركت فيه ليلى بازّي (مديرة الأخلاقيات والامتثال، في GSK)، منال البرنوصي (مؤسسة بودكاست Leaders On Purpose)، وزينب السملالي (رئيسة قسم إدارة المجال العام للطرق السيار في المحور الشرقي)، وإيمان الزاوي (المديرة التنفيذية لشركة Sanipak) ووسيمة المتوكل (مديرة وحدة الأعمال في Safran Nacelles).

وقد قمن المشاركات بتفكيك قضايا المساواة، وضرورة القيادة الشاملة، والسياسات التي يجب وضعها لتعزيز ظهور القيادات النسائية في النظام البيئي الصناعي والتكنولوجي، من خلال شهادات بارزة وبيانات لافتة.

“بروفايلات” نسائية غير مستغلة

في البداية، وضعت منال البرنوصي من خلال مشاركتها في الحديث أرقام مثيرة حول مكانة النساء في العالم المهني في المغرب، بقولها « من جهة، لدينا فتيات يحققن نجاحًا باهرًا في المدرسة، حيث أن تسع من بين عشرة من الأوائل في الباكالوريا هن فتيات. » لكن في سوق الشغل، نلاحظ تراجعًا حادًا: بالكاد تساهم 19.8% من النساء اليوم في اقتصاد البلاد”.

و أعربت إيمان الزاوي عن دهشتها من ضعف التمثيل النسائي في المناصب القيادية، معبرة أنه « في كل مرة تذهب فيها إلى كليات التجارة أو الهندسة، ترى مدرجات مليئة بالطالبات الموهوبات. » ومع ذلك، عندما تنظر إلى الهيكليات التنظيمية للشركات الكبرى، ترى عددًا قليلاً جدًا من النساء في المناصب القيادية.

وتعود أسباب الظاهرة إلى عوامل ثقافية واجتماعية متجذرة بعمق وفق منال البرنوصي بذكرها دراسة بارزة تقول إن «50% من المغاربة يعتقدون أن المرأة لا ينبغي أن تعمل إذا كان زوجها أو والدها يكسبان ما يكفي من المال.» و90% من الرجال يعتقدون أن النساء يجب أن يواصلن دراستهن ليس من أجل استقلالهن المالي، بل ببساطة ليتم احترامهن وتثقيفهن، هو عائق غير مرئي ولكنه قوي يحد من الطموح المهني للنساء.

القيادة النسائية: قيمة مضافة لا غنى عنها

على الرغم من هذه العقبات، أصرّ المتحدثون على الفوائد الملموسة للقيادة النسائية، حيث قالت ليلى بازّي: «العمل من أجل تمثيل أفضل للنساء في عالم الشركات، اليوم، لم يعد ترفًا، بل أصبح ضرورة.»

وأكدت وسيمة المتوكل، التي تعمل في مجال الطيران، على أهمية المرونة والقدرة على التكيف لتحقيق النجاح في قطاع يتطلب الكثير.

حلول ملموسة لكسر السقف الزجاجي

إذا كان التشخيص واضحًا، ما هي الإجراءات العملية التي يمكن اتخاذها لتسريع وصول النساء إلى المناصب القيادية؟

بالنسبة لإيمان الزاوي، من الضروري خلق بيئات عمل أكثر شمولاً ومرونة، برأيها  ليس من الضروري أن تُستبعد المرأة من الفرص المهنية، كما أشارت إلى ضرورة مكافحة التمييز، مقدمة مثال: «إذا عادت امرأة من إجازة الأمومة وتم رفض زيادة راتبها لأنها كانت غائبة، فإننا ندفعها نحو الخروج».

ومن جهتها أكدت ليلى بازي، على الدور الأساسي للرجال في هذا التحول، قائلة: «لقد تم إنشاء عالم الأعمال من قبل الرجال، من أجل الرجال». ومن الضروري أن يكون لدينا حلفاء من الرجال الذين يحملون صوت النساء ويساهمون في تغيير قواعد القيادة.

رسالة قوية للأجيال الحالية والقادمة

ووجهت المشاركات في الحدث راسلة قوية للمقاولات الشابات، حيث أكدت إيمان زاوي على أهمية الثقة بالنفس: «لقد أوكلنا الله أكبر مسؤولية: منح الحياة». فلماذا نشك في قدرتنا على النجاح في عالم العمل؟»، كما شجعت أيضا على «عدم البحث عن المثالية».

وقالت وسيمة المتوكل: «القيادة النسائية هي قبل كل شيء مسألة أصالة.» ليس علينا أن نثبت أنفسنا، علينا فقط أن نكون أنفسنا وأن نفرض وجودنا.

من خلال هذه الندوة الغنية بالشهادات الملهمة والحلول الملموسة، أكد الحدث حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن القيادة النسائية هي رافعة قوية للتحول الاقتصادي والاجتماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.