محادثات مثمرةٌ تلك التي جمَعت وزير الصناعة والتجارة، رياض مزّور، يوم أمس الإثنين 16 مايو 2022 بالرباط، مع المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) جيرد مولر Gerd Muller، الذي يقوم بالمغرب رفقة وفد رفيع المستوى، من 15 إلى 19 ماي، بأوّل زيارة عمل بالعالم العربي وإفريقيا، منذ تولّيه رئاسة المنظمة الأممية.
وبهذه المناسبة، أعرب الطرفان عن ارتياحهما التام للحصيلة جد الإيجابية لتعاونهما، مما يجعل العلاقة التي تربط المغرب واليونيدو بالتاريخية. وقد تعززت هذه العلاقة، التي نُسجت على مدى الثلاثين سنة المنصرمة، في إطار برنامج الشراكة بين الدول الخاص بالمغرب واليونيدو الذي يتطلع إلى دعم البلدان المستفيدة وتسريع بلوغ أهداف التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة على المدى البعيد، من خلال إنجاز مشاريع متكاملة قادرة على إعطاء زخم تنموي جديد لعملية التسريع الصناعي التي سبق الالتزام بها.
وهكذا، فقد حدّد برنامج الشراكة بين الدول الخاص بالمغرب واليونيدو قطاعات الصناعة الغذائية، والتجارة الإلكترونية، والصناعة 4.0، والاقتصاد الدائري، والمناطق الصناعية والطاقة، لإنجاز مشاريع مشتركة، انسجاما مع المتطلبات العالمية.
ولبلوغ هذا المرام، وقّع الوزير مزّور مع مُولر تصريحاً مشتركا يتعلق بتطوير مبادرات ومشاريع صناعية تتوخى تنمية شراكات بين المغرب واليونيدو في مجالات التصنيع الخالي من الكربون وتشجيع الاقتصاد الدائري لتعزيز القدرة التنافسية للمنصة الصناعية المغربية.
ويروم هذا التصريح أيضاً دعم الاستراتيجية المغربية لمواجهة التغيرات المناخية، من خلال إعداد مخطط وطني لتفعيل اتفاق كيغالي الذي ينص على التخلي التدريجي عن الغازات من نوع مركبات الهيدروفلوروكربون (التي يُرمز إليها اختصارا بـ مركبات HFCs) في المجال الصناعي. ويتعلق أيضا بدعم وزارة الصناعة والتجارة على مستوى إعداد منصة للتحليل الصناعي (IAP)، وبالخصوص من خلال إحداث مراكز مندمجة للتميُّـــز على المستوى الوطني والجهوي، وهذا، من أجل تحديد وتنفيذ مشاريع الابتكار الرقمي وبرامج لتعزيز القدرات في مجالات تخليص الصناعة من الكربون، ونقل التكنولوجية والإنتاج الرقمي المتقدم، والتجارة الدولية والاستثمار.
وخلال هذا الحدث، تم توقيعُ تصريحٍ ثانٍ من طرف وزارة الصناعة والتجارة واليونيدو ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ويتعلق، من بين أمور أخرى، بتأسيس شراكة تنموية لاستعمال الهيدروجين الأخضر من خلال تطوير أقطاب صناعية للتنافسية والابتكار وسلاسل قيمة تستهدف الإسهام في تخليص الصناعة من الكربون.
مزُّور صرح قائلا إن “مِن شأن هذا الزّخم التنموي الجديد الممنوح لشراكتنا تعزيز انبثاق مشاريع بالغة الأهمية تستجيب للرهانات الكبرى الماثلة أمام صناعتنا، وبالخصوص على مستوى تخليص الصناعة من الكربون وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة ذات مرونة وقدرة على التأقلم، وعلى مستوى أولويات النموذج التنموي الجديد للمملكة. وسيساهم هذا الزخم بلا ريب في بلوغ الهدف المنشود والرامي إلى جعل المغرب القاعدة الصناعية الخالية من الكربون الأكثر تنافسية في العالم”.
من جانبه، أكد مولر أن “اليونيدو” ستقدم دعماً متيناً لتنفيذ إطار التعاون للأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة، مما سيُسهم بشكل مباشر في النموذج التنموي الجديد للمغرب. وبينما نُوحد جهودنا مع وكالات أممية متخصصة أخرى، فاليونيدو ستستعمل منصتها الخاصة بالشراكة لدعم المغرب في مجال الطاقة المتجددة، والاقتصادات الدائرية والصناعة المتمحورة حول المعطيات لبلوغ الأهداف الطموحة لتخليص القطاع الصناعي من الكربون، فضلا عن أهداف التنمية المستدامة”.
وخلال هذه المراسم، تم إعطاء انطلاقة البوابة المغربية للمناطق الصناعية، التي طوّرتها وزارة الصناعة والتجارة بتعاون مع كل من اليونيدو، وهيئة تحدي الألفية، ووكالة حساب تحدي الألفية – المغرب (MCA-Morocco) وكافة الـمُهيّئين التنمويين للمملكة.
وهذه المنصة الإلكترونية، https://industrial-estate.gov.ma ، التي تتوخى المساهمة في تعزيز القدرة التنافسية الدولية وجاذبية العرض الوطني من العقار الصناعي، تتطلع إلى أن تصير “أداة للترويج والتدبير والتواصل، تتمحور حول العقار الصناعي. وستسمح، من بين أمور أخرى، بإعلام المستثمرين الصناعيين المغاربة والدوليين بشأن الفرص المتوفرة الدقيقة والمحيَّنة، على مستوى العقار الصناعي، وضمان تتبع متواصل لتطوّر العقار الصناعي”، يخلص المصدر ذاته.
مجلة صناعة المغرب — متابعة
ي.ي.