حميد بن ابراهيم الأندلسي: ميدبارك تجاوزت التوقعات ونتطلع لغزو أسواق جديدة في الطيران
في ظرف لا يتعدى 15 عامًا، تحوّلت منطقة “ميدبارك” إلى علامة فارقة في صناعة الطيران على الصعيد الدولي، وهو ما يعكس نجاح النموذج الصناعي المغربي في كسب رهان التخصص والتميز.
في هذا الحوار، يتحدث حميد بن ابراهيم الأندلسي، رئيس ميدبارك، عن مفاتيح هذا النجاح، وطموحات المرحلة المقبلة.
في البداية، ما الأهداف التي حددتموها عند إطلاق ميدبارك؟ وهل تحققت كما كنتم تأملون؟
عندما بدأنا التفكير في مشروع ميدبارك قبل حوالي 15 سنة، كنا نرى أن المغرب يمكنه أن يلعب دورًا مهمًا في منظومة صناعة الطيران العالمية، التي كانت آنذاك تعرف نموًا متسارعًا، لكنها تواجه تحديين رئيسيين: نقص الكفاءات في أوروبا وكندا، وتعقيدات في سلاسل التوريد لمواكبة طلبات عملاقَي القطاع، بوينغ وإيرباص.
انطلاقًا من هذا التحليل، اخترنا تقديم حلّ متكامل: توفير كفاءات مؤهلة عبر إحداث معهد مهن الطيران (IMA)، وإنشاء منصة صناعية مجهزة هي ميدبارك لاستقبال الشركات وتسريع استقرارها في بيئة تنافسية.
اليوم، يمكن القول إننا تجاوزنا الأهداف الأصلية بكثير، وساهمنا بشكل حاسم في ترسيخ قاعدة صناعية جوية قوية ومندمجة في المغرب.
ما هو النموذج الاقتصادي الذي تقوم عليه “ميدبارك”؟ وكيف تدعمون مختلف فئات المستثمرين؟
نتبع نموذجًا مزدوجًا حسب حجم ونوع الشركات:
-
الكبرى: تشتري الأراضي، وتقوم فرق ميدبارك بمواكبتها في مختلف مراحل الإنجاز، من الرخص إلى البناء، وحتى تنفيذ المشاريع من خلال آلية “المُنجز المفوض”.
-
الصغرى والمتوسطة والمناولة: هنا نتدخل بشكل مباشر عبر اقتناء الأراضي، وبناء وحدات جاهزة (حوالي 2000 م²) عبر قروض مهيكلة، ونقوم بكرائها لهذه الشركات ضمن عقود طويلة الأمد.
كما نضع رهن إشارتهم ما يُعرف بـ”ورشات الاستقبال المؤقتة“، حيث يمكنهم بدء الإنتاج وتكوين الموارد البشرية داخل معهد IMA، حتى قبل الانتهاء من مصنعهم النهائي، وبهذه الطريقة، يصبحون جاهزين للانطلاق بمجرد تسلم المصنع، مما يختصر الزمن ويُعزز الفعالية الاقتصادية.
ما هي أولوياتكم الاستراتيجية في المرحلة المقبلة؟ وهل هناك طموحات لولوج مجالات جديدة؟
نعم، لدينا طموحات استراتيجية واضحة:
-
تنويع التكنولوجيا داخل قطاع الطيران، من خلال جذب شركات متخصصة في خدمات الصيانة، تعديل الطائرات وتحويلها (MRO)، وهي مجالات لم نطرقها بعد بالشكل الكافي.
-
استقطاب صناعات دفاعية مرتبطة بالطيران، ضمن رؤية توسيع قاعدة النشاط وتعميق الاندماج الصناعي.
وهذه الطموحات تتماشى مع الدعوة الملكية في مارس 2023، التي دعت إلى دخول مرحلة جديدة من التصنيع المتقدم، ورفع سقف الطموح التكنولوجي للمغرب.