الدار البيضاء تستضيف “Grain & Milling Expo” في نسخته العاشرة
افتُتحت يوم الأربعاء بالدار البيضاء النسخة العاشرة من المعرض الدولي لصناعات الحبوب “Grain & Milling Expo”، تحت شعار «المهنة الميونيَّة في خدمة قطاع الحبوب».
وبموجب الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يُكرّم هذا المعرض الدوري الموجَّه للمهنيين في قطاع صناعة الحبوب الجمهورية الفرنسية، مما يعزّز أواصر التعاون والتبادل بين الفاعلين في هذا القطاع.
شهد الحفل الافتتاحي لهذا المعرض ترؤّس وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، بحضور رئيس الفيدرالية الوطنية للمطاحن (FNM) مولاي عبد القادر العلوي، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) شكيب الاج، وسفير فرنسا بالمغرب كريستوف ليكورتييه.
وبعد عشر نسخ ناجحة، أصبح “Grain & Milling Expo” موعداً لا غنى عنه للمهنيين في القطاع. كونه ملتقى للتبادل، يجمع كبار المُعدّين والموردين للمكوّنات والمطاحن وغيرهم من اللاعبين الرئيسيين في هذه الصناعة.
وخلال المناسبة، أكد السيد مزور أن المطاحن تحتل مركزًا جوهريًا في السيادة الغذائية الوطنية، مبرزاً أن الفاعلين في سلسلة الحبوب يقفون في قلب مهمة أساسية نحو تحقيق هذه السيادة.
وفي الوقت نفسه، أشار الوزير إلى التحديات التي يواجهها القطاع، لا سيما الضغوط التضخمية وسوء استغلال قدرات الإنتاج والتخزين، داعياً إلى تعبئة جماعية لتعزيز القدرة على الصمود والتنافسية ضمن القطاع.
كما دعا المغرب لأن يصبح مركزًا حقيقيًا للحبوب في أفريقيا، مؤكدًا أن المملكة تملك كل المزايا اللوجستيكية والبشرية، إلى جانب شركاء مثل فرنسا، للاضطلاع بهذا الدور على المستوى القاري.
وطالب أيضًا المتدخلين في القطاع بمواصلة جهود الابتكار، لا سيما من خلال دمج التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، لرفع الأداء.
وشدّد على ضرورة مرافقة رواد الأعمال الشباب في تحويل وتصعيد المنتجات الحبوبية المغربية، مشيدًا بالإبداع وروح المبادرة لدى جيل جديد قادر، في رأيه، على شحذ المنتجات الوطنية نحو الأسواق الدولية.
من جانبه، أبرز رئيس الفيدرالية الوطنية للمطاحن المكانة الخاصة لهذه النسخة من المعرض التي تحتفي بأكثر من عقدين من الالتزام بخدمة تحديث وأداء قطاع المطاحن المغربي، مذكّراً بأن المعرض يشكّل فضاء مميزًا للتبادل والابتكار وتسليط الضوء على المهارات والخبرات.
وأضاف أن هذه النسخة تبرز بمشاركة أكثر من مئة عارض من دول متعددة، وإنشاء جناح “start-up” وقرية تعاونية لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال والمبادرات المحلية في القطاع، مهنئًا فرنسا كشريك تاريخي واستراتيجي للمغرب في مجال الحبوب.
من جهته، أشار السيد ليكورتييه إلى أن مشاركة فرنسا في هذه النسخة العاشرة للمعرض “Grain & Milling Expo” كضيف شرف تندرج في إطار سنة مشتركة المغرب–فرنسا التي تشهد نشاطًا مكثفًا في المجال الزراعي.
ولفت إلى أن هذه الديناميكية هي امتداد لزيارة دولة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تعبّر عن تجديد شراكة استثنائية بين البلدين.
ونوّه أيضاً بأن تنظيم يوم الخميس في الداخلة لمنتدى اقتصادي المغرب–فرنسا يهدف إلى إحياء اتفاقيات جديدة في عدة مجالات، لا سيما في المجال الغذائي، مشيدًا بإمكانات التنمية التي تحتضنها جهات الجنوب بالمملكة.
كما ذكر أن فرنسا تبقى منذ أكثر من عشرين سنة المصدر الأول للقمح اللين والشعير نحو المغرب، مؤكدًا الاستمرارية والموثوقية في التعاون بين البلدين حتى في سنوات ضعف الإنتاج.
وتميز الحفل الافتتاحي لمعرض “Grain & Milling Expo” بتسليم الشهادات الفخرية للفائزين في دفعة 2025 من المعهد التكويني لصناعة المطاحن (IFIM)، وبمراسم توقيع سلسلة من الاتفاقيات بين الفيدرالية الوطنية للمطاحن والعديد من شركائها، من بينهم جمعية التبادل في الحبوب الفرنسية (Intercéréales)، وUS‑WHEAT Associates، وCéréal Canada، وجمعية ANAIS.
وفي برنامج المعرض، توجد مؤتمرات وورشات وفرص للتشبيك، تمنح للشركات رؤية استثنائية وتتيح تبادل الخبرات والمعارف.
