ليلى بنعلي تدعو إلى إصلاح تمويل المناخ في إفريقيا في مؤتمر CMAE-20

0 58

في خطابها الذي ألقته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العشرين من المؤتمر الوزاري الأفريقي للبيئة (CMAE-20) الذي يُعقد في نيروبي بكينيا، أكدت السيدة بنعلي على أهمية دمج الاستدامة في أنظمة التمويل من أجل تمكين أفريقيا من مواجهة تحدياتها المناخية. وقدمت رؤية المملكة المغربية لتعزيز مرونة القارة في مواجهة تغير المناخ، والتي ترتكز على ثلاثة محاور استراتيجية.

ثلاثة محاور استراتيجية لتمويل مناخي مستدام
المحور الأول، كما شرحت الوزيرة، يتعلق بتأسيس التمويل المناخي ضمن استراتيجيات التنمية الوطنية. وأشارت إلى أن المغرب قد أطلق استراتيجيته الوطنية للتمويل المناخي، وهي خطة طموحة تهدف إلى تعبئة الموارد اللازمة لدعم الانتقال إلى اقتصاد أخضر ومرن. ويُعد هذا المشروع جزءاً من السياسات الوطنية للتنمية المستدامة وتقليص الانبعاثات الكربونية.

المحور الثاني يركز على الحوكمة وإدارة المخاطر، مشددة على ضرورة تعزيز التنسيق بين الوزارات المعنية بالبيئة والمالية والتخطيط. وتطرقت السيدة بنعلي إلى إنشاء اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية والتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى إدخال تأثيرات تغير المناخ في التحليل السنوي لاستدامة الدين العام الذي تقوم به وزارة المالية.

تشجيع الابتكار المالي من أجل الانتقال البيئي
المحور الثالث، وفقاً للوزيرة، يدعو إلى مراجعة الهيكل المالي الدولي. وأشارت إلى المناقشات التي جرت خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في 2023 في مراكش، التي سلطت الضوء على ضرورة إعادة التفكير في النظام المالي العالمي بحيث يستفيد منه بشكل أكبر دول الجنوب. كما أكدت السيدة بنعلي على أهمية النماذج المالية غير التقليدية، مثل تبادل الديون والمناخ، والسندات الخضراء، وأسواق الكربون، مشددة على أن المغرب، مع بيئته المالية المتطورة، يمكن أن يلعب دوراً مهماً كمركز إقليمي للتمويل المستدام.

نحو إنشاء فرقة عمل أفريقية للتمويل الأخضر
في روح من التضامن الإفريقي، أعلنت الوزيرة أن المغرب يخطط لإطلاق فرقة عمل أفريقية للتمويل الأخضر والمستدام. تهدف هذه المبادرة إلى إنشاء إطار أفريقي للتمويل المستدام، متماسك وقابل للتطبيق، بهدف تعزيز الهيكل المالي للقارة والمساهمة في تحقيق الأهداف البيئية والمناخية لأفريقيا.

وأكدت السيدة بنعلي التزام المملكة المغربية بالعمل جنباً إلى جنب مع الدول الأفريقية من أجل بناء أفريقيا مرنة ومزدهرة وسيدة، قادرة على تحديد مستقبلها المناخي. كما أشادت بمبادرة الرئيس الكيني ويليام روتو، الذي كان حاضراً في هذه الجلسة، لتعزيز التعاون في القارة.

لحظة محورية للتعاون البيئي الإفريقي
تستمر أعمال المؤتمر حتى 18 يوليو، ويُعد فرصة مهمة للتفكير في 40 عاماً من التعاون البيئي في أفريقيا وتحديد آفاق المستقبل. إن مشاركة المغرب في هذا الحدث، تحت شعار “أربعة عقود من العمل البيئي في أفريقيا: التفكير في الماضي وتصوّر المستقبل”، تعكس عزمه القوي على المساهمة الفاعلة في تنفيذ سياسات بيئية طموحة من أجل مستقبل مستدام لكل من أفريقيا والأجيال القادمة.

Demander à ChatGPT
هدى ريفي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.