انخفاض إنتاج التمور بنسبة 10% في الموسم الفلاحي القادم: ما تأثير ذلك على المغاربة مع اقتراب رمضان؟

0 57

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي يعد من أكثر الشهور استهلاكًا للتمور في المغرب، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن تقديراتها للإنتاج المتوقع من التمور برسم الموسم الفلاحي 2024-2025. حيث يقدر الإنتاج بحوالي 103 آلاف طن، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 10% مقارنة بالموسم السابق الذي بلغ إنتاجه 115 ألف طن.

 لماذا هذا الانخفاض؟

يعزو الخبراء هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها الظروف المناخية الصعبة التي شهدتها بعض المناطق المنتجة للتمور، لا سيما في واحات تنغير وزاكورة وطاطا، والتي تأثرت بموجات حرائق ونقص في الموارد المائية. ومع ذلك، يظل الإنتاج جيدًا نسبيًا بالنظر إلى هذه التحديات، حيث تغطي المساحة الإنتاجية حوالي 51.6 ألف هكتار من أصل 66 ألف هكتار مخصصة لزراعة النخيل على المستوى الوطني.

جهة درعة-تافيلالت: القلب النابض لإنتاج التمور

تعتبر جهة درعة-تافيلالت العمود الفقري لإنتاج التمور في المغرب، حيث تساهم بنحو 73% من الإنتاج الوطني. وتضم هذه الجهة أكثر من 6 ملايين نخلة موزعة على 90 واحة، تشتهر بتنوعها الكبير حيث تضم أكثر من 453 صنفًا من التمور، من بينها أصناف شهيرة مثل المجهول وبوفكوس والنجدة، والتي تشكل أكثر من 50% من الإنتاج الوطني.

استراتيجية الجيل الأخضر: نحو تعزيز سلسلة التمور

في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”، تعمل وزارة الفلاحة على مواصلة دينامية تنمية سلسلة التمور من خلال عقد-برنامج مبرم مع الفيدرالية البيمهنية الوطنية لسلسلة نخيل التمر “مغرب التمور”. ويهدف هذا البرنامج، الذي يمتد حتى عام 2030، إلى غرس 5 ملايين نخلة جديدة، مع تحسين عمليات التلفيف والتحويل وعصرنة قنوات التوزيع والتسويق، بالإضافة إلى تشجيع الصادرات ودعم ريادة الأعمال لدى الشباب والتعاونيات.

تأثير التساقطات المطرية: بارقة أمل

على الرغم من التحديات، فإن التساقطات المطرية التي شهدتها بعض المناطق منذ شهر شتنبر الماضي قد ساهمت في تحسين الوضع المائي، مما يبشر بعودة الأنشطة الفلاحية إلى طبيعتها في الواحات. وهذا الأمر يعزز الآمال في تحقيق إنتاج أفضل في المواسم القادمة.

رمضان على الأبواب: ماذا يعني هذا للمغاربة؟

مع اقتراب شهر رمضان، الذي يستهلك فيه المغاربة كميات كبيرة من التمور كجزء أساسي من مائدة الإفطار، قد يشكل انخفاض الإنتاج تحديًا في تلبية الطلب المحلي. إلا أن الجهود المبذولة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر تهدف إلى ضمان استقرار الإنتاج وتحسين جودته، مما يضمن توفر التمور بأسعار معقولة للمستهلكين.

مستقبل واعد لسلسلة التمور

رغم الانخفاض الطفيف في الإنتاج، تظل سلسلة التمور في المغرب واحدة من أهم السلاسل الفلاحية، حيث تساهم في الاقتصاد الوطني وتوفر فرص عمل للعديد من الأسر في المناطق الواحية. ومع مواصلة تنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر، يمكن للمغرب أن يعزز مكانته كواحد من أهم المنتجين للتمور على المستوى العالمي، مع الحفاظ على تراثه الواحي الغني والمتنوع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.