الرباط: التعاون الدولي شرط لبناء أمن سيبراني قوي

0 55

أكد مشاركون في جلسة عمل انعقدت اليوم الثلاثاء بالرباط، ضمن فعاليات الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، أن تحقيق أمن رقمي فعال لا يمكن أن يتم دون تعاون دولي متين، قادر على استباق التهديدات، وتبادل الخبرات، وضمان سرعة الاستجابة للأزمات.

الجلسة، التي خصصت لموضوع “تعزيز القدرة على الصمود عبر التعاون وأمن البنيات التحتية”, أبرزت ضرورة اعتماد مقاربة شاملة للأمن الرقمي، تجمع بين الجانب التقني والتشريعي، وتولي أهمية للتوعية والتكوين والانخراط البشري.

وفي هذا الإطار، شدد اللواء عبد الله بوطريج، المدير العام للمديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات، على أن التعاون الإقليمي والدولي يمثل عنصرا أساسيا لإرساء منظومة رقمية آمنة تتجاوز الحدود الوطنية، مشيرا إلى أن الهدف هو “حماية القارة الإفريقية وشركائنا الدوليين”. وأضاف أن حماية البنيات التحتية الحيوية لم تعد خيارا، بل ضرورة استراتيجية، لارتباطها المباشر بقطاعات أساسية كالنقل والطاقة والصحة والاتصالات.

وأشار بوطريج إلى أن أي ثغرة، مهما كانت بسيطة، قد تعرض هذه الأنظمة لمخاطر جسيمة تهدد استمرارية الخدمات وثقة المواطنين والشركاء الدوليين. كما أوضح أن التطورات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية غيرت أساليب مواجهة المخاطر الرقمية، بفضل ما توفره من أدوات متقدمة لرصد التهديدات والتصدي لها.

من جانبه، أكد بدر علي الصالحي، مدير المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني، أن مفهوم القدرة على الصمود السيبراني يقوم على قدرة الأنظمة على مواجهة الهجمات مع ضمان استمرار الخدمات. واعتبر أن تبني استراتيجيات استباقية وسريعة التفاعل والاسترجاع أمر أساسي للحفاظ على ثقة المستخدمين والحد من الخسائر المادية الناجمة عن الهجمات.

وأضاف الصالحي أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا محوريا في هذا المجال، بفضل إمكاناته في تحليل كميات ضخمة من البيانات بشكل فوري والتنبؤ بالهجمات قبل وقوعها.

ويذكر أن الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، المنظم تنفيذا للتعليمات الملكية السامية من طرف المديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني، بشراكة مع المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني، ينعقد هذه السنة تحت شعار: “مستقبل الأمن السيبراني: السيادة الرقمية في خدمة تنمية اقتصادية مستدامة”.

ويتواصل هذا الموعد إلى غاية 19 شتنبر الجاري، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء وفاعلين من القطاعين العام والخاص بالمغرب والعالم العربي وإفريقيا، لمناقشة تحديات تعزيز القدرة على الصمود الرقمي في زمن التحولات التكنولوجية المتسارعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.