رياض مزور: «لا مستقبل صناعي بدون استدامة، ولا استدامة بدون ابتكار»
خلال منتدى ClimAfrica 2025 بالصخيرات، أبرز رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، الدور الاستراتيجي للمغرب وإفريقيا في مواجهة التغير المناخي والتحول نحو صناعة منخفضة الكربون، مرنة ومنافسة.
افتتح الوزير كلمته بالاستشهاد برسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدًا أن إفريقيا تمتلك كل المقومات لتصبح جزءًا من الحلول العالمية للتحديات المناخية الكبرى في القرن الحادي والعشرين. وأشاد بتنظيم المنتدى الذي يعكس تمامًا شعار «من المخاطر إلى القدرة على الصمود: الأرصاد الجوية والابتكار من أجل إفريقيا»، مسلطًا الضوء على أهمية دمج الابتكار لتعزيز الصمود المناخي والقدرة التنافسية.
المغرب: فاعل رئيسي في التحول الطاقي والصناعي
أوضح الوزير أن المغرب يُصنّف من بين أكثر البلدان قدرة على المنافسة عالميًا في إنتاج الطاقة المتجددة، ويملك القدرة على تلبية نحو 15% من الطلب الكهربائي للاتحاد الأوروبي. وأكد أن الربط بين الصناعة والبيئة سيكون رافعة رئيسية للنمو الاقتصادي بحلول 2030، بما يعزز جاذبية المملكة ويجعلها قاعدة صناعية منخفضة الكربون ودائرية قادرة على استقطاب الاستثمارات.
وأشار مزور إلى دور المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، بصفته بطلًا وطنيًا وعالميًا في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، في مسار تحييد الكربون من خلال برنامج الاستثمار الأخضر 2023-2027، الذي يستهدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2040. كما تحدث عن طموح المملكة لتصبح لاعبًا رئيسيًا في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، من خلال إطلاق عرض المغرب للهيدروجين الأخضر الذي يغطي سلسلة القيمة بالكامل، من إنتاج الكهرباء المتجددة إلى تحويل الهيدروجين إلى الأمونيا، الميثانول والوقود الصناعي، مع خلق آلاف فرص العمل وتعزيز المشاريع الصناعية.
الصناعة والابتكار في خدمة الاستدامة
أكد الوزير أن الصناعة المغربية تمتلك أساسًا قويًا في مجالات الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، تحلية المياه وتخزين الطاقة. وأوضح أن الانتقال الصناعي نحو ممارسات أكثر استدامة يرتكز على التحول الصناعي منخفض الكربون، كفاءة الطاقة والمياه، تطوير الاقتصاد الدائري والتصميم البيئي.
وأشار إلى دعم الوزارة للمشاريع الابتكارية عبر صندوق دعم الابتكار، الذي يمكّن الشركات الناشئة والمبتكرين من تطوير حلول عملية للتحديات الطاقية والمناخية، مثل محولات طاقة الأمواج، تطوير توربينات الرياح للتجارب العامة والخاصة، وأنظمة إنتاج الطاقة الشمسية المتقدمة.
رؤية واضحة لإفريقيا
ختم الوزير كلمته بالقول: «المغرب يؤمن بقوة أنه لا مستقبل صناعي بدون استدامة، ولا استدامة بدون ابتكار. من خلال وضع الصمود المناخي في قلب صناعتنا، نحن نهيئ ليس فقط المغرب بل القارة الإفريقية بأكملها لبناء مستقبل مزدهر وشامل ومستدام».
وأضاف: يجب تحويل التغير المناخي إلى فرصة تاريخية لتسريع التصنيع في إفريقيا ومنحها مكانتها المشروعة في الاقتصاد العالمي.