باحثون وخبراء يناقشون بوجدة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على النماذج التنظيمية

0 37

اجتمع باحثون وأساتذة جامعيون وخبراء، يوم السبت الماضي بمدينة وجدة، لبحث التحولات التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي على النماذج التنظيمية داخل المؤسسات، وذلك في إطار ندوة علمية نظمها مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة.

وأتاحت هذه الندوة، التي نُظمت بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة، فرصة لبحث انعكاسات الذكاء الاصطناعي على أداء المقاولات والإدارات والمؤسسات العمومية.

ووفقاً للمنظمين، فإن الهدف من اللقاء هو الوقوف عند التحديات التي تفرضها هذه الثورة التكنولوجية، واستكشاف الفرص التي توفرها في سياق التحول الذي تشهده الممارسات والهياكل التنظيمية.

وأكد المتدخلون أن الذكاء الاصطناعي، باعتباره المحرك الأساسي للثورة الصناعية الرابعة، يعيد رسم معالم النماذج التقليدية للتسيير، مشيرين إلى أن تطبيقاته تمتد اليوم إلى قطاعات متعددة تشمل الفلاحة، التأمين، الصناعة، البنوك، الاتصالات، والإدارة الرقمية.

مكاسب مؤكدة ومخاوف قائمة

ورغم الإقرار بالمزايا التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي، لاسيما من حيث تحسين الأداء وتعزيز القدرة على اتخاذ القرار، فقد حذّر المشاركون من مخاطر الانتشار المتسارع لهذه التكنولوجيا، لا سيما ما يتعلق بإمكانية إحلال الآلة محل الإنسان، والتداعيات الأخلاقية والاجتماعية المترتبة عن أتمتة العديد من المهام.

وفي هذا السياق، ذكّر المتدخلون بانخراط المغرب، منذ سنة 2021، في الجهود الدولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تبنيه لتوصيات منظمة اليونسكو المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بهدف إرساء إطار يحترم الحقوق الأساسية، ويواكب في الآن ذاته تطوير منظومة وطنية متكاملة في هذا المجال.

نقاش استباقي للتحديات المستقبلية

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح هشام صابر، منسق وحدة الدراسات الاقتصادية بالمركز، أن هذه الندوة تندرج في إطار سلسلة من اللقاءات العلمية السنوية، وأن اختيار موضوع الذكاء الاصطناعي هذه السنة يعكس تصاعد حضوره في المجالات الاقتصادية والقانونية والبحثية. وقال: “الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم في صلب النقاش الأكاديمي، ولا يوجد قطاع بمنأى عن تأثيراته”.

وأشار صابر إلى أن اللقاء يروم تقديم توصيات عملية لمساعدة المغرب على التحولات القادمة، لا سيما على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية.

رهان استراتيجي للدول النامية

من جهته، شدد مراد زنازني، الأستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، على الطابع الشمولي لقضية الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن “هذه التكنولوجيا باتت حاضرة في مختلف الميادين، من الاقتصاد والمجتمع إلى الصحة، بل وحتى في المشهدين الموسيقي والثقافي، ما يعكس تنامي تأثيرها على كافة الأصعدة”.

وأكد زنازني على أهمية البعد الجيوسياسي في سباق الذكاء الاصطناعي، الذي تتصدره ثلاث قوى كبرى: الولايات المتحدة، الصين، والاتحاد الأوروبي، داعياً الدول النامية إلى وضع استراتيجيات واضحة إذا أرادت أن تحافظ على تنافسيتها وتضمن استقلالها التكنولوجي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.