دعوات لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التحديات اللوجستية بالبيضاء

شهدت العاصمة الاقتصادية للمملكة، الدار البيضاء، دعوات متجددة لتعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص من أجل تجاوز التحديات اللوجستية التي تعيق تطورها العمراني والاقتصادي.

وجاء ذلك خلال مداخلة لمنصف بلخياط، الرئيس المدير العام لمجموعة H&S Invest Holding، ضمن ندوة نُظّمت على هامش الدورة الثانية عشرة من المعرض الدولي للنقل واللوجستيك “لوجيسميد”، المنعقدة ما بين 14 و15 ماي الجاري.

وشدد بلخياط، الذي ناقش موضوع “التحدي اللوجستي للدار البيضاء”، على ضرورة وضع إطار تنظيمي واضح وتوفير فضاءات لوجستية مطابقة للمعايير الدولية، بما يسمح بتحسين عمليات التوزيع داخل المدينة، التي تضم نحو 50 ألف نقطة بيع، وضمان انسيابية أكبر في حركة البضائع.

ومن بين الحلول العملية التي طرحها، اقترح بلخياط تنظيم عمليات التوصيل خلال الفترة الليلية، كما هو الحال في مركز “موروكو مول”، لتخفيف ضغط حركة السير خلال النهار.

كما أكد على استعداد الفاعلين الخواص للعمل جنباً إلى جنب مع السلطات والمنتخبين المحليين لوضع استراتيجية لوجستية متكاملة تستجيب لتحديات الحاضر وتطلعات المستقبل.

من جانبه، أشار عبد الرحيم أوطاس، نائب رئيس المجلس الجماعي للدار البيضاء، إلى التحول الإيجابي في سلوكيات التنقل لدى سكان المدينة، منذ انطلاق مشروع الترامواي سنة 2012، مشيداً بترسخ ثقافة النقل العمومي لدى فئات واسعة من الطبقة المتوسطة.

واستعرض أوطاس جهود المجلس في تحسين خدمات النقل الحضري، خصوصاً من خلال اعتماد نظام التذكرة الموحدة ودعم أكثر من نصف كلفة النقل العمومي، لكنه أوضح أن الإمكانات المالية المتاحة لا تسمح حالياً بتحقيق مجانية النقل، نظراً لكونها قد تمثل نحو 60% من الميزانية السنوية للقطاع.

وفي سياق متصل، كشف أوطاس عن تقدم الاستعدادات الخاصة بكأس العالم 2030، لا سيما مشروع تطوير شبكة النقل السريع الجهوي (RER)، الذي رُصد له غلاف مالي يناهز 8 مليارات درهم، ويشمل إنشاء محطات وبنيات تحتية جديدة لمواكبة النمو العمراني وتلبية حاجيات التنقل المستقبلية.

ويُقام معرض “لوجيسميد” في دورته الثانية عشرة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويركز هذا العام على إبراز اللوجستيك كعنصر محوري في تعزيز التنافسية والسيادة الاقتصادية للمغرب، وسط متغيرات دولية متسارعة.