انطلقت فعاليات الدورة الثامنة من ملتقى صناعة السيارات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ، التي تنظمها الجمعية المغربية لصناعة وتركيب قطع السيارات (أميكا)، بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ونُظمت الدورة تحت شعار “صناعة السيارات.. الفرص والمخاطر”، في وقت هام بالنسبة لهذا القطاع الاستراتيجي في المغرب، وذلك بهدف تعزيز الشراكات الأورومتوسطية وتطوير الصناعة الوطنية.
وتستقطب النسخة الحالية من الحدث أبرز الفاعلين في القطاع، لمناقشة قضايا الساعة، من بينها مستقبل السيارة الكهربائية، السيارات المتصلة، ومسارات إزالة الكربون.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن الملتقى يشكل محطة بارزة لإبراز الطموح الملكي المتمثل في تعميق الاندماج المحلي، وتكريس التصنيع الأخضر، وخلق فرص عمل ذات جودة عالية.
وأشار الوزير إلى أن القطاع يواصل تحقيق إنجازات ملموسة، متوقعًا أن الانتاد الوطني يقترب من عتبة المليون سيارة سنويًا خلال السنة الجارية، بدعم من عملاقي الصناعة العالمية، رونو وستيلانتيس، ومن خلال منظومة صناعية قوية تضم أكثر من 260 مزودًا موزعين عبر مختلف جهات المملكة.
ومن جهته، أوضح وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، أن الحكومة تعمل على إطلاق برامج موجهة لدعم التكوين بالتعلم والمواكبة لفائدة فئة الشباب غير الحاصلين على شهادات، مشيدًا بجهود الفاعلين الصناعيين في مواجهة التحديات القائمة، والتي تتطلب ذكاء جماعيًا وتعبئة واسعة.
وشدد الوزير على أهمية تثمين الرأسمال البشري وتعزيز جاذبية الكفاءات، داعيًا المقاولات التي تعتمد أفضل الممارسات في مجال تدبير الموارد البشرية إلى المساهمة في هذا الورش الاستراتيجي.
من جانبه، قال رئيس جمعية “أميكا”، رشيد ماشو، إن النسخة الحالية تُنظَّم في سياق عالمي متحول، تُعاد فيه صياغة معالم قطاع السيارات، على المستويين الوطني والدولي، مشيرًا إلى أن المواضيع المطروحة للنقاش تشمل التحول الطاقي، الذكاء الاصطناعي، السيارات الذكية، تطور المهارات البشرية، وتعزيز الاندماج المحلي.
وفي السياق ذاته، أكد المدير العام لمجموعة رونو المغرب، محمد باشيري، أن المملكة أضحت فاعلًا محوريًا في صناعة السيارات العالمية، بفضل الرؤية الملكية والاستثمار في منظومة صناعية متماسكة، تجمع بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف باشيري أن مجموعة رونو تمثل ثلثي صادرات السيارات المغربية، وأن سياراتها “صُنعت في المغرب” مثلت أكثر من 18% من مبيعات المجموعة العالمية خلال سنة 2024، مؤكدًا التزام الشركة برفع قيمة التوريد المحلي إلى 3 مليارات يورو سنويًا، وتحقيق نسبة إدماج محلي تصل إلى 80% بحلول 2030.
وبدوره، أوضح المدير العام لمنطقة “طنجة ميد”، أحمد بنيس، أن النظام الصناعي للمنطقة حقق رقم معاملات بلغ 174 مليار درهم سنة 2024، بزيادة بلغت 12.3% مقارنة بسنة 2023، مشيرًا إلى أن قطاع السيارات وحده سجل أكثر من 117 مليار درهم (+10.38%).
وعزا بنيس هذا الأداء إلى توفر بنية تحتية عالية الجودة، ومنظومة صناعية مهيكلة، وقرب المنطقة من المركب المينائي طنجة المتوسط، بالإضافة إلى حضور فاعلين لوجستيين عالميين، وتوفر يد عاملة مؤهلة ومواكِبة لمتطلبات المرحلة.
ويتضمن الحدث، الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام، لقاءات أعمال مباشرة (B2B)، وندوات وموائد مستديرة يؤطرها خبراء، لتوفير فرص استثمارية وتجارية ملموسة، وتمكين الفاعلين من مواكبة التحولات المتسارعة في القطاع.