البواري: استثمارات استراتيجية لتأمين مستقبل الفلاحة ودعم صغار الفلاحين

شارك وزير الفلاحة والصيد البحري، أحمد البواري، أمس الأحد بمدينة تيسة، في لقاء “مسار الإنجاز” الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث قدم عرضاً مفصلاً حول تطور القطاع الفلاحي خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أن التقدم المسجل لم يكن وليد ظرفية معينة، بل ثمرة تراكمات إصلاحية انطلقت منذ إطلاق مخطط “المغرب الأخضر”.

وشدد الوزير على أن ندرة المياه أصبحت اليوم التحدي الأكبر الذي يواجه مستقبل الفلاحة الوطنية، مبرزاً أن التوجيهات الملكية كانت حاسمة في رسم رؤية استراتيجية واضحة لتدبير هذا المورد الحيوي، ما مكن من إطلاق مشاريع كبرى لضمان الأمنين المائي والغذائي على المدى البعيد.

وفي استعراضه لأبرز منجزات جهة فاس مكناس، أوضح البواري أنه تم خلال السنوات الأخيرة تجهيز نحو 25 ألف هكتار بالسقي بالتنقيط، معتبراً أن هذا الاستثمار يشكل رافعة أساسية لترشيد استعمال الماء وتحسين المردودية. كما أفاد بأن منطقة تيسة ستستفيد قريباً من توسعة جديدة ستهم سقي حوالي 5000 هكتار إضافية.

وتوقف الوزير عند المشاريع الهيكلية المرتبطة بالماء، مشيراً إلى أن محطتي تحلية مياه البحر بالرباط والدار البيضاء ستوفران للجهة هامشاً أكبر للاستفادة من مياه وادي سبو، الأمر الذي سيمكن من توسيع المساحات المسقية داخل حوض فاس سايس، مع توقع أن تتجاوز الجهة قدرات المدارات السقوية الحالية بحوض اللوكوس بفضل الاستثمارات المبرمجة.

واختتم البواري مداخلته بالتأكيد على أن مشروع سقي أكثر من 10 آلاف هكتار بحوض سايس يعد أحد أهم الأوراش الاستراتيجية، ويجسد العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للفلاحين، وخاصة الصغار منهم، بهدف تعزيز استدامة النشاط الفلاحي ودعم التنمية القروية بالمنطقة.