أمن، زراعة وإنترنت.. الفضاء يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الإفريقية

0 51

كشف تقرير حديث صادر عن مركز إفريقيا للدراسات الإستراتيجية أن الفضاء بات يشكل جبهة محورية للدول الإفريقية، ليس فقط في تعزيز الأمن القومي، بل أيضًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأكد التقرير، الذي حمل عنوان “التعاون الإفريقي في مجال الفضاء يحمل إمكانات لتحقيق فوائد قارية”، أن المغرب يعد من بين الدول البارزة في هذا المجال، حيث راكم تجربة مهمة عبر إطلاق خمسة أقمار صناعية، تجمع بين مهام المراقبة الأرضية والاتصالات والأبحاث العلمية، غالبًا في إطار شراكات دولية.

وأشار المركز إلى أن الحضور الإفريقي في الفضاء عرف توسعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، إذ خصصت الحكومات الإفريقية ما يقارب 500 مليون دولار سنويًا لهذا القطاع، فيما أسست أكثر من 21 دولة برامج فضائية، وأطلقت 18 منها على الأقل قمراً صناعياً واحداً، ليصل العدد الإجمالي إلى 65 قمراً، مع توقع إطلاق أكثر من 120 آخر بحلول 2030.

التقرير شدد على أن تقنيات الفضاء لم تعد رفاهية، بل أصبحت أداة يومية يعتمد عليها المواطنون من دون وعي، سواء في الاتصالات، أو مراقبة الحدود والبحار، أو إدارة الموارد الطبيعية وحماية البيئة. كما أبرز أن الأقمار الصناعية البحرية تمثل اليوم سلاحاً لمواجهة القرصنة والصيد غير القانوني الذي يكلف الاقتصادات الوطنية مليارات الدولارات.

وعلى المستوى التنموي، لفت التقرير إلى دور أقمار الاتصالات في توسيع الولوج إلى الإنترنت بالقرى والمناطق النائية، وتقليص الفجوة الرقمية، فضلاً عن إسهامها في تطوير الزراعة عبر توفير بيانات دقيقة حول الأمطار والتربة والمحاصيل.

غير أن التوسع المتسارع للبرامج الفضائية الوطنية يثير أسئلة حول التنسيق والكفاءة. وهنا دعا التقرير إلى تعزيز التعاون بين الوكالات الفضائية في المغرب ومصر والجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا، مع الانفتاح أكثر على القطاع الخاص كمحرك للابتكار وجاذب للتمويل.

كما أبرز التقرير أن الفضاء أصبح ميدانًا متناميًا للتعاون الدولي، سواء مع أوروبا، أو الصين التي ضاعفت حضورها في إفريقيا، أو روسيا التي أطلقت قمراً لأنغولا، فضلًا عن الولايات المتحدة الساعية إلى توسيع شراكاتها في هذا المجال.

وختم التقرير بالتأكيد على أن الفضاء يمثل ضرورة إستراتيجية لإفريقيا، إذ يتيح لها ليس فقط تلبية احتياجاتها المحلية في مجالات الأمن والتنمية، بل أيضاً المساهمة في مواجهة تحديات عالمية كالمناخ والأمن الغذائي وعلوم الكواكب، ما يمنح القارة موقعًا جديدًا في عالم مترابط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.