لوحة للملك تشارلز الثالث تعيد طرح السؤال: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مكانة الفنانين؟

0 66

عاد الجدل حول مكانة الفنانين عبر العالم في مواجهة الطفرة المتسارعة لأدوات الذكاء الاصطناعي إلى الواجهة مجددًا، بعدما كشفت بعثة المملكة المتحدة بجنيف عن لوحة زيتية للملك تشارلز الثالث من توقيع Ai-Da، أول روبوت فنان بشري الشكل في العالم.

وقد عُرضت اللوحة التي تحمل عنوان Algorithm King على هامش قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير العام». وتصور الملك البريطاني بوجه مائل قليلًا، وملامح هادئة، مرتديًا سترة رسمية مزينة بوردة في عروة الجاكيت. وتهدف هذه التحفة إلى تكريم الملك من جهة، وإلى إثارة النقاش من جهة أخرى حول الأبعاد الأخلاقية للتكنولوجيا الحديثة.

ورغم قدراتها الفريدة، تصر Ai-Da على أنها لا تسعى لمنافسة الفنانين البشريين. إذ صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية بأن هدفها الأساسي هو «إطلاق نقاشات حول الأبعاد الأخلاقية للتكنولوجيا الجديدة»، مؤكدة: «لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي أو أعمالي ستحل محل الفنانين البشر.»

ويُعد الروبوت Ai-Da، الذي ابتكره خبير الفن المعاصر أيدان ميلر سنة 2019 بشراكة مع باحثين من جامعتي أكسفورد وبرمنغهام، من أكثر النماذج تطورًا في مجاله. فهو مزود بوجه معبر وأذرع ميكانيكية قادرة على الرسم والنحت، وقد بيعت إحدى لوحاته، وهي بورتريه للعالم البريطاني الشهير آلان تورينغ، بمليون دولار أواخر عام 2024. ورغم هذا الإنجاز، لا تزال Ai-Da تتحلى بالحيطة في خطابها، مشيرة إلى أن «الحكم على ما إذا كان هذا فنًا أم لا يظل قرارًا بيد البشر.»

هذا الموقف ليس اعتباطيًا، إذ يأتي وسط تصاعد التوترات بين الفنانين التقليديين ونماذج الذكاء الاصطناعي التي تُدرب على ملايين الأعمال الفنية البشرية. وفي هذا السياق، يظهر نموذج Ai-Da كرمز مزدوج؛ يُنظر إليه تارة كأداة جديدة للإبداع وتارة كدخيل يهدد أصالة الفن الإنساني. غير أن القائمين عليه يصرون على أنه مشروع «أخلاقي» يهدف إلى تعزيز التفكير النقدي والابتكار المسؤول، لا إلى الحلول مكان الفنانين.

لكن السؤال الذي يظل مطروحًا: هل يكفي هذا الخطاب لتهدئة مخاوف الفنانين في زمن تزداد فيه قدرة الآلات على الإبداع؟

Ask ChatGPT
You

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.