زيدان: العلاقات الاقتصادية المغربية–الإسبانية تدخل مرحلة تاريخية من الازدهار

0 21

أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، اليوم الأربعاء بمدريد، أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا تعيش مرحلة غير مسبوقة من الدينامية والرسوخ، جعلتها نموذجاً لشراكة قائمة على الثقة المتبادلة والاستشراف المشترك للمستقبل.

وأوضح زيدان، خلال منتدى الأعمال الإسباني–المغربي المنعقد عشية الدورة الثالثة عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين البلدين، أن التعاون الثنائي استطاع تجاوز التقلبات الدولية وبرز كعنصر استقرار داخل الفضاء الأورومتوسطي، مؤكداً أن الشراكة الاقتصادية لم تعد مجرد علاقة جوار، بل تحولت إلى قرب هيكلي تُترجمه سلاسل قيمة متكاملة ونماذج صناعية متقاربة.

وسجل الوزير أن سنة 2024 شكلت محطة مفصلية في تطور المبادلات التجارية، إذ تجاوز حجمها 24 مليار يورو، في مستوى قياسي يعكس قوة الارتباط الاقتصادي بين الرباط ومدريد.

وأضاف أن إسبانيا تُعد الشريك التجاري الأول للمغرب، وأحد أبرز مستثمرَيه، مع ما يقارب ألف شركة إسبانية مستقرة في المملكة.

وأشار زيدان إلى أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل تنفيذ تحول اقتصادي عميق قائم على الاستثمار المنتج والرفع من التنافسية الصناعية وتسريع الانتقال الطاقي، ما عزز موقعه كفاعل محوري في المنطقة.

وأبرز أن صعود الصناعات التحويلية، وتطور الطاقات المتجددة، وتقدم صناعة السيارات، ورقمنة الاقتصاد، كلها عوامل جعلت من المغرب شريكاً اقتصادياً مركزياً لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق الحديث عن آفاق التعاون، أكد المسؤول الحكومي أن المرحلة المقبلة تتجه نحو شراكة استراتيجية للإنتاج المشترك، تقوم على تكامل الطموحات الصناعية والتقاطع في الرؤى الطاقية.

واعتبر أن البلدين يمتلكان مؤهلات فريدة لتطوير سلاسل قيمة إقليمية وإفريقية قادرة على منافسة أبرز التكتلات الاقتصادية العالمية، مستفيدين من موقع المغرب كبوابة موثوقة نحو إفريقيا، وتموقع إسبانيا داخل أوروبا وأمريكا اللاتينية.

وختم زيدان بالتأكيد على ضرورة تحويل الدينامية الحالية إلى توجه هيكلي دائم، عبر الارتقاء من مستوى التبادل التجاري إلى الاستثمار المشترك، ومن الاستثمار إلى بناء منظومات اقتصادية مستدامة تخدم النمو في البلدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.