بنعلي تؤكد تسريع إمداد المملكة بالطاقة التنافسية.. والخبرة المغربية تُلهم دولاً عديدة

تنعقد الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الطاقة - تحت شعار “الانتقال الطاقي.. حصيلة مرحلة وآفاق سنة 2035″- في سياق بالغ الأهمية يشهد فيه سوق الطاقة تقلُّبات غير مسبوقة

0 1٬197
 مجلة صناعة المغرب — متابعة من الدار البيضاء

“الحكومة تعمَل على قدم وساق من أجل تسريع إمداد المغرب بالطاقة التنافسية”، التأكيد هنا وَرد على لسان وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، يوم الاثنين 14 مارس بالرباط.

المملكة رائدة إقليمياً

أوضحت بنعلي، في كلمة ألقتها خلال افتتاح أشغال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الطاقة، التي تنعقد تحت شعار “الانتقال الطاقي .. حصيلة مرحلة وآفاق سنة 2035″، أن لدى الحكومة استراتيجية تروم رفع الأمن الطاقي بالمملكة إلى مستوى استراتيجي، وذلك تماشيا مع توصيات النموذج التنموي الجديد.

بمشاركة دول المنطقة.. المغرب يستضيف مؤتمر الطاقة الـ15
بمشاركة دول المنطقة.. المغرب يستضيف مؤتمر الطاقة الـ15

وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن الحكومة تبذل جهودا دؤوبة لإمداد قطاعي الخدمات والصناعة بطاقة منخفضة الكربون، مسجلة، في المقابل، أن بلدا مستورداً للطاقة مثل المغرب “يعاني من آثار اضطراب أسعار الطاقة في ضوء السياق الجيو-سياسي العالمي”.

وأبرزت الوزيرة أن الأمن الطاقي والتنمية المستدامة يشكلان الركيزتين الأساسيتَيْن للسياسة الطاقية الوطنية، التي تتمحور على ثلاثة أسُس، وهي “الاستدامة والمرونة والقدرة التنافسية”.

 

وأضافت بنعلي أن “المغرب يتموقع حاليا كرائد إقليمي في مجال الطاقات المتجددة من خلال مشاريعه المتنوعة في هذا المجال”، داعية، في هذا الصدد، إلى مواصلة تسريع الاستثمارات في تكنولوجيات التحول الطاقي بالنظر إلى دورها في خلق فرص العمل والاقتصاد في استهلاك الطاقة.

من جهته، قال وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إن الصناعة المغربية حققت تقدما كبيرا، لا سيما في قطاع السيارات، الذي يعد قطاع التصدير الصناعي الرائد في البلاد.

مزور أكّد أن الصناعة تمثل جزءا مهمّاً من إجمالي استهلاك الطاقة، مذكرا بأن المغرب أطلق، منذ عدة سنوات، سلسلة من برامج التنمية المستدامة بهدف مواصلة تحسين موارده الطاقية، من خلال استراتيجية طموحة للنجاعة الطاقية في مختلف قطاعات الإنتاج.

وقام وزير الصناعة ضمن معرض حديثه بتلسيط الضوء على الإمكانات التي يزخر بها قطاع الطاقة بالمغرب، مما يمكن المُصنّعين من تخفيض تكاليفهم، لا سيما في هذا السياق الذي يتسم بتقلبات هامة في أسعار الطاقة.

الخبرة المغربية مُلهِمة

رئيس فيدرالية الطاقة، رشيد الإدريسي القيطوني، كشف أن عدة دول عبّرَت عن رغبتها في استلهام الخبرة المغربية في مجال الطاقات المتجددة، وذلك من أجل تعميم الولوج إليها بأراضيها.

وأكد الإدريسي القيطوني، في كلمة له خلال افتتاح أشغال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الطاقة، التي تنعقد تحت شعار “الانتقال الطاقي .. حصيلة مرحلة، وآفاق عام 2035″، أن المغرب يعتبر نموذجا داخل الهيئات الدولية لما يتمتع به من خبرة وإنجازات في مجال الطاقات المتجددة.

وفي هذا الصدد، شدد على أهمية أن تحافظ المملكة على مكانتها في هذا المجال على المستوى الدولي، بل وتطويرها، وأن يمتد عملها إلى القارة الإفريقية في إطار التعاون بين بلدان الجنوب.

وسلط الإدريسي القيطوني الضوء على اهتمام المملكة بالانتقال الطاقي، كما يتضح من خلال إحداث وزارة داخل الحكومة الجديدة خاصة بهذا القطاع .

علاوة على ذلك، أشار الإدريسي القيطوني إلى أن المغرب استفاد من خياراته الاستراتيجية وتحول الى وجهة رائدة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة، مبرزا أن التوازنات الماكرو-اقتصادية للمملكة متينة وأن اخياراتها كانت حاسمة في قطاعات معينة من قبيل السيارات والطيران. مؤكداً أنه للحفاظ على جاذبيتها، “يجب على المملكة أن تعمل على تطوير قدراتها من خلال دمج التقنيات والخدمات وأن تحافظ بشكل خاص على الاستدامة”.

سوق طاقية مُتقلّبة في سياق حسّاس

من جانبه، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، سلطان بن أحمد الجابر، الذي تعتبر دولتُه ضيفة شرف المؤتمر، إن هذا الأخير ينعقد في سياق بالغ الأهمية، حيث يشهد سوق الطاقة تقلبات غير مسبوقة.

وأضاف المسؤول الإماراتي قائلًا: “في مواجهة السياق الجيو-سياسي العالمي، انخفضت إمدادات الطاقة بشكل ملحوظ، ومن هنا تأتي الحاجة إلى وضع المزيد من الاستثمارات على المدى الطويل لبلوغ مستويات ما قبل أزمة (كوفيد-19)”، مبرزاً أن الجهود التي قامت بها المملكة في ما يتعلق بتنويع مصادر الطاقة جعلتها مثالا يحتذى به في المنطقة.

جدير بالذكر أنه يشارك في مؤتمر الطاقة الخامس عشر، الذي تنظمه فيدرالية الطاقة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبدعم من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، نُخبة من الشخصيات المؤسساتية المغربية والأجنبية، وذلك بهدف إعداد تقرير مرحلي ومناقشة الآفاق المستقبلية لقطاع استراتيجي وطنياً وعالمياً.

وسيتيح تبادل الأفكار خلال هذا المؤتمر، الذي تحل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة ضيفة شرف، مناقشة التطورات الاخيرة على المستويين الوطني والدولي وصياغة اقتراحات ملموسة من شأنها أن تسهم في إعداد استراتيجية وطنية متجددة بالنسبة للطاقة ، بمزيد من الطموح والواقعية.

يوسف يعكوبي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.