نيكولا ليرنر: معطيات المغرب كانت مفتاح القضاء على العقل المدبّر لهجمات باريس

0 45

مع حلول الذكرى العاشرة لهجمات 13 نونبر 2015 التي خلفت 132 قتيلا في قلب باريس، أعادت فرنسا تسليط الضوء على التعاون الأمني الذي جمعها بالمغرب خلال تلك الفترة الحرجة.

وفي هذا السياق، خصّ نيكولا ليرنر، المدير العام للأمن الخارجي، صحيفة لوفيغارو بحوار تحدث فيه عن الدور البارز الذي اضطلعت به الأجهزة المغربية في دعم الجهود الفرنسية لمكافحة الإرهاب.

فبعد أيام قليلة فقط على الاعتداءات الدامية التي هزت العاصمة الفرنسية قبل عشر سنوات، قدّم المغرب معطيات استخباراتية وُصفت بـ”الحاسمة”، مكّنت من تحديد مكان وجود عبد الحميد أباعود، البلجيكي من أصل مغربي والمُصنَّف كمهندس للعملية الإرهابية.

هذه المعلومات قادت المحققين إلى مخبأه في سان دوني، حيث جرى القضاء عليه خلال عملية أمنية، كما ساعدت في كشف الخيط البلجيكي الذي اعتمده منفذو الهجمات.

هذا التنسيق الأمني بين الرباط وباريس، والذي سبق لمسؤولين فرنسيين الإشادة به في أكثر من مناسبة، ما يزال يتوطد ويتوسع. وقد عاد ليرنر ليؤكد، في مقابلة نادرة بتاريخ 13 نونبر، أن التعاون الاستخباراتي مع المغرب يشكل اليوم أحد الركائز الأساسية لضمان الأمن داخل فرنسا.

ولفت المسؤول الفرنسي إلى أن “الإرهاب الجهادي يتحرك وفق دورات متجددة”، داعيا إلى الحفاظ على درجة قصوى من اليقظة، خاصة أن التهديد ما زال قائما ومتجذرًا في ثلاث بؤر أساسية تخضع للمراقبة الدقيقة: سوريا، المنطقة الأفغانية–الباكستانية، ثم القارة الإفريقية.

المغرب والساحل.. في قلب المعركة ضد الجهادية في إفريقيا

وفي حديثه عن إفريقيا، التي وصفها ليرنر بأنها “الساحة الأكثر نشاطا للجماعات المتطرفة عالميا”، أوضح أن القارة تشهد النسبة الأكبر من الهجمات، تستهدف في أغلب الأحيان مدنيين في الساحل وبحيرة تشاد ونيجيريا والقرن الإفريقي والبحيرات الكبرى.

كما أشار إلى أن تنظيمي القاعدة وداعش يضاعفان من دعايتهما المرتبطة بالعمليات التي تُنفذ في هذه المناطق.

ويحتل المغرب موقعا محوريا في تتبع نشاط الفصائل المتطرفة بمنطقة الساحل، باعتباره من أول الدول التي التقطت التحولات المرتبطة بالأهمية الاستراتيجية لإفريقيا في الأجندة الإرهابية.

وقد بات، بحكم موقعه، مُستهدفا من قبل عدة تنظيمات تنشط في المنطقة، وهو ما تؤكده عملية 19 فبراير 2025، التي كشفت عن محاولة “ولاية داعش في الساحل” إنشاء موطئ قدم داخل المملكة.

وأسفرت تلك العملية الأمنية عن ضبط أسلحة ومتفجرات وتوقيف مشتبه فيهم، وكشف خطط لاستنبات فرع للتنظيم داخل المغرب.

وقد تمكنت الأجهزة المغربية خلال السنوات الأخيرة من تفكيك أكثر من 40 خلية لها ارتباط مباشر بجماعات إرهابية في الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء.

ظاهرة جديدة: توجه الجهاديين المغاربيين نحو شرق إفريقيا

ورغم خطورة الوضع في الساحل، أشار ليرنر إلى بروز توجه جديد يتمثل في التحاق جهاديين من شمال إفريقيا، الناطقين بالفرنسية، بالساحة الصومالية، حيث يقاتل عشرات العناصر المغاربية إلى جانب حركة الشباب الموالية للقاعدة.

وأبرز الدور المهم للمغرب في تتبع هذه التحركات، مؤكدا أن الأجهزة المغربية “شريك أساسي وفعّال للغاية” في هذا المجال.

المغرب شريك تكوين وخبرة للأجهزة الإفريقية

وبالإضافة إلى التعاون الثنائي مع فرنسا، يستند المغرب إلى شبكة واسعة من الشراكات الدولية لدعم جهوده في مواجهة امتداد التنظيمات الإرهابية.

وفي هذا الصدد، ذكّر الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في تصريح لصحيفة لوبوان الفرنسية، بأن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قامت بتكوين ضباط من عدد من الدول الإفريقية مثل الغابون وساحل العاج وغينيا ومدغشقر وتنزانيا، ونقلت إليهم خبرتها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.