ليلى صدقي.. مهندسة مغربية أبهرت العالم باختراعها لـ”صولاردو” (2)

0 1٬821

 

ابنة مدينة خريبكة المعروفة بالفوسفاط بالمغرب. مهندسة دولة خريجة المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية سنة (2007)، اشتغلت لمدة 10 سنوات في القطاع الخاص في مجال كهرباء السيارات، ثم بعدها في مكاتب الدراسات قسم هندسة كهرباء المباني. حاصلة على دبلوم مدرب حياة في التنمية البشرية وحاليا في الطور الأخير من مناقشة دكتوراه الدولة في النجاعة الطاقية للمباني بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط. يتعلق الأمر بليلى صدقي المغربية التي رفعت راية الوطن بكل شهامة واعتزاز وسط عمالقة المخترعين والمخترعات بأكبر تظاهرة دولية للاختراع في مجال الكهرباء والطاقات المتجددة بكوريا الجنوبية عن مشروعها “نظام الإضاءة الطبيعية بضوء الشمس” المعروف اختصارا بـ “صولاردو”.

حاورتها: أسماء بوخمس

…هل من اقتراحات لاستثمار مشروعك وطنيا ودوليا؟

على المستوى الوطني، تم استدعائي من طرف وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز الرباح وبتنسيق مع مدير معهد “إيريزن IRESEN ” التابع للوزارة سيتم الاشتغال على الموديل الصناعي الأوللـ”صولاردو” و سيتم دمجه في مركز المباني الخضراء الدي سيقام عن قريب في المملكة.إنشاء الموديل الصناعي الأولإضافة إلى الموديل البحثي الدي أنجزته أعتبرها خطوة جد مهمة بالنسبة لجميع المشاريع البحثية والاختراعات من أجل بدأ التسويق. وللإشارة قد تلقيت وطنيا ودوليا طلبات أولية من زبائن يريدون بدأ العمل بالنظام.

دوليا، تم استدعائي من طرف الولايات المتحدة الأمركيةمن أجل اتمام البحث في “صولاردو” و الاشتغال على الاستخدامات الأخرى مثل اسمرار البشرة (Bronzage).

كيف رأيت رد فعل المجتمع تجاه ابتكارك؟

المغاربة يحبون الأشياء الطبيعية ويشجعون على الحفاظ على البيئة وبالتالي كون”صولاردو” اختراع مغربي يشعرهم بالفخر وينتظرون تسويقه وما فتئوا يعبرون عن ذلك باتصالاتهم وتعليقاتهم …أتلقى ليومنا هدا اتصالات عديدة من طرف عدة أشخاص ومؤسسات لشراء الجهاز واستخدامه سواء في الإنارة أو الزراعة.

هل من إكراهات واجهتك خلال مسيرتك العلمية كإمرأة؟

لا أفرق بين المرأة والرجل.. كمهندسة لا أرى أن هناك فرق سواء في الكفاءات والجهد المبذول. هناك فرق بين الناس سواء رجل أو امرأة فقط في الإرادة والأهداف المسطرة والقدرة على الاستمرارية نحو الهدفكيفما كانت الظروف.

أنا متزوجة وأم لإيمان (9  سنوات) وملك  (سنتين)، وعندما اشتغلت على بحثي العلمي، كنت حاملا…وما أريد أن أمرره هو عندما تكون الإرادة قوية تتبدد الإكراهات. وهدفي الأسمى من المشروع هو صدقة جارية أنتفع بها عند الله تعالى وتنتفع منها الإنسانية جمعاء. فهل من إكراهات قد تقف أمامك إدا كان هادا هو هدفك!!

 كيف تنظرين إلى مستوى البحوث العلمية بالمغرب؟

من الناحية البشرية المغرب يتوفر على مؤهلات تضاهي البحث العلمي العالمي فقط يجب الاهتمام بجانب التمويل العلمي بطريقة تتماشى مع سرعة البحث وسرعة المشاريع واختلاف المزودين. كما يجب إعطاء أهمية أكبر لآليات تنزيل المشاريع التي أثبتت قوتها لكي نحقق صناعة وطنية وتصبح نسبة إدماج المنتوج الصناعي المحلي مرتفعة وطنيا ودوليا… هذا فقط هو الحل الوحيد الكفيل بأن يجعل المغرب في مصاف الدول المتقدمة وفي وقت وجيز كما كان الحال في كوريا الجنوبية وبعدها إندونيسيا وتركيا.نسأل الله تعالى أن نكون كذلك قريبا…

ألا تراودك فكرة الهجرة إلى أحد البلدان الغربية الرائدة في مجال الابتكار العلمي للبحث عن فرص مهنية أفضل؟

صراحة لا تراودني الفكرة…ولست أيضا ضدها… أريد أن أعمل ببلدي المغرب وأقدم له ما اكتسبته من خبرة، لكن بطيعة الحال بإمكاني الذهاب للبلدان المتقدمة من أجل البحث في أي وقت والتنسيق مع أهل السبق مطلوب وضروري.

 ظاهرة هجرة الأدمغة و الكفاءات العلمية واحدة من أبرز التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية، ما رأيك حول الظاهرة؟

أرى أن المشكل يرتبط بالتربية. يجب أن يتربى الفرد على خدمة بلده والمساهمة في تطويرها. كما على مؤسسات الدولة أن تكافئ العنصر البشري وتشجع الكفاءات العالية.

في نظرك هل أنصف المجتمع العربي المرأة أم أنه لا يزال الطريق طويلا نحو تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين؟

من زاوية نظري، على المرأة العربية أن تنصف ذاتها بذاتها، أن تعطي قيمة لنفسها وأن تقتنع بقدراتها وتنطلق نحو تحقيق أهدافها في كل المجالات تربية فن رياضة علوم…

تروج الكثير من الصور النمطية، ليس فقط في المجتمعات العربية وإنما في العالم ككل، على أن النساء أقل إنتاجا في مجال الاختراع. ما ردك على ذلك؟

هي صور نمطية.. على النساء أن يثقن في كفاءتهن وأن يتمكن من تقسيم الوقت بشكل جيد بين حياتهن الشخصية والعملية. فالمرأة أثبت في جميع المجالات تميزها وحنكتها.

يرى كثيرون أن تولي المرأة منصب مرموق يأتي على حساب حياتها الاجتماعية والأسرية.. كيف ترين ذلك؟

هذا الأمر يرتبط بشريك الحياة، وبقدرة المرأة على تقسيم الوقت بشكل جيد وكيفية صرفه على أسرتها. زوجي ساعدني خاصة في الأعمال التي تحتاج إلى طاقة بدنية في مشروع “صولادرو” ويساعدني نفسيا وماديا. وبالتالي المهم في العلاقات ليس طول الوقت الدي نقضيه مع بعض وإنما جودته ما يسمى بQualitytime.

كيف كانت أحلام ليلى طفلة؟

(تبتسم) كنت أحب كثيرا الاكتشاف وطرح الأسئلة من قبيل كيف يعمل هذا الجهاز؟وكانت أحلامي أن أكون مخترعة ومؤثرة في مجال العلوم عالميا.


حدثينا عن دور عائلتك في ولوجك لمجال الطاقة والكهرباء؟

لعبت عائلتي دورا كبيرا، فوالدي عمل إطارا سابقا في المكتب الشريف للفوسفاط ويعلمنا دائما المثابرة ورفع سقف الأهداف، ووالدتي تحثنا دائما على العلم والتعلم للمضي قدما نحو الأمام.

من أين تستمدين قوتك ليلى؟

من علاقتي مع الله عز وجل…فإذا كان نصيبك من الأخرة هو ما يشغلك يوميا فهو يمر على نصيبك من الدنيا فينظمه لك تنظيما… قوتي تتأرجح بين العقل والقلب، بين إعداد القوة والتفويض، بين التخطيط الواعي وطلب التوفيق من رب العزة.

بعيدا عن ليلى المهندسة والمخترعة.. قربينا أكثر من ليلى الإنسانة؟

إنسانة بسيطة.. أحب الحياة.. أحب عيش اللحظة كل لحظة كاملة والاستمتاع بتفاصيلها.

الشهر الماضي احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة.. هل توجهين رسالة لها؟

ثقي بنفسك.. فأنت جميلة ذات حنكة وذات ذكاء.

البكاء يظل من اللحظات الغامضة التي يعيشها كل إنسان لكن من يقدر على وصفها هو الشاعر والفنان.. متى تبكي ليلى؟

أنا بكاية (وتعني بالدارجة المغربية أبكي كثيرا)، أبكي في لحظات الفرح، أبكي في لحظات الفوز بكيت كثيرا أثناء فوزي بكوريا الجنوبية.. كما أبكي عندما أرى هدفا سطرته  فيه خير لبلدي و لي يسير نحو التحقق.

كلمة أخيرة

آمل أن تكون لي بصمة قوية في تغيير مفهوم الطاقة نحو الطاقات النظيفة ليس في المغرب فحسب، بل في العالم بأسره.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.