كوريا وفيتنام تتفقان على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين
قررت كوريا الجنوبية وفيتنام، خلال قمة انعقدت يوم الاثنين في سيول، تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بينهما لمواجهة سياق تجاري دولي غير مستقر ومتوتّر.
استضاف الرئيس الجنوب‑كوري لي جاي‑ميونغ الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، تو لام، في أول زيارة دولة له منذ تولّيه المنصب في يونيو 2025. وتشمل هذه الزيارة الرسمية التي تدوم أربعة أيام وفداً فيتنامياً يضم وزراء الصناعة والتجارة والشؤون الخارجية والتكنولوجيا، إلى جانب كبار مسؤولي الحزب والبرلمان.
اتفق الزعيمان على هدف طموح يتمثّل في رفع حجم التجارة الثنائية إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030. وخلال خطابه عبر التلفاز، أكد الرئيس لي أهمية الشركات الكورية الجنوبية البالغ عددها حوالي 10 آلاف عاملة في فيتنام، والتي تسهم بشكل ملحوظ في التنمية الاقتصادية للبلاد وفي تعاون مفيد للطرفين.
وفي هذا الإطار، سيتم توقيع سلسلة من بروتوكولات التفاهم لا تقل عن عشرة، تغطي قطاعات استراتيجية مثل الطاقة النووية والمتجددة، والسياسات النقدية والمالية، والعلوم والتكنولوجيا، وكذلك البنية التحتية، بما في ذلك مشاريع القطارات فائقة السرعة.
تأتي هذه الديناميكية التعاونية في سياق دولي يشهد تصاعداً في السياسات الحمائية، تجلّى في فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 15 % على المنتجات الكورية و20 % على المنتجات الفيتنامية، مما جعل تنويع الشراكات التجارية ضرورة حيوية للبلدين.
من بين الفاعلين الرئيسيين، تُعَدّ شركات كورية جنوبية مثل سامسونغ إلكترونيكس مستثمراً رئيسياً متوقعاً في المشاريع الطاقية الفيتنامية، لا سيّما في مجالات الطاقة النووية، ومحطات الطاقة باستخدام الغاز الطبيعي المسال، وتطوير شبكة القطارات فائقة السرعة.
هذه الخطوة الجديدة في العلاقات الكورية‑الفيتنامية تعكس الإرادة المشتركة لبناء تحالف اقتصادي قويّ، قادر على مجابهة تقلبات السوق العالمية، مع تعزيز التنمية التكنولوجية والبُنية التحتية في المنطقة.