الصين: المغرب ثاني وجهة عالمية لاستثماراتنا في التقنيات الخضراء

0 47

أكدت يو جينسونغ، سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة المغربية، أن العلاقات بين البلدين “قائمة على أسس متينة ودائمة تعبّر عن صداقة عريقة وعميقة الجذور”، مشيدةً بمتانة الروابط التي تجمع الرباط وبكين منذ أكثر من ستة عقود.

جاء ذلك خلال لقاء صحفي نظمته السفارة الصينية بالرباط، مساء الثلاثاء، خُصص لتقديم إحاطة حول مخرجات الدورة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي اختتمت أشغالها في الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي.

وفي كلمتها بالمناسبة، ذكّرت السفيرة بأن المغرب كان من أوائل الدول الإفريقية والعربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، مشيرة إلى أنه دعم بقوة استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة وساند مبدأ الصين الواحدة. وأضافت: “لقد أصبح الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والدعم المستمر تقليدًا ثمينًا انتقل من جيل إلى جيل”.

وأبرزت يو جينسونغ أن البلدين سيواصلان، خلال السنوات الخمس المقبلة، دعم بعضهما البعض في القضايا ذات الأهمية الجوهرية، مؤكدة أن هذا التعاون يشكّل إطارًا ثابتًا للشراكة في مواجهة التحولات الدولية.

وفي هذا السياق، أشارت الدبلوماسية الصينية إلى أن السنة المقبلة ستصادف مرور عشر سنوات على الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى الصين، والتي أرست أسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، معتبرة أن المغرب والصين “فاعلان رئيسيان في منطقة الجنوب العالمي”.

وأضافت أن العلاقات الاقتصادية الثنائية تشهد نموًا متسارعًا، إذ تُعد الصين ثالث شريك تجاري عالمي للمغرب وأول شريك آسيوي له، فيما أصبحت المملكة ثاني وجهة عالمية للاستثمارات الصينية في مجال التقنيات الخضراء.

وكشفت السفيرة أن تنفيذ الخطة الخماسية الخامسة عشرة (2026–2030) في الصين سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون العملي، خصوصًا في مجالات التحول الرقمي والطاقة النظيفة والتنمية الخضراء، مبرزة أن هذه الخطة “تنسجم مع الأولويات الوطنية للمغرب، مثل تنظيم كأس العالم 2030 وتنفيذ استراتيجية المغرب الرقمي”.

وأوضحت أن إلغاء الصين للرسوم الجمركية على الصادرات الإفريقية بنسبة 100 في المائة سيمنح الصادرات المغربية فرص نمو جديدة، كما سيفتح الباب أمام مرحلة توسع أكبر للاستثمارات الصينية بالمغرب.

وأكدت يو جينسونغ أن الصين “تقدّر دعم المغرب للمبادرات العالمية التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ”، معربة عن استعداد بكين لتعزيز التنسيق مع الرباط على مستوى المؤسسات متعددة الأطراف، في سبيل “توطيد التضامن بين بلدان الجنوب العالمي وبناء مستقبل مشترك للإنسانية”.

وفي جانب آخر، نوهت السفيرة بـالخطوات التي قطعها المغرب في مجال تمكين المرأة، مبرزة أن السفارة الصينية أطلقت، خلال السنة الجارية، مشروع تعاون مع الاتحاد الوطني لنساء المغرب، في إطار تعزيز المبادرات المشتركة الهادفة إلى دعم المرأة والتنمية الاجتماعية.

وختمت يو جينسونغ حديثها بالتأكيد على رغبة الصين في مواصلة العمل مع المغرب لبناء شراكة متجددة تستند إلى الثقة والاحترام المتبادل، وتسهم في “بناء مصير مشترك للبشرية والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل للإنسان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.