ليلى صدقي.. مهندسة مغربية أبهرت العالم باختراعها لـ”صولاردو” (1)

0 3٬296

 

ابنة مدينة خريبكة المعروفة بالفوسفاط بالمغرب. مهندسة دولة خريجة المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية (سنة (2007، اشتغلت لمدة 10 سنوات في القطاع الخاص في مجال كهرباء السيارات، ثم بعدها في مكاتب الدراسات قسم هندسة كهرباء المباني. حاصلة على دبلوم مدرب حياة في التنمية البشرية وحاليا في الطور الأخير من مناقشة دكتوراه الدولة في النجاعة الطاقية للمباني بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط. يتعلق الأمر بليلى صدقي المغربية التي رفعت راية الوطن بكل شهامة واعتزاز وسط عمالقة المخترعين والمخترعات بأكبر تظاهرة دولية للاختراع في مجال الكهرباء والطاقات المتجددة بكوريا الجنوبية عن مشروعها “نظام الإضاءة الطبيعية بضوء الشمس” المعروف اختصارا بـ “صولاردو”.

في هذا الحوار، نتقرب أكثر من المهندسة المخترعة ليلى صدقي، نجوب معها بين خبايا هذا المشروع الأول من نوعه بالمغرب وعن نجاعته الطاقية ودوره في المساهمة في الحفاظ على البيئة.

أجرت الحوار: أسماء بوخمس

مؤخرا تمكنت من الظفر بالميدالية الذهبية في أكبر تظاهرة دولية للإختراع في مجال الكهرباء والطاقات المتجددة بكوريا الجنوبية Bixpo Awards 2017   قربينا أكثر من هذا الحدث؟ وما الشعور الذي انتابك آنذاك؟

يعتبر تتويجي بالميدالية الذهبية بكوريا الجنوبية عن مشروعي “صولاردو” ليس الأول من نوعه، ولكنه هو الذي عرف أكثر عند المغاربة. اشتغلت على “صولاردو”( نظام الإضاءة الطبيعية بضوء الشمس) لمدة أكثر من أربع سنوات في المدرسة المحمدية للمهندسين في إطار إعداد مشروع الدكتوراه تحت إشراف الأستاذ الكبير محمد المعروفي.

بالنسبة لي فأول تتويج للمشروع، هو اختياره ليمثل جامعة محمد الخامس في “كوب 22″ (مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ) بمراكش، حيث لاقى المشروع إقبالا كبيرا سواء من طرف المغاربة والعرب ومختلف الجنسيات. بعدها فاز”صولاردو” بالجائزة الأولى للتميز2017 من طرف مجموعة “مازن المغرب”. وحصل على جائزة أحسن براءة اختراع من جامعة محمد الخامس في نفس السنة.

بعد كل هده الإنجازات وبمقترح من الأستاذ سعيد أمزازي رئيس جامعة محمد الخامس الذي يشغل حاليا منصب وزير التعليم والتربية الوطنية والتعليم العالي تم اختيار المشروع لتمثيل المغرب والمشاركة في المسابقة الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر “إينبيكس 2017″، ومن أصل 18 دولة (حيث كانت المغرب الدولة العربية والإفريقية الوحيدة المشاركة)، حصلت على الميدالية الذهبية في صنف الطاقات المتجددة. كما منحتني رومانيا في نفس المؤتمر المقام بأمريكا جائزة التميزمن طرف جامعة “غالاتي”. وعرف مؤتمر “إينبيكس” حضور الكوريين الذين تعرفوا على مشورع “صولاردو”، وبمجرد رجوعي إلى المغرب اتصلوا بي من أجل المشاركة في الإقصائيات العالمية لأكبر مسابقة للاختراع، وبعد الوصول إلى الدور النهائي في  كوريا الجنوبية  تمكن “صولاردو” من الظفر بالميدالية الذهبية  في الطاقات المتجددة من أصل 12 دولة وصلت للنهائيات و بحضور60 ألف مشارك.

(تُشرق عيناها سعادة).. أول بلد فائز المغرب.. الجائزة الأولى صولاردو.. انتابني شعور لا يوصف.. فأن تفوز بالميدالية الذهبية على مستوى العالم في دولة متقدمة ككوريا الجنوبية وسط العديد من المخترعين والمخترعات في حفل مهيب لم أرى مثله في حياتي يجمع التراث بالتكنولوجيا تعد فرحة كبيرة جدا وعطاء من الله لا يوصف.

على ماذا يعتمد ابتكار “صولاردو” (مشروع نظام الإضاءة الطبيعية بضوء الشمس)؟

هو مشروع انبثقت فكرته من الواقع المعاش و من إشكالية لا نعيرها الكثير من الاهتمام… فمن خلال اشتغالي كمهندسة كهربائية للمباني، لاحظت أن الإنارة الاصطناعية تستهلك نسبة كبيرة من الطاقة في المباني (تصل إلى 30%) خاصة إذا كانت البناية غير متجهة نحو الشمس أو لا تتوفر على نوافذ او نسبة الإنارة عبر النوافذ لا تصل إلى المستوى المنصوص به للعمل.إضافة إلى أن استهلاك الإنارة الاصطناعية يكون بنسبة كبيرة نهارا متل في الإدارات العمومية الجامعات المستشفيات المختبرات و المدارس… وبالتالي فـ”صولاردو” هو نظام جديد للإنارة بضوء الشمس يوفر الإضاءة دون كهرباء في النهار ويمكن أن يشتغل في الليل من خلال دمجه بتقنيات المركزات الكهروضوئية.”صولاردو” مشروع للنجاعة الطاقية للمباني يساهم في الحد من استهلاك الطاقات الأحفورية الملوثة للبيئة وبالتالي  الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون التي تهدد الحياة و الإنسانية.

يعتمد “صولاردو” على تثبيت لاقط مغطى بالمرايا موصول بألياف بصرية يتحرك بحركة الشمس ويلتقط الأشعة ويجمعها في نقطة مركزية.  كما أن الإضافة الجديدة التي أسفر عنها المشروع همت استخدام الألياف البلاستيكية ونظام ثلاثي للفلترة عبر تقنية تقسيم الموجات الضوئية.

هل يقتصر مردود “صولاردو” على توفير إنارة طبيعية من أشعة الشمس أم أن له استخدامات أخرى؟

لا يقتصر دور “صولاردو” فقط على توفير إنارة طبيعية من أشعة الشمس مباشرة، بل يوظف في استعمالات طبية عديدة من قبيل محاربة الميكروبات، وكذا مجالات التجميل (اسمرار الجلد الطبيعي) وصناعة النباتات الداخلية (إنتاج اليخضور) وقد تكون له استخدامات أخرى في طور البحث…

قلت في إحدى تصريحاتك، أن  الضوء الناتج عن “صولاردو” يتغير خلال فترات النهار، ويؤثر إيجابيا على نفسية الإنسان.. كيف ذلك؟

نلاحظ داخل المباني أن الإنارة الاصطناعية تبقى ثابتة طوال النهار، لكن ما يميز “صولاردو” أن مردوديته متغيرة حسب تغير أوقات اليوم وتتماشى مع المنحى الطبيعي البيئي وهو ما يؤثر إيجابا على صحة الإنسان ومردوديته داخل العمل.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.