“مايكروسوفت” تستشرف مستقبل التعليم على ضوء الرقمنة وتطور التكنولوجيا

في سياق الاقتصاد الرقمي العالمي الجديد، سيحتاج الطلبة والتلاميذ حاليًا إلى الحصول على ما هو أكثر من الشهادة التعليمية: إذ سيتعين عليهم التمتع بمهارات الذكاء الرقمي والمهارات الشخصية لتمكينهم من زيادة فرصهم في التوظيف

0 443

اعتبرت مايكروسوفت أن ” 50 بالمائة تقريبًا من الوظائف الحالية تتطلب عنصرًا مُعيَّنا من عناصر المهارات الرقمية”.

وأفاد عملاق التكنولوجيا والاتصالات، في بلاغ للشركة، أنه يجب “إعادة صياغة دور التكنولوجيا في التعليم”؛ إذ بحلول عام 2030، سترتفع هذه النسبة المشار إليها أعلاه إلى 77 بالمائة، نتيجة الأزمة الوبائية الذي يشهدها العالم اليوم، التي أدت إلى مجموعة من التحولات التي لن تُغير أنواع الوظائف التي سنراها فحسب بل أيضًا مجموعات المهارات المطلوبة للنجاح فيها”.

مُعطى يفرض نفسه بقوة تدريجياً، لكن ترى “مايكروسوفت” أنه يتعزز بما أفرزه تقرير Opportunity Youth (الفرص المتاحة للشباب) الصادر في أغسطس 2021 عن شركة McKinsey، والذي يُشير إلى أن “الجيل القادم من الشباب في منطقة MENAP (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان) سيدخل سوق عمل مُتغير جذريًا”.

وفي سياق الاقتصاد الرقمي العالمي الجديد، سيحتاج الطلبة والتلاميذ حاليًا إلى الحصول على ما هو أكثر من الشهادة التعليمية: إذ سيتعين عليهم التمتع بمهارات الذكاء الرقمي والمهارات الشخصية لتمكينهم من زيادة فرصهم في التوظيف. وعليه، ستحتاج الأنظمة التعليمية إلى تعزيز مسالك التعليم التقليدي بإضافة مهارات رقمية وتزويد المتعلمين بمهارات الابتكار والإبداع والتعاون والقدرة على الصمود.

التعلّم عن بُعد فتَح أبوابًا جديدة لتوفير المزيد من الفرص

وأشار المصدر ذاته، أن العالم قد شهدَ، خلال الجائحة، “شراكات استراتيجية بين وزارات التعليم وشركة Microsoft والمنظمات الدولية مثل اليونسكو واليونيسيف عبر برنامج المهارات العالمية لشركة Microsoft”؛ إذ تم تقديم حلول للتعلّم عن بُعد.

كما أن الجائحة قد فتحت الباب أمام “الابتكار الذي تشتد الحاجة إليه في قطاع التعليم”. إذ خَلُص استطلاع أجرته شركة YouGov مؤخرًا بتكليف من Microsoft، إلى نتيجية مفادُها أن 82 بالمائة من المُعلِّمين يتفقون بإجماع على أن التكنولوجيا أدت إلى تسريع وتيرة الابتكار في التدريس والتعلّم على حد سواء.

ولا يتمحور التحول الجذري الذي أبرزته الجائحة حول التكنولوجيا كـ”آلية لتقديم التعلّم عن بُعد فحسب، بل إنها آلية قوية لتأسيس الثقافة؛ وفرصة لإعادة التصميم التعليم لتُعزيز التفكير الإبداعي والمعرفي والابتكار المستقل والقدرة على التعاون بفعالية”. وينبغي تبني تكنولوجيا التعليم ليس لتَيْسير التدريس فحسب، ولكن أيضًا لإثراء التجارب والاختبارات.

إثراء التعليم بفضل التكنولوجيا

يمثل تعزيز التعلّم التفاعلي بدل التعلم التلقيني إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد بها التكنولوجيا في خلق بيئة تعليمية جديدة عن بُعد أو مختلطة تعزز مشاركة المتعلمين. وأحد الأمثلة على ذلك هو إدراك نسبة كبيرة من المعلمين في جميع أرجاء المنطقة أهمية ممارسة الألعاب عندما يتعلق الأمر بتعزيز التعلّم التفاعلي وتحسين مشاركة الطلاب وإثراء التعلّم.

وعبر استخدام منصات مثل Minecraft من Microsoft: الإصدار التعليمي، نجح المعلمون في تشجيع التعاون وإنشاء الفرق وتعزيز قيم القيادة، مع تحقيق نتائج ممتازة. وهذا سلط الضوء على أهمية  أولوية  منح المهارات الاجتماعية والعاطفية للمتعلّم، إلى جانب المناهج التقليدية التي تقدم المهارات المعرفية والتقنية.

 على نفس النهج، يمكن أن تُساهم التكنولوجيا في دعم المتعلمين والمعلمين بطرق جديدة وذلك من خلال توفير الأدوات اللازمة لمواجهة التحديات الجديدة. علا إثر المثال وفي أنحاء مختلفة من العالم، أدى التعلّم عن بُعد إلى حدوث تراجع في مهارات القراءة – وهو اتجاه مقلق بوجه خاص للعديد من البلدان في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث خاضت تلك الدول معارك طويلة وصعبة للقضاء على الأمية. ولكن بتوفير الأدوات المجانية مثل Reading Progress سيستطيع الطلاب من تحسين فهمهم أثناء القراءة مع احترام إمكانياتهم الخاصة. ويمكن للمعلمين أيضًا مراجعة الواجبات بسرعة وبدقة باستخدام ميزات الاكتشاف التلقائي المضمنة. والجدير بالذكر إن لوحة معلومات Education Insights (رؤى التعليم) توفر للمعلمين نظرة شاملة للتقدم الذي أحرزه الطلاب، بما في ذلك الاتجاهات الرئيسية مثل الأخطاء اللفظية أوأخطاء السهو التقليدية.

لقد حان الوقت للجمع بين التدريس التقليدي والتعليم عبر الإنترنت. إذا قد برهنت التكنولوجيا أنها عامل مساعد مهم للتعلم عن بعد، ما نحتاجها الآن هو أكثر من مجرد حل سريع لعملية التعلّم المضطربة. ما نحتاجه هو استراتيجية النموذج المختلط لتي تجمع بين أفضل ما في التعلّم داخل المدرسة والتعلّم عن بعد، مع الالتزام بالمشاركة الرقمية. ذلك بتوفير مناهج تركز على الطلاب لتلبية احتياجاتهم المتنوعة وتمكن من تحسين التعلّم وتسريع وتيرته. ويجب أن تؤدي أيضًا دورًا حيويًا في المضي قدُمًا صوب التعلّم عالي الجودة في النموذج المختلط.

مجلة صناعة المغرب 
متابعة من الدار البيضاء
يوسف ي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.