سلطت ندوة عقدت يوم السبت بالرباط ،خلال الدورة العشرين لملتقى مقاولات الصناعات الزراعية والغذائية، الضوء على الفرص الاستثمارية وآليات إنعاش قطاع الصناعات الغذائية.
وأبرز المشاركون خلال هذه التظاهرة المنظمة بمبادرة من جمعية الطلبة المهندسين في الصناعات الزراعية والغذائية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، مرتكزات هذا القطاع، والفرص الاستثمارية الجديدة لتنميته، وكذا التحديات الكبرى التي تواجهه.
وحددوا في هذا الإطار، عدة محاور تنموية ، لا سيما الفرص الاستثمارية والتنموية الجديدة التي تتيحها استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، مشيرين إلى ضرورة إحداث آليات للدعم والتحفيز من أجل تعزيز وتطوير قطاع الصناعات الزراعية والغذائية .
وفي هذا السياق، ألقت سهام زارو، من إدارة الصناعات الغذائية الزراعية بوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي ، الضوء على الإمكانات الكبيرة للقطاع من حيث إنتاج المواد الأولية النباتية والمنتجات السمكية، لا سيما من خلال إطلاق خطط للتنمية القطاعية (“الجيل الأخضر ” و “آليوتيس”) (Génération green و Halieutis).
كما أكدت زارو على جودة بنية الاستقبال وتنافسية القطاع، ووجود الخبرة ولوجستيك ذي كفاءة متزايدة، مبرزة الولوج التفضيلي للمنتجات الزراعية والصناعات الزراعية للعديد من الأسواق، لا سيما الأوروبية والأمريكية.
وأشارت أيضا إلى أنه من بين التحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع، التنافسية وتطور العادات الغذائية لدى المستهلكين، والتطور التكنولوجي (الأساليب التقنية، والتكنولوجيا الحيوية، إلخ)، وإمكانات التصدير غير المستغلة.
من جهته، أشار مصطفى شحار، مدير القطب الأخضر بمجموعة القرض الفلاحي المغرب، أن الصناعة الغذائية تعد “استراتيجية للغاية” فيما يخص الاستقلال الغذائي للأمة، حيث توفر 150 ألف منصب شغل و يقدر رقم معاملاتها بـ 115 مليار درهم .
وأضاف أن “أمتنا تواجه أزمة غير مسبوقة، تميزت في مواجهتها لها بنهج استباقي في المجالات الصحية والاقتصادية” ، مشيرًا إلى أن قطاع الصناعات الزراعية والغذائية الذي تضرر بشدة من أزمة كوفيد-19، حافظ رغم ذلك على إمداد السوق على مستوى جميع الفروع وحقق استقرارا في أسعار المبيعات.
وفي هذا السياق، أشار إلى التدابير الفعالة المتخذة في هذا الاتجاه، لا سيما فيما يتعلق بدعم القوة الشرائية للفئات الهشة (دعم الطلب الداخلي) ، وتأجيل القروض بالنسبة للأفراد ، وتأجيل آجال الاستحقاق بالنسبة للمقاولات، والترخيص بالتعليق المؤقت لدفع الاشتراكات الاجتماعية.
من جانبه ، شدد حميد فلون، المدير العام للفيدرالية الوطنية للصناعات الغذائية (FENAGRI) على أهمية تحسين القدرة التنافسية المنهجية لسلاسل القيمة، ودعم توسيع الإنتاج الزراعي الأولي، وتحسين استدامة المدخلات المنتجة محليًا.
كما أكد على أهمية تشجيع انتقال القطاع غير المهيكل نحو احترام القواعد والمعايير، وتشجيع تحسين الحكامة على مستوى سلاسل القيمة وتعزيز قدرات المهن المشتركة، وتعزيز إدخال مبادئ الإنتاج منخفض الكربون والاقتصاد الدائري في جميع الفروع (النقل، سلسلة التبريد، الرقمنة).
يندرج هذا الملتقى المنظم بشكل مختلط (حضوريا بالنسبة للمؤتمرين وعن بعد بالنسبة للجمهور)، تحت شعار “الصناعات الغذائية في المغرب.. روافع الأداء لقطاع مرن ذي آفاق واعدة”، في إطار الأنشطة الرامية إلى انفتاح الشباب على المحيط المهني، لا سيما قطاع الصناعات الزراعية والغذائية.
