ثلاثة أسئلة لرشيد اليزمي: ثورة تكنولوجية عالمية بارزة
مجلة صناعة المغرب تسلط الضوء على الابتكار الكبير لرشيد اليزمي عبر ثلاثة أسئلة. يكشف من خلالها الباحث المغربي عن تقنية ثورية نالت إشادة واسعة في الصين، اليابان، ودول كبرى أخرى، ومن المتوقع أن تعيد تشكيل مستقبل بطاريات الليثيوم والسيارات الكهربائية.
- لقد تم الاعتراف بتقنية الشحن فائق السرعة الخاصة بك من قبل اليابان ومؤخراً من الصين. هل يمكنك شرح كيف يمثل هذا الابتكار تقدماً كبيراً في مجال بطاريات الليثيوم؟
التقنية التي طورناها تعتمد على مفهوم يُعرف بـ”قياس الجهد غير الخطي”، وهو قطيعة تكنولوجية مع طرق شحن البطاريات التقليدية التي اعتمدت منذ 100 عام. الطرق التقليدية كانت تعتمد على تطبيق تيار ثابت مع التحكم في الجهد ودرجة الحرارة، مما يؤدي إلى توقف الشحن عند الوصول إلى عتبة معينة.
أما تقنيتنا، فتقوم على تعديل التيار المطبق بناءً على حالة البطارية. حيث يتم أخذ عوامل مثل حالة الشحن والصحة العامة للبطارية بعين الاعتبار، مما يتيح شحن بطاريات جديدة وقديمة بطريقة مختلفة.
ولتوضيح الأمر، يشبه هذا النظام الرياضي الذي يغير سرعته حسب طبيعة الطريق؛ إذا كان الطريق مستوياً، يمكن الجري بسرعة ثابتة، ولكن عند الصعود أو النزول، يصبح من الضروري التكيف.
هذه الطريقة الطبيعية والتكيفية تسمح بتقليل وقت الشحن بمقدار يتراوح بين مرتين إلى ثلاث مرات. فعلى سبيل المثال، يمكن شحن البطارية بالكامل في 10 دقائق فقط بدلاً من ساعة كاملة، دون التأثير سلباً على عمر البطارية، بل العكس تماماً. وقد تم تسجيل براءات اختراع لهذه التقنية في عدة دول مثل اليابان، الصين، الولايات المتحدة، أوروبا، وكوريا الجنوبية، مما يعزز من مصداقية الابتكار وانتشاره.
- ما هو التأثير الملموس لهذه التقنية على صناعة السيارات الكهربائية؟
وكيف سيتم دمجها في سيارات الجيل القادم؟ عندما نتحدث عن هذه التقنية، يمكننا مقارنتها بتطور النقل العام. فبينما كانت القطارات تسير بسرعة 100 كم/ساعة، أحدثت القطارات فائقة السرعة ثورة بتجاوزها سرعة 300 كم/ساعة.
بالمثل، السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود يمكن تعبئتها في دقائق معدودة وتوفر مدى سفر طويل. لذلك، لكي تتبنى السيارات الكهربائية على نطاق واسع، يجب أن تقلل من وقت الشحن إلى مستويات مقبولة.
هذا الابتكار يجعل السيارات الكهربائية أكثر عملية وجاذبية، ويزيل واحدة من أكبر العقبات التي تواجه هذا القطاع.
- مع الاعتراف الدولي بهذا الابتكار، ما هي طموحاتك لتطويره وتسويقه عالمياً؟
نحن في مرحلة متقدمة من التعاون مع شركات عالمية، بما في ذلك شركاء في ألمانيا وآسيا. أعتقد أن الدول التي تتبنى السيارات الكهربائية بشكل واسع، مثل الصين، ستكون السباقة لتطبيق هذه التقنية.
أما في المغرب، فالسيارات الكهربائية لا تزال تمثل أقل من 1% من السوق، مما يجعل من المبكر تطبيق هذه التكنولوجيا محلياً. أما في مدن كبرى مثل بكين أو شنغهاي، حيث تهيمن السيارات الكهربائية، فإن السوق مهيأ تماماً لتبني هذه التقنية. ولهذا السبب، نركز حالياً على آسيا، وخاصة الصين، باعتبارها نقطة انطلاق استراتيجية لهذه التكنولوجيا.