منتدى (Géni-Entreprises) يناقش “المهندس المغربي في صلب النموذج التنموي الجديد”
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أمس الأربعاء بالرباط، أن فئة الشباب تشكل حجر الزاوية في الدينامية والقدرة التنافسية المغربية.
وقال ميراوي، في كلمة خلال الدورة الثامنة عشرة لمنتدى (Géni-Entreprises) المنظمة تحت شعار “المهندس المغربي في صلب النموذج التنموي الجديد في عصر الرقمنة والابتكار والتسريع الصناعي”، إنه “يتعين علينا أن نواصل الاستثمار في شبابنا ونزرع فيهم قيم المواطنة والتضامن”.
وفي هذا الصدد، أشار الوزير إلى أن المرونة والقدرة على التكيف والصمود تقع اليوم في صميم مهنة التدريس، مسجلا أن “البلدان التي تمضي قدما هي تلك التي تغير أساليبها التربوية (النشطة والمعكوسة والهجينة)”.
وأكد قائلا “الأمر يتوقف اليوم على رأس المال البشري الذي نكونه، والذي سندعم به نسيجنا الاقتصادي”، داعيا الجامعات إلى التكيف بشكل أكبر مع احتياجات وتطلعات الشباب لتحقيق أقصى استفادة منهم.
وبعد أن أبرز أهمية الأنشطة شبه الجامعية، لفت ميراوي إلى أن هذه الأنشطة تشكل فرصة مثالية للتنشئة الاجتماعية للطلبة، مشيرا إلى أن “تنظيم هذا النوع من المنتديات بشكل منتظم والإشراف عليه بشكل مشترك يشكل أيضا جزء من +مهارات القوة+ التي يتعين علينا العمل على تطويرها”.
من جهتها، قالت مديرة المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، إلهام برادة، إن مغرب الغد لا يمكن أن يبنى بدون هؤلاء المواطنين الشباب الملتزمين والمنخرطين بشكل فعال في الممارسة الكاملة لحقوقهم، وذلك في احترام تام لواجباتهم المدنية من خلال تحدي آمالهم أمام الواقع بحماسة الشباب وحكمة الشيوخ.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن المملكة تتوفر على العديد من الشخصيات البارزة، رجالا ونساء بمسارات استثنائية، من الذين ساهموا في بناء الدولة على مدى عقود، داعية الشباب إلى أن يتخذوهم قدوة ليكونوا فاعلين حقيقيين في التنمية والتحول ببلدنا في عصر الرقمنة والابتكار والانتعاش الاقتصادي والرفاه الاجتماعي.
وسجلت أن “طلبتنا يمثلون الحاضر والمستقبل بشكل خاص”، مؤكدة أن التزامهم يشكل رافعة للتنشئة الاجتماعية والنجاح وكذا لتحول المقاولات التي سيؤسسونها أو التي سيعملون فيها.
كما لفتت إلى أن الدورة الثامنة عشرة لمنتدى (Géni-Entreprises) تعد استثنائية لأنها تصادف احتفال المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم بمرور ثلاثين سنة من التميز والابتكار في هندسة المعلوميات والرقمية في خدمة المجتمع والاستجابة للاحتياجات الحقيقية للاقتصاد الوطني.
وأوضحت أن هذه النسخة تندرج في إطار دورة التظاهرات التربوية والعلمية وتطوير قدرات الطلبة والحكامة الجيدة التي تنظمها المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم مع مختلف الفاعلين والشركاء لتطوير وتحويل وإصلاح، أو حتى إحداث ثورة في رأسمالها وتراثها.
وتابعت قائلة: “الموضوع الذي تم اختياره هذه السنة للمنتدى يسلط الضوء على خمسة محاور رئيسية: الرقمنة، والابتكار، والتحول الصناعي، والانتعاش الاقتصادي، والرفاه الاجتماعي، ويكتسي أهمية قصوى بالنسبة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدنا الذي يعمل على توجيه استراتيجيات التنمية والتحديث نحو الاستخدام المكثف لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كرافعة أساسية لخلق القيمة المضافة”.
من جانبه، قال رئيس منتدى (Géni-Entreprises)، محمد اليحياوي، إن موضوع المنتدى لهذه السنة يهدف إلى إبراز الدور الكبير لمختلف كليات الهندسة في إطار دعم مهندسي المستقبل ليواكبوا معا النموذج التنموي الجديد الرامي إلى إنعاش الاقتصاد المغربي وإرساء الشمولية والاستدامة والمصداقية وتنفيذ خطة لإصلاح القطاعات الحيوية.
وتابع قائلا “في ظل السياق الوطني الذي يتسم باستمرار تفشي كوفيد-19، فضلا عن ظهور بوادر النمو والانتعاش الاقتصادي، تبين أن مراجعة وتنزيل النموذج التنموي كان ضرورة تتطلب تعاون الجميع وتستند إلى إشراك المهندسين ذوي الخبرة لمواكبة مشتركة لتطور مغرب الغد”.
يشار إلى أن هذه التظاهرة، التي تنظم بشكل مشترك من قبل المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل الننظم – جامعة محمد الخامس بالرباط والمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، تهدف إلى أن يكون منصة للتبادل والتقارب بين النخبة الأكاديمية والوسط الاجتماعي والاقتصادي. وشهدت هذه الدورة مشاركة حوالي أربعين شريكا ينشطون في المنظومة البيئية الرقمية والصناعية للمغرب.
وسينشط محاضرون وخبراء بارزون على مدار يومين ندوات وموائد مستديرة لمناقشة الابتكار في نموذج الإنتاج، ورقمنة الأعمال والإدارة، والتسريع الصناعي، والتنشيط الاقتصادي، والرفاه الاجتماعي من أجل إنجاح النموذج التنموي الجديد. وسيتم وضع فضاء عرض بـ 1000 متر مربع رهن إشارة جميع الشركاء لفائدة الشباب الطموحين الباحثين عن فرص لمتابعة الدراسة أو التدريب أو العمل.