الـONCF يتوقع ارتفاع رقم معاملاته في 2021.. وزير النقل يُشيد بـ”جهوده الجبارة”
هذه الدورة من المجلس الإداري لمكتب القطارات قد خُصّصت لتدارس وتقديم الحسابات المرتقبة برسم 2021 والمصادقة على ميزانية سنة 2022 واستعراض مستوى تقدم الأوراش المندرجة ضمن بروتوكول-الاتفاق الموقع بين الدولة والمكتب والمشاريع التنموية للشبكة الحديدية الوطنية وكذا تطوير منظومة صناعية سككية وطنية
¶ مجلة صناعة المغرب — من الدار البيضاء
أكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، يوم الجمعة 28 يناير 2022، أنه من المرتقب أن يبلغ رقم معاملات المكتب 3,5 مليار درهم سنة 2021، مقابل 2,8 مليار درهم سنة 2020.
وأشار بلاغ لـONCF، إلى أن الخليع أوضح، في مداخلة له بمناسبة انعقاد المجلس الإداري للمكتب الوطني للسكك الحديدية، عبر تقنية المناظرة المرئية، تحت رئاسة وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أنه بفضل الانتعاش الجيد الذي سجله نشاط نقل المسافرين والصمود الذي عرفته أنشطة نقل البضائع، من المرتقب أن يبلغ رقم المعاملات 3,5 مليار درهم سنة 2021، مقابل 2,8 مليار درهم سنة 2020، أي بزيادة 25% .
الخليع أكد -خلال الاجتماع ذاته- أنه وبالنظر للإنجازات التي حققها المكتب سنة 2021 في ما يتعلق بنشاط المسافرين، فقد سجل انتعاشا ملحوظاً مقارنة بسنة 2020.
وأبرز أن التوقعات تشير إلى حدود نهاية دجنبر إلى نمو مضطرد لجميع المؤشرات، حيث ارتفع عدد المسافرين بنسبة 64 في المائة مقارنة مع سنة 2020، إذ تم نقل 34,5 مليون مسافر سنة 2021 مقابل 21,1 مليون مسافر سنة 2020، وعرف رقم المعاملات تحسُّناً بزيادة 87 في المائة، حيث بلغ 1,5 مليار درهم سنة 2021، مقابل 803 مليون درهم في 2020.
وأشار في هذا الصدد إلى أن قطارات “البراق” التي أكملت عامَها الثالث من الاستغلال في نونبر الماضي، استقطبت زائد 100 في المائة من الزبناء من خلال نقل 2,4 مليون مسافر سنة 2021، مقابل 1,3 مليون مسافر سنة 2020، محققة بذلك رقم معاملات بلغ 317 مليون درهم سنة 2021، مقابل 165 مليون درهم سنة 2020، أي بتحسن بنسبة زائد 100 في المائة.
أما بالنسبة لنشاط نقل البضائع والفوسفاط، فقد أكد على الرغم من تداعيات الجائحة، طاقته الكبيرة على الصمود من خلال تسجيل تحسن ملموس لمختلف مؤشراته سنة 2021، حيث تم نقل أزيد من 25,5 مليون طن من البضائع سنة 2021، أي بزيادة 2,6 في المائة مقارنة مع 2020، محققا بذلك رقم معاملات بلغ 1,8 مليار درهم، بزيادة 2,3 في المائة مقارنة بسنة 2020. كما تجدر الإشارة إلى أن جميع المؤشرات المالية المتوقعة في متم دجنبر 2021 قد أكدت منحاها الإيجابي.
وأوضح الخليع أن المكتب استطاع خلال السنة الماضية، رغم الإكراهات التي تفرضها الجائحة، تحقيق انتعاش ملحوظ على مستوى مختلف أنشطته، بفضل اعتماد مقاربة استباقية حازمة.
وأشار مدير عام الـONCF في هذا السياق إلى أن المكتب عمل على تعديل استراتيجيته لتوفير الظروف الأمثل لتحقيق الانتعاش المنشود، مستندا في ذلك بالأساس على تسريع التحول الرقمي وإعطاء دينامية جديدة للأنشطة الرئيسية وتدعيم التعاون بين مكونات مجموعة المكتب وكذا الإسهام في تطوير منظومة سككية وطنية وتجديد سلسلة القيمة الصناعية.
وفي ما يخص الاستثمارات، فقد أنجز المكتب مشاريع بغلاف مالي بلغ 1.6 مليار درهم سنة 2021، مقتصرا في ذلك على إنهاء العمليات القائمة وعلى العمليات المتعلقة بالسلامة وجودة الخدمات.
وبخصوص ميزانيات سنة 2022، أوضح المتحدث ذاته بأن إعدادها قد تم وفقا لتوجهات الدولة في هذا الإطار وانطلاقا من منظور الانتعاش الاقتصادي لما بعد الجائحة، والعمل على متابعة النمو الملحوظ المسجل سنة 2021 بهدف تحقيق رقم معاملات قد يصل إلى 3,8 مليار درهم، أي زائد 9 في المائة مقارنة بسنة 2021.
وسيواصل المكتب سنة 2022 جهوده الاستثمارية بغلاف مالي يقدر بـ 2,6 مليار درهم، من خلال تفعيل مختلف المشاريع اللازمة للحفاظ على مستوى أدائه وإنجازاته، وتسريع الدراسات المتعلقة بمشاريعه التنموية.
وارتباطا بالمشاريع المندرجة في بروتوكول-الاتفاق الموقع بين الدولة والمكتب في يوليوز 2019، فقد قطعت هذه الأخيرة أشواطا هامة بفضل تظافر جهود المكتب وفرقائه المعنيين، لتفعيل مختلف الأوراش المسطرة، خاصة المتعلقة بوضع نموذج اقتصادي جديد، من شأنه توفير الشروط اللازمة لاستدامة إنجازات ونجاعة المكتب وضمان تطوير الشبكة الحديدية الوطنية. ويتابع المكتب مبادراته من أجل بلورة تحوله المؤسساتي، وفقا للتوجهات المسطرة لإصلاح منظومة المؤسسات والمقاولات العمومية.
كما ذكّر المدير العام بأن النمط السككي يحتل اليوم مكانة متميزة ويتطلع إلى مستقبل واعد لما يحظى به من مزايا، من قبيل قدرته على توفير نقل مكثف وتسهيل حركية مستدامة، نظيفة وصديقة للبيئة. علاوة على أنه يظل أحد أهم الروافع لإنعاش الاقتصاد وباعتباره أداة فريدة للتهيئة المجالية.
ومن هذا المنظور، بات من الضروري أن يغتنم المكتب فرصة مخططه التنموي ليلعب دوره كمحفز لإرساء وتطوير منظومة صناعية سككية وطنية، ذات مكون تكنولوجي عال، مندمج ومتكامل بين فاعلين مهيكلين من القطاعين العام والخاص. وسيكون لإحداث هذه المنظومة السككية الوطنية، المبتكرة وذات القيمة المضافة، وقع إيجابي واضح على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وكذا من حيث إغناء تنافسية وإشعاع المملكة.
وقبل الختام، أكد الخليع أن المكتب الوطني للسكك الحديدية، أبى إلا أن يستهل سنة 2022 متوشحا باللون الأخضر، إذ اتخذ خطوة جديدة في تحوله الطاقي، من خلال تشغيله ابتداء من فاتح يناير، لجميع قطارات ‘البراق” بالطاقة النظيفة قبل أن يعمم تدريجيا هذا الخيار على جميع قطاراته، معززا بذلك التزامه التام وانخراطه القوي في تعزيز وتطوير حركية مستدامة، شمولية وفعالة.
في سياق متصل، أكد وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل ، أن “الجهود الجبّارة” التي بذلها المكتب الوطني للسكك الحديدية في السنوات الأخيرة لتحديث النقل السككي وتطوير الشبكة الوطنية مكنت من إحداث تحول جذري بالقطاع السككي بالمملكة.
وأوضح عبد الجليل، في كلمة افتتاحية خلال ترؤسه للمجلس الإداري للمكتب الوطني للسكك الحديدية، إن الشبكة السككية عرفت “طفرة نوعية غير مسبوقة”، أصبحت ملموسة بشكل واضح لدى مستعملي القطار، سواء تعلق الأمر بالمسافرين أو الفاعلين الاقتصاديين، وذلك من حيث تحسُّن أداء هذا المرفق الهام وجودة خدماته وتطور قدرته التنافسية وجاذبية عروضه.
يُشار إلى أن هذه الدورة من المجلس الإداري لمكتب القطارات قد خُصّصت لتدارس وتقديم الحسابات المرتقبة برسم 2021 والمصادقة على ميزانية سنة 2022 واستعراض مستوى تقدم الأوراش المندرجة ضمن بروتوكول-الاتفاق الموقع بين الدولة والمكتب والمشاريع التنموية للشبكة الحديدية الوطنية وكذا تطوير منظومة صناعية سككية وطنية.