المغرب ثاني أكبر وجهة عالمية للاستثمارات الصينية في التكنولوجيا الخضراء

0 51

كشف تقرير حديث صادر عن مختبر سياسات الصناعة الصفرية بجامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية أن المغرب بات يحتل موقعًا رياديًا في خريطة الاستثمارات الصينية بمجال التكنولوجيا النظيفة، حيث جاء في الرتبة الثانية عالميًا بعد إندونيسيا من حيث حجم الاستثمارات، بأكثر من 18 مليار دولار، فيما حلّ سابعًا من حيث عدد المشاريع بـ15 مشروعًا قيد التنفيذ.

وأوضح التقرير أن جاذبية المغرب تعود أساسًا إلى ثرواته المعدنية الضخمة من الفوسفات، التي تشكل مادة أساسية في صناعة البطاريات، إلى جانب توجهاته الطموحة في الهيدروجين الأخضر. كما أن موقعه الاستراتيجي قرب أوروبا، مقرونًا باتفاقيات تجارة ميسرة وسياسات صناعية داعمة، جعله مركزًا مفضلًا للشركات الصينية الراغبة في ولوج السوق الأوروبية.

وأشار المصدر إلى أن الاستثمارات الصينية في التقنيات الخضراء تعرف تسارعًا غير مسبوق، إذ تجاوزت منذ عام 2022 سقف 220 مليار دولار شملت قطاعات مثل البطاريات والطاقة الشمسية والرياح والمركبات الكهربائية والهيدروجين الأخضر، موزعة على 54 دولة عبر العالم.

وبحسب التقرير، بات تصنيع مواد البطاريات القطاع الأكثر استقطابًا لهذه الاستثمارات، إذ تجاوزت الالتزامات المعلنة فيه 62 مليار دولار خلال 2025، رغم أن عدد المشاريع يبقى أقل من تلك الموجهة للطاقة الشمسية بسبب ارتفاع كلفة مصانع معالجة المعادن والمواد الأولية.

ورغم أن الاستثمارات تتركز أساسًا في دول رابطة “آسيان”، خاصة إندونيسيا بفضل احتياطيات النيكل والكوبالت، إلا أن المغرب برز كـمحور استراتيجي في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مستفيدًا من موارده المعدنية وسياسته الصناعية الطموحة التي جعلته من أبرز الوجهات العالمية في صناعة الكاثود والمواد الأولية للبطاريات.

وخلص التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أصبحت تستحوذ على أكثر من 20% من الصفقات الجديدة منذ 2024، في وقت تظل أكثر من 75% من المشاريع موجهة نحو دول الجنوب العالمي والأسواق الناشئة، حيث تشكل وفرة المواد الخام وسهولة النفاذ إلى أسواق الدول المضيفة والدول الثالثة، عوامل رئيسية في تحديد وجهة الاستثمارات الصينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.