الصحة: توقيع شراكة استراتيجية لتطوير مركز للطب الدقيق في إفريقيا
أعلنت شركة Genomia MDATA، الرائدة عالمياً في مجال الطب الدقيق، بالتعاون مع مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة (FM6SS)، عن تحالف استراتيجي جديد يهدف إلى إنشاء مركز إفريقي للطب الدقيق.
وتسعى هذه الشراكة إلى تسريع تطوير العلاجات المخصصة التي تأخذ بعين الاعتبار الخصائص الجينية الخاصة بالسكان الأفارقة، مع تعزيز الاستقلال الصحي للقارة.
وتهدف هذه المبادرة إلى جعل Genomia MDATA شريكاً محورياً للمؤسسات، وصناعات الأدوية، ومهنيي الصحة الراغبين في الاستثمار في مستقبل الطب بإفريقيا.
ويسعى التحالف إلى ترسيخ مكانة القارة كفاعل رئيسي في مجال الطب الدقيق، لا سيما في البحث والتطوير لعلاجات ملائمة للتحديات الصحية التي تواجهها.
شراكة لتعزيز الطب الدقيق
يعتمد هذا التحالف على مقاربة تشاركية تجمع بين الأطباء، والباحثين، والبيوتكنولوجيين، وشركات الأدوية، بهدف تسريع انتشار الطب الدقيق في إفريقيا، مع تركيز خاص على الأمراض النادرة والمزمنة.
ويرتكز التعاون على استخدام أدوات جينية وخوارزمية متقدمة تسمح بتشخيص وعلاج الأمراض المعقدة بشكل أكثر فعالية.
ومن الجوانب الأساسية لهذا التحالف تسهيل تطوير علاجات جديدة بشكل مشترك، من خلال دمج وحدة تعاون على المنصة الرقمية الخاصة بـ Genomia MDATA، ما يتيح للعلماء والصناعيين العمل معاً على إيجاد حلول ملائمة للواقع الطبي الإفريقي.
كما يهدف المشروع إلى تعزيز الاستقلالية الصحية للقارة من خلال بناء منظومة ابتكار متكاملة حول علم الجينوم والتكنولوجيا الحيوية.
ويتضمن المشروع أيضاً إنشاء منصة فارماكوجينومية، تُعد أداة أساسية لتحسين فعالية العلاجات وتقليل تكاليف الرعاية الصحية. ويخطط الطرفان لتوسيع هذه المبادرة إلى دول إفريقية أخرى، مع بدء مناقشات لدمج شركاء مؤسساتيين وأكاديميين جدد.
مبادرات ملموسة بأثر فوري
أطلق الشريكان عدة مبادرات من المتوقع أن تُحدث تأثيراً فورياً في القطاع الصحي الإفريقي، من بينها تحديث وتوسيع البنك الحيوي الإفريقي 2.0، ليصبح مرجعاً جينياً قارياً محورياً في أبحاث الأمراض المستوطنة والنادرة، وسيشكّل حجر الأساس في تطوير علاجات أكثر دقة واستهدافاً.
وبالتوازي، سيتم إطلاق مبادرة مواطنة بعنوان “الجينوم الإفريقي”، لتنفيذ حملات واسعة لتسلسل الجينوم في المغرب ودول إفريقية أخرى.
وتهدف الحملة إلى الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية النادرة والمعقدة، مما يُسهم في تحسين إدارة الرعاية الصحية بالقارة، كما يشمل المشروع أيضاً تخصيص العلاجات باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لتتلاءم مع الخصائص الجينية لكل مريض.
ومن بين المشاريع البارزة في هذه الشراكة، افتتاح المقر الإفريقي لـ Genomia MDATA في المغرب، والذي سيشكّل مركزاً استراتيجياً للتعاون الإفريقي في الطب الدقيق، ومكاناً لتبادل الخبرات والأبحاث بين الباحثين والأطباء والصناعيين من مختلف أنحاء القارة.
رؤية مشتركة لمستقبل الصحة في إفريقيا
يتقاسم الشريكان رؤية طموحة لجعل إفريقيا فاعلاً رئيسياً في الابتكار الصحي، حيث صرحت شركة Genomia MDATA قائلة: “من خلال هذا المركز المتكامل، لا نكتفي باستيراد الحلول بل نُطوّرها مع الأفارقة ومن أجلهم. هذه الشراكة تشكّل محفّزاً لطب أكثر عدالة وابتكاراً وفعالية.”
من جهتها، أكدت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة أن هذا التعاون سيفتح الباب أمام ثورة حقيقية في الطب الدقيق بالقارة، وأضافت: “نحن نمهد الطريق لعهد جديد في البحث الطبي في إفريقيا.”
وقد حدد الطرفان هدفاً طموحاً بحلول عام 2030، يتمثل في تقليص زمن تشخيص الأمراض النادرة بنسبة 30%، وتحسين الوصول إلى العلاجات المستهدفة لصالح 5 ملايين مريض إفريقي.