منتدى “ClimAfrica 2025”: المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تشيد بريادة المغرب 

0 42

أشادت كو باريت، الأمينة العامة المساعدة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، خلال مشاركتها في المنتدى الأول “ClimAfrica” المنظم بالمغرب، بالدور الريادي للمملكة في تعزيز العمل المناخي على مستوى القارة الإفريقية، خاصة في مجالي الطاقات المتجددة والتمويل الأخضر.

وقالت باريت في كلمتها الافتتاحية: «نعبّر عن شكرنا لحكومة المملكة المغربية على قيادتها الحكيمة واستضافتها لهذا اللقاء الهام الذي يجمع الأسرة المناخية الإفريقية حول هدف واحد: بناء إفريقيا أكثر قدرة على مواجهة التغيرات المناخية».

تقوية خدمات الأرصاد الوطنية دعامة أساسية للصمود المناخي

وأكدت المسؤولة الأممية أن وجود خدمات أرصاد جوية وهيدرولوجية وطنية قوية ومجهزة يُعدّ الركيزة الأساسية للقدرة على الصمود المناخي، مشيدةً في الوقت نفسه بعملية الإصلاح المؤسساتي الطموح التي أطلقتها المديرية العامة للأرصاد الجوية بالمغرب، والتي تهدف إلى تحويلها إلى مؤسسة عمومية مستقلة قادرة على أداء مهامها بكفاءة أكبر.

وأعربت باريت عن دعم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لهذا التوجه، داعيةً باقي الدول الإفريقية إلى تعزيز قدراتها من أجل ضمان خدمات مناخية دقيقة ومتاحة للجميع.

الأولويات الإفريقية: الإنذار المبكر، الابتكار، والتمويل

وشددت باريت على ثلاث أولويات رئيسية يتعين التركيز عليها في إفريقيا:

  1. تطوير أنظمة الإنذار المبكر متعددة المخاطر؛

  2. الابتكار والتحول الرقمي؛

  3. إقامة شراكات لتمويل مشاريع الصمود المناخي.

وأوضحت أن هذه المحاور تهدف قبل كل شيء إلى إنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش وتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.

وأضافت أن برنامج “الإنذار المبكر للجميع” الذي أطلقته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مكّن من رفع عدد الدول التي تتوفر على أنظمة إنذار مناخية بنسبة 130٪ بين عامي 2015 و2024، مشيرةً إلى أن 23 دولة إفريقية أصبحت تتوفر اليوم على منظومات فعالة، فيما تعتمد 44 دولة بروتوكول الإنذار المشترك لتعميم التحذيرات المناخية.

التحول الرقمي رافعة أساسية للتقدم

وأبرزت باريت أن الثورة الرقمية أصبحت تغيّر جذرياً سلسلة إنتاج المعلومات المناخية في إفريقيا، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والمنصات الذكية لتوفير معلومات دقيقة وموجهة للقطاعات الحيوية مثل الفلاحة، والصحة، والتخطيط الحضري المستدام.

وأشارت إلى أن المنظمة دعمت سنة 2025 44 مؤسسة إفريقية في تحديث خدماتها، وأن 70٪ من دول القارة أصبحت تستعمل منصة Klimweb المفتوحة المصدر. كما تم إدماج 1000 محطة رصد جديدة في الشبكة العالمية خلال السنتين الماضيتين، مما جعل إفريقيا من أكثر المناطق نشاطاً في تحسين تغطيتها المناخية.

شراكات وتمويلات مبتكرة من أجل إفريقيا أكثر صمودا

كما تطرّقت باريت إلى أهمية الشراكات الإقليمية والتعاون جنوب-جنوب، مؤكدة أن «الطقس والمناخ والمياه لا تعترف بالحدود الوطنية».

وأبرزت أن آلية التمويل المنهجي للملاحظات (SOF) تدعم حالياً 24 دولة إفريقية بأكثر من 60 مليون دولار، من خلال أداة مالية مبتكرة هي سندات تأثير SOF، التي تهدف إلى مضاعفة حجم البيانات المناخية المتبادلة بين الدول الإفريقية خمس مرات. ومن المقرر تقديم هذه الآلية رسمياً خلال مؤتمر الأطراف COP30 في مدينة بيليم.

إفريقيا… قارة الريادة والحلول

واختتمت المسؤولة الأممية كلمتها بدعوة كافة الحكومات والجهات المانحة والقطاع الخاص إلى اعتبار الاستثمار في الصمود المناخي استثماراً في الاستقرار والتنمية المستدامة، وليس عبئاً اقتصادياً.

وقالت في ختام كلمتها: «إفريقيا ليست قارة هشاشة فحسب، بل قارة حلول وقيادة وطموح. علينا جميعاً أن نسرّع نشر أنظمة الإنذار، وندعم التحول الرقمي، ونقوّي خدمات الأرصاد الجوية لبناء مستقبل أكثر أماناً واستدامة لأجيالنا القادمة».

وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من خلال مشاركتها في منتدى ClimAfrica 2025 التزامها بمواكبة الدول الإفريقية لتحويل التحديات المناخية إلى فرص تنموية حقيقية وبناء قارة أكثر استعداداً لمواجهة التغيرات المناخية.

رشيد محمودي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.