نظمت مجلة صناعة المغرب، بالدار البيضاء، النسخة الثانية من “النساء الصانعات”، حيث جمع هذا اللقاء، الذي خصص له محورا لمناقشة تجاوز الذات والتحول في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة.
وشاركن في المحور، خمس شخصيات ملهمة من عالم الابتكار وريادة الأعمال، وهن مريم البوخاري، مديرة التحول الرقمي والابتكار في شركة Bugshan Automotive، وهند زمامة، رائدة أعمال ومتسلقة جبال، وبولين جانيرو، الشريكة المؤسسة لوكالة Flowr، وإلهام بلايل، أخصائية نفسية ومدربة ومحاضرة، ونهال جبلي، المديرة العامة وعضو مجلس الإدارة في شركة AI Crafters.
ومن خلال مساراتهن وخبراتهن، استكشفن تحديات القيادة النسائية في التحول الرقمي، ودور الذكاء الاصطناعي كعامل محفز للتغيير، والطريقة التي يمكن للإنسان من خلالها التكيف مع هذه التطورات مع الحفاظ على جوهره.
العقلية: مفتاح تجاوز الذات
في البداية، أكدت إلهام بليلي على أهمية العمل على الذات لتجاوز العوائق التي تعيق الطموح: « نقص الثقة بالنفس وتقدير الذات هو قضية حاسمة عندما نريد التفوق، عندما نريد النجاح ». وفقًا لها، من الضروري تطوير عقلية النمو، حيث تصبح كل صعوبة فرصة للتعلم. « عندما نتمكن من فهم كيفية عملنا، سنطور تلقائيًا شعورًا بالنجاح والإنجاز الذي سيدفعنا لتجاوز أنفسنا »، أضافت.
وأوضحت هند زمامة من خلال مسيرتها، قائلة أنها من عائلة متخصصة في صناعة الحلويات والشوكولاتة، استطاعت أن تجمع بين هذه المسؤولية وشغف غير متوقع، وهو تسلق الجبال.
وأضافت: « عندما كنت أشاهد برنامجًا عن تسلق الجبال، سألت نفسي: لماذا لا؟ » ربما ستكون مجرد نزهة. وكانت هذه بداية هذا الانطلاق في تسلق الجبال»، اعترفت. ومن خلال هذه الرياضة، تعلمت فن المرونة والقيادة، وهما قيمتان أساسيتان في عالم الأعمال وكذلك في تسلق أعلى قمم العالم”.
الذكاء الاصطناعي والرقمنة: محركات التحول
وبخصوص مجال الذكاء الاصطناعي تقول بولين جانيرو «لقد كانت الرقمنة والذكاء الاصطناعي بالنسبة لي وللوكالة محركات للتحول والتقدم». ب
وفضل الأدوات التكنولوجية، تمكنت بولين من تصميم نموذج وكالة لامركزية بالكامل، مما يعزز التوظيف بناءً على الكفاءات وليس على الموقع الجغرافي.
في قطاع السيارات، أكدت مريم البخاري كيف أن الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الاستخدامات، لا سيما من خلال تسريع عمليات اتخاذ القرار، حيث قالت: «الذكاء الاصطناعي يسمح بتوفير الوقت، وتحسين الأداء، والأهم من ذلك أن يكون أداة مساعدة في اتخاذ القرار».
ومع ذلك، تحذر من المخاطر المرتبطة بحماية البيانات وتؤكد على ضرورة تطوير حلول داخلية، بدلاً من الاعتماد على الأدوات العامة التي لا تضمن دائمًا الخصوصية.
نهال جبلي، من جانبها، ذكّرت بأهمية التبني السريع للابتكارا، بقولها أن بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن كسب ما بين 57 دقيقة و3 ساعات من العمل يوميًا، مشددة على إمكانيات هذه التقنيات لتحسين الكفاءة.
إيجاد التوازن بين التكنولوجيا والإنسانية
إذا كان الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا عديدة، فإنه يثير أيضًا سؤال التوازن بين التكنولوجيا والإنسانية، إذ أكدت بولين جانيرو: « المستقبل هو توازن بين التكنولوجيا والإنسان». وإن « الأمر متروك لنا لنقرر ما إذا كانت الذكاء الاصطناعي سيكون محركًا للتقدم أو عاملًا لنزع الإنسانية ».
بالنسبة لإلهام بلايل، فمن الضروري زراعة القدرة على التكيف وجرأة الخروج من منطقة الراحة.
واختتمت هند زمامة برسالة قوية، بعد قولها: «تجرأوا، تجرأوا اليوم، غدًا سيكون الأوان قد فات». داعية إلى العمل بعد هذه الندوة، بعدما أظهرت كل مداخلة في الأمسية، قوة المرونة وقدرة النساء على تشكيل مستقبل الرقمنة.