رشيد الطالبي العلمي يستقبل وزير الاندماج الإفريقي السنغالي لتقوية التعاون البرلماني

0 47

في خطوة جديدة لتعزيز أطر التعاون المغربي-السنغالي، استقبل رئيس مجلس النواب المغربي، السيد رشيد الطالبي العلمي، يوم الإثنين بمقر المجلس في الرباط، الشيخ نياغ، وزير الإندماج الإفريقي والشؤون الخارجية والسنغاليين في الخارج، وذلك في إطار زيارة الصداقة والعمل التي يقوم بها إلى المملكة المغربية يومي 10 و11 من نوفمبر الجاري.

وتأتي هذه الزيارة لتبرز الأهمية التي يوليها البلدان لتعزيز الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية بينهما، بالإضافة إلى دعم التعاون الإفريقي متعدد المستويات. تركزت المباحثات التي جمعت الجانبين على التأكيد على الطابع المتميز للعلاقات التي تجمع المغرب والسنغال، والتي تستند إلى تاريخ طويل من التعاون المشترك والقيم الإنسانية المشتركة، فضلا عن الروابط العميقة بين شعبي البلدين.

وقد شدد الطرفان على احترام السيادة والوحدة الترابية لكل دولة، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما يبرز فهما مشتركا لأهمية الاحترام المتبادل في العلاقات الدولية. كما تناولت المباحثات الدعم المتبادل بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، في إطار خدمة التنمية الشاملة والسلم والأمن العالمي.

وفي جانب آخر من اللقاء، تطرق الطرفان إلى الأوراش الكبرى التي أطلقتها المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز التضامن الدولي والقاري، من بينها المبادرة الأطلسية ومشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي الذي يربط نيجيريا بالمغرب. كما سلط اللقاء الضوء على الدور الفاعل للمملكة في حل النزاعات بالطرق السلمية، وهو الدور الذي يحظى بدعم المجتمع الدولي، وخاصة من خلال القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن قضية الصحراء، والذي يؤكد السيادة الكاملة للمملكة المغربية على ترابها الوطني.

ولم يقتصر الحوار على الجوانب الاقتصادية والسياسية فقط، بل تناول أيضًا آفاق التعاون البرلماني بين البلدين. فقد أشاد الطرفان بالعلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف التي تجمع المؤسستين التشريعيتين، وأكدا على دورها المحوري في تعزيز التواصل والتنسيق وتبادل الخبرات والتجارب. وأكد الجانبان على أهمية الدبلوماسية البرلمانية، عبر تبادل الزيارات والمهمات الرسمية، بهدف بناء جسور دائمة للتعاون والتفاهم بين المغرب والسنغال.

وحضرت هذا اللقاء أيضا السيدة ديال سينابو، سفيرة جمهورية السنغال بالمغرب، إلى جانب عدد من المسؤولين والأطر الإدارية عن الجانبين، ما يظهر الحرص المشترك على إشراك مختلف المؤسسات المعنية لضمان استمرارية التعاون وتوسيع مجالاته.

تأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز المغرب لعلاقاته الإفريقية على مستوى متعدد الأبعاد، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، كما تؤكد حرص السنغال على الانخراط بشكل فاعل في ديناميات التعاون القاري.

وتعتبر هذه الخطوة جزءا من استراتيجية أوسع للمغرب لتقوية دوره كفاعل أساسي في إفريقيا، سواء من خلال المبادرات التنموية المشتركة أو عبر الدبلوماسية النشطة في تسوية النزاعات الإقليمية.

في نهاية المطاف، تؤكد هذه المباحثات المتعمقة على أن العلاقات المغربية-السنغالية ليست مجرد تعاون تقليدي بين دولتين، بل شراكة استراتيجية قائمة على الثقة المتبادلة، والاحترام المشترك، والاهتمام بالتنمية المستدامة والقيم المشتركة، مما يعزز موقع البلدين كركيزتين أساسيتين في المشهد الإفريقي والدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.