«ميتا» توظّف بيانات محادثات المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي للإعلانات

0 52

تستهدف «ميتا» بالفعل المستخدمين بالإعلانات بناءً على ما ينشرونه وينقرون عليه، إضافة إلى شبكة معارفهم على منصاتها الاجتماعية، ما يمكّنها من استنتاج ما قد يشترونه. لكن عبر المحادثات مع روبوت الدردشة، قد يخبر المستخدمون الشركة مباشرة بما يتسوقون من أجله، أو الرحلات التي يخططون لها، أو المشكلات التي يبحثون عن حلول لها عبر المنتجات.

كما ستستخدم الشركة بيانات «Meta AI» لتحديد أنواع المحتوى الذي يراه المستخدمون على منصاتها. وأوضحت «ميتا» أنه إذا تحدث مستخدم مع الروبوت عن رياضة المشي لمسافات طويلة (Hiking)، فستدرك اهتمامه بهذا النشاط وتعرض له محتوى مرتبطاً به.

غير أن هذا التغيير يفرض ضغوطاً إضافية على «ميتا» لتجنّب تحويل المحادثات الشخصية أو الحساسة مع الذكاء الاصطناعي – مثل تلك المتعلقة بالعلاقات، في ظل لجوء كثيرين إلى روبوتات الدردشة كما لو كانت معالجاً نفسياً – إلى توصيات محتوى قد تكون ضارة.

وقالت الشركة في مدونتها: «كما هي الحال مع الخدمات الشخصية الأخرى، نُفصّل الإعلانات والمحتوى الذي تراه بناءً على نشاطك؛ لضمان أن تتطور تجربتك مع تغيّر اهتماماتك. يتوقع كثيرون أن تجعل تفاعلاتهم ما يرونه أكثر ملاءمة. وقريباً، ستصبح التفاعلات مع الذكاء الاصطناعي إشارة إضافية نستخدمها لتحسين تجربة المستخدمين».

تقول شركة «ميتا» إن خدمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تمتلك مليار مستخدم نشط شهرياً، لكن من غير الواضح مدى انتظام تفاعل هؤلاء المستخدمين معها. ويمكن التحدث إلى روبوت الدردشة عبر «فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب» أو من خلال تطبيق «Meta AI» المستقل.

وتُحقِّق الشركة بالفعل أرباحاً هائلة من الإعلانات؛ إذ حصدت في الرُّبع الماضي فقط 46.5 مليار دولار من عائدات الإعلانات، بزيادة تجاوزت 21 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. كما ارتفعت أسهم «ميتا» بنحو 20 في المائة منذ بداية العام، لتصل قيمتها السوقية إلى 1.8 تريليون دولار حتى الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

ويرى بعض خبراء وادي السيليكون أن المستهلكين سيتجهون بشكل متزايد للتسوق عبر روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، بدلاً من البحث في «غوغل» أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، أطلقت شركة «OpenAI»، أول من أمس، ميزةً تتيح للمستخدمين شراء بعض المنتجات مباشرة عبر «ChatGPT»، وإن لم يكن نموذجها قائماً على الإعلانات.

وسيظل بإمكان مستخدمي «ميتا» استخدام أداة «تفضيلات الإعلانات» لإضافة أو إزالة موضوعات من استهداف الإعلانات، كما توفر الشركة أدوات مشابهة للتحكم في نوعية المحتوى الذي يظهر على «فيسبوك» و«إنستغرام».

وأكدت «ميتا» أيضاً أنها لن تعرض إعلانات موجهة بناءً على محادثات مع روبوت الدردشة تتعلق بالآراء الدينية أو التوجهات الجنسية أو المواقف السياسية أو الصحة أو الأصل العرقي أو الانتماءات الفلسفية أو النقابية، بما يتماشى مع سياستها العامة. لكنها أوضحت أنها لا تزال تسمح بوجود إعلانات حول هذه الموضوعات، فقط من دون استهداف مباشر بناءً على اهتمام المستخدمين بها.

وعقب إطلاق تطبيق «Meta AI»، ظهرت تقارير عن شعور بعض المستخدمين بالإحراج بعدما تبيَّن أنهم شاركوا علناً محادثات شخصية اعتقدوا أنها خاصة، تتعلق بعلاقاتهم أو أمورهم المالية. لاحقاً، أضافت «ميتا» نافذةً منبثقةً لتحذير المستخدمين قبل نشر محادثة عامة في قسم «Discover»، الذي استُبدلت به، الأسبوع الماضي، خاصية جديدة تحمل اسم «Vibes»، وهي منصة فيديوهات لا نهائية من إنشاء المستخدمين وباستخدام الذكاء الاصطناعي.

ومع دخول التغييرات الجديدة لاستهداف الإعلانات حيّز التنفيذ نهاية هذا العام، قد يجد المستخدم نفسه أمام إعلانات خاصة بالكلاب على «إنستغرام» إذا شاهد عدداً كبيراً من مقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي عن الكلاب في «Vibes».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.