عمر حجيرة: المنتدى التركي–المغربي فضاء استراتيجي لاستكشاف فرص الاستثمار المشترك

0 37

أكد كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر حجيرة، أن المنتدى التركي–المغربي للأعمال والاستثمار، الذي افتُتحت أشغاله اليوم الجمعة بمدينة إسطنبول، يشكل منصة استراتيجية لتعزيز الروابط الاقتصادية واستكشاف آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.

ويعرف المنتدى حضوراً رفيعاً لمسؤولين من الجانبين، من بينهم وزير التجارة التركي عمر بولاط، ونائب الوزير مصطفى توزك، وسفير المغرب بتركيا محمد علي الأزرق، إلى جانب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب شكيب لعلج، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات علي الصديقي، والمدير العام للتجارة عبد الواحد رحال، ومدير “مغرب المقاولات” أنوار العلوي الإسماعيلي، وممثل الكونفدرالية المغربية للمصدرين عادل الزايدي، فضلاً عن وفود مهنية واسعة من رجال وسيدات الأعمال من المغرب وتركيا.

وفي كلمته الافتتاحية، أبرز حجيرة أن انعقاد هذا المنتدى يعكس إرادة مشتركة لتعميق الشراكة الاقتصادية وتوسيع مجالات التعاون، مشيراً إلى أن العلاقات المغربية–التركية تتميز بصداقة راسخة وتعاون متنامٍ في قطاعات متعددة.

واعتبر أن هذا التجمع الاقتصادي يشكل مناسبة لتعزيز الحوار بين الفاعلين واستكشاف إمكانيات الاستثمار المشترك.

وسجل كاتب الدولة أن المنتدى يأتي في سياق دينامية إيجابية تشهدها العلاقات الثنائية خلال الفترة الأخيرة، تُوّجت بسلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى وتبادل مكثف للزيارات، مؤكداً أن هذا الزخم يهدف بالأساس إلى معالجة الاختلال المتفاقم في الميزان التجاري لصالح تركيا، عبر بلورة حلول مشتركة وإطلاق مشاريع إنتاج وتصدير مشتركة.

وكشف حجيرة أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغ نحو 5 مليارات دولار، غير أن نسبة تغطية الصادرات المغربية للواردات لا تتجاوز 30 في المائة، مما يفرض —وفق قوله— اعتماد مقاربات عملية للرفع من تنافسية المنتجات المغربية داخل السوق التركية وتوسيع قاعدة الاستثمارات المشتركة.

وأضاف أن حجم الاستثمارات التركية في المغرب خلال العقد الأخير لم يتجاوز 300 مليون دولار، ما يضع تركيا في المرتبة 17 بين المستثمرين الأجانب، داعياً القطاع الخاص التركي إلى اغتنام الفرص التي توفرها المملكة في قطاعات واعدة.

وأكد المسؤول الحكومي أن المغرب، بفضل الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس، يعيش طفرة تنموية مهمة ويستعد لاستضافة تظاهرات قارية ودولية كبرى، من بينها كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، ما يعزز موقعه كقطب صناعي ولوجستي موجه نحو إفريقيا وأوروبا، مدعوماً ببنيات تحتية متقدمة وموقع جغرافي استثنائي.

ويتضمن برنامج المنتدى جلسات لعرض مناخ الأعمال والفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، إضافة إلى لقاءات مباشرة بين الفاعلين الاقتصاديين (B2B)، وورشات قطاعية تنظمها الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات في مجالات النسيج والسيارات والصناعات الميكانيكية. كما سيتم تقديم نماذج لمشاريع ناجحة لشركات تركية تنشط بالمغرب.

ويُرتقب أن يشكل هذا الحدث الاقتصادي منصة عملية لإعادة توازن المبادلات التجارية، وتطوير الاستثمارات الثنائية، وإرساء شراكات إنتاج مشتركة تقوم على منطق رابح–رابح، بما يفتح آفاقاً جديدة للتكامل الاقتصادي بين المغرب وتركيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.