“لوبوان” الفرنسية: المغرب “بوابة” الصين نحو افريقيا و مستقبل العلاقات التجارية واعد

0 694

أكدت مجلة “لوبوان” الفرنسية، أن “جاذبية المملكة المغربية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي يجعلانها دولة محورية بالنسبة للصين من خلال مشروعها الجديد “طريق الحرير”، مشيرة الى أن ” المغرب عزز مكانته كبوابة لأوروبا وإفريقيا في السنوات الأخيرة، في وقت  تُظهر فيه الصين اهتمامًا اقتصاديًا متزايدًا بالمملكة”.

وأشارت المجلة الفرنسية الى أن ” المملكة المغربية بموقعها الاستراتيجي، وضعت نفسها كبوابة دخول الاستثمارات الأوروبية الى إفريقيا، حيث  تمكن ميناء طنجة المتوسط من الدخول الى قائمة أفضل 25 مركزًا مينائيا في العالم والثالث من حيث الاتصال بعد شنغهاي وبنما، وهي معطيات لم تعد خفية على التنين الصيني، الذي يسعى الى التوسع في القارة الافريقية.

وبعد أن توقفت المجلة عند التطور اللافت في العلاقات المغربية-الصينية منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، أوضحت أن ” الرباط وبكين رفعتا  من حجم مبادلاتهما التجارية، ليصبح المغرب أول بلد مغاربي ينضم، في نونبر 2017، إلى  مشروع “طريق الحرير” الصيني الجديد، الذي يهدف إلى تحسين الروابط التجارية بين آسيا وأوروبا وافريقيا وحتى خارجها، من خلال بناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات، وكذا المجمعات الصناعية.

وأبرزت مجلة “لوبوان” أن ” الصين أدارت ظهرها الى الجزائر، أخذة الوجهة نحو المغرب، وهو ما يتجسد في المؤشرات، و الأرقام التي تعكس العلاقات التجارية القوية بين الرباط وبكين، حيث شهدت المبادلات التجارية بين الجانبين، بحسب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، “نموا  بنسبة 50٪ في السنوات الخمس الماضية، و انتقلت من 4 مليارات دولار (3.5 مليار أورو) في 2016 إلى 6 مليارات دولار في 2021، كما أن هناك أزيد من 80 مشروع استثماري صيني قيد الانجاز في المغرب”.

هذه العلاقات القوية بين المغرب والصين، تضيف المجلة الفرنسية، ” ستتعزز أكثر خلال شهر يوليوز الماضي، حينما دشن المغرب والصين،  مرحلة جديدة في علاقاتهما الاستراتيجية، من خلال التوقيع على اتفاقية إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد-19 بين الدولة المغربية والمجموعة الصيدلية الوطنية للصين “سينوفارم”، الأمر الذي سيحول المملكة إلى قطب متميز في مجال صناعة وتوزيع المواد البيوصيدلانية في القارة الإفريقية”، مشددة على أن ” توقيع هذه الاتفاقية يشكل خطوة أولى قبل توقيع اتفاقيات جديدة تهدف، هذه المرة، إلى مشاركة أكبر للمملكة المغربية في مشروع “الحزام والطريق”، حيث تعتبر الاتفاقية الموقعة في هذا الاطار، “خارطة طريق للتنفيذ المشترك للمبادرة الصينية”، والتي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى من قبل رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، والمسؤول الصيني، نينغ جيزه، خلال حفل نظم  الشهر المنصرم، عن طريق تقنية التواصل المرئي.

وتهدف هذه الاتفاقية، تؤكد المجلة الفرنسية،  “الى تعزيز الوصول إلى التمويل الصيني لتنفيذ المشاريع الكبرى في المغرب وتسهيل التجارة، وإنشاء مشاريع مشتركة في قطاعي الصناعة والطاقة، والبحث والتعاون التكنولوجي. و بموجب شروط هذه الاتفاقية، تتعهد بكين بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في المغرب، علما أن حجم الاستثمارات الصينية  المباشرة في المغرب تصل الى 380 مليون دولار، كما تنص الاتفاقية كذلك، على تعاون ثلاثي مع إفريقيا، لا سيما في مجال التنمية المستدامة.

وخلصت مجلة “لوبوان” الى أن ” تحالف المغرب مع الصين، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا يخلو من تأثير دبلوماسي في وقت تبذل فيه الرباط كل جهودها لإقناع شركائها بتوضيح مواقفهم من النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.