يوسف كراوي الفيلالي: إحصاء المغرب 2024 يكشف أهمية التكوين المستمر

0 113

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة التي يشهدها المغرب، يبرز إحصاء المغرب 2024 كأداة أساسية لتقييم المشهد العام لسوق العمل والاحتياجات الوطنية في مجالات التعليم والتكوين المهني. هذا الإحصاء يقدم لنا لمحة دقيقة حول قدراتنا البشرية، ويطرح تساؤلات مهمة حول كيفية تنمية الكفاءات، بما يتماشى مع التحديات العالمية والمحلية التي يفرضها الاقتصاد المعاصر. في هذا السياق، تزداد أهمية التكوين المستمر كركيزة لتعزيز تنافسية اليد العاملة وضمان استدامة التطور المهني.

في هذا الحوار ، يسلط يوسف كراوي الفيلالي، رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير، الضوء على دور التكوين المستمر في تطوير الكفاءات المغربية، مستندا إلى منهجية إحصاء 2024. كما يناقش العلاقة بين التكوين وسوق العمل، مع التركيز على الحاجة إلى سياسات تعليمية وتكوينية تتكيف مع المتطلبات المتغيرة، مما يوفر فرصا ملموسة لتعزيز القدرات والإنتاجية الوطنية.

مجلة صناعة المغرب

في ظل الاهتمام المتزايد بالتكوين والتكوين المستمر كركيزة أساسية للتنمية الشاملة، كيف ترى دور المركز المغربي للحكامة والتسيير في تعزيز هذه الجوانب، خاصة مع اقتراب نتائج الإحصاء العام لسنة 2024 الذي يعتمد منهجية جديدة من شأنها دعم النموذج التنموي الجديد؟

يوسف كراوي الفيلالي

المركز المغربي للحكامة والتسيير يهتم منذ سنوات طويلة بموضوع التكوين المستمر. نحن نعتبر أن التكوين المستمر هو ركيزة أساسية ليس فقط في التعليم بل أيضًا في النموذج التنموي الشامل. وفي هذا الإطار، نظمنا العديد من الدورات التكوينية بالتعاون مع منتديات ومراكز بحث عالمية. هذه الدورات تمت في عدة مدن مثل الدار البيضاء، طنجة، ومراكش، وكان المستفيدون من هذه البرامج هم رؤساء الجماعات، مدبرون، مقاولون شباب وحاملون للمشاريع. الهدف الأساسي من هذه الدورات هو تعزيز قدراتهم في مجالات التدبير، التسيير، الحكامة المالية، والمراقبة والتدقيق، بالإضافة إلى كيفية دراسة جدوى المشاريع وإطلاقها. نحن نؤمن أن التكوين المستمر يعزز من قدرات الموارد البشرية التي تشكل ركيزة أساسية في النموذج التنموي الجديد.

مجلة صناعة المغرب

ما هو تقييمكم لدور التكوين والتكوين المستمر في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب؟

يوسف كراوي الفيلالي

التكوين والتكوين المستمر يلعبان دورا محوريا في خلق ديناميكية اقتصادية واجتماعية في المغرب. عندما نمتلك كفاءات مؤهلة، سيكون بإمكان هذه الكفاءات الولوج بسهولة إلى سوق الشغل، مما يرفع من معدلات التشغيل ويحسن من جودة الإنتاج. اليوم، هناك طلب متزايد على كفاءات بشرية عالية الجودة، ولكي نلبي هذا الطلب، يجب أن تكون لدينا موارد بشرية مدربة بشكل جيد وتمتلك خبرات مهنية متقدمة. هذه الكفاءات يمكن أن تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال الاستهلاك، الاستثمار، وتوليد القيمة المضافة. وهذا يوضح مدى أهمية التكوين المستمر كعنصر أساسي في تحريك عجلة الاقتصاد.

مجلة صناعة المغرب

كيف تعتقدون أن التكوين المستمر يمكن أن يساعد في تلبية احتياجات سوق العمل المغربي وتجاوز التحديات التي تواجه القطاعات المختلفة؟

يوسف كراوي الفيلالي

بلا شك، التكوين المستمر يسهم بشكل كبير في مواجهة التحديات وتأهيل الموارد البشرية بشكل فعال. فالتكوين المستمر يواكب التطورات التكنولوجية والتحولات الرقمية التي تساهم في تحسين أداء الموارد البشرية ورفع قدراتها المهنية. هذا النوع من التكوين يمكن العاملين من التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل، سواء في مجال الذكاء الاصطناعي أو الريادة في التسيير. وبالتالي، هو عامل ضروري لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

مجلة صناعة المغرب

أعلن المغرب عن انطلاق الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024 بمنهجية جديدة. ما هي أبرز المستجدات التي جاء بها هذا الإحصاء، وكيف ستساهم في تحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد وأهداف التنمية المستدامة؟

يوسف كراوي الفيلالي

الإحصاء العام لسنة 2024 يأتي بمنهجية جديدة تركز على الأسئلة المتعلقة بالقطاعات الاجتماعية الحيوية مثل التعليم، التكوين المستمر، الصحة، والسكن. هناك اهتمام خاص بمستويات التعليم، القدرات التكنولوجية، وحتى التمكن من اللغات الحديثة. هذه الأسئلة ستساعد في قياس مدى وعي المجتمع بمتطلبات التنمية التكنولوجية والتعليمية. ما يميز هذا الإحصاء هو التركيز على المحاور التي تخدم أهداف النموذج التنموي الجديد، مما يعزز من إمكانية اتخاذ قرارات تنموية مستندة إلى بيانات دقيقة وشاملة.

مجلة صناعة المغرب

كيف يمكن للبيانات التي ستوفرها منهجية الإحصاء الجديدة أن تدعم صناع القرار في وضع سياسات أكثر فعالية على مستوى الوحدات الترابية الأساسية؟

يوسف كراوي الفيلالي

الإحصاء الجديد سيمنح صناع القرار نظرة شاملة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع المغربي. لكنه لن يكون فعالًا إلا إذا تعاون المواطنون والمواطنات وقدموا المعلومات المطلوبة بشكل دقيق وصحيح. هذه البيانات ستساعد في تحسين السياسات الاجتماعية والاقتصادية وتصحيح أي اختلالات، مما يعزز من قدرة المغرب على مواجهة التحديات التنموية مستقبلاً.

 

مجلة صناعة المغرب

ما هي التحديات التي تواجه عملية التكوين المستمر في المغرب، خاصة في المناطق النائية؟ وكيف يمكن التغلب عليها لضمان شمولية التنمية؟

يوسف كراوي الفيلالي

من أكبر التحديات التي تواجه التكوين المستمر هي المناطق النائية، حيث يعاني السكان من نقص في الوصول إلى الفرص التعليمية. يتطلب الأمر دعمًا من الوزارة الوصية، وكذلك منظمات دولية لإنشاء مراكز تكوينية في هذه المناطق. يجب أن يكون التركيز على تطوير المهارات المهنية والتجارية لدى السكان المحليين من خلال دعم المبادرات المجتمعية والخاصة، وتقديم تكوينات تلبي احتياجاتهم وتساعدهم على تطوير الاقتصاد المحلي.

مجلة صناعة المغرب

من وجهة نظركم، كيف يمكن للمغرب الاستفادة من نتائج الإحصاء العام لعام 2024 في تطوير برامج تكوين وتكوين مستمر تتناسب مع احتياجات مختلف المناطق والقطاعات؟

يوسف كراوي الفيلالي

نتائج الإحصاء ستوفر بيانات مفصلة حول المستوى التعليمي والتكنولوجي للمواطنين في مختلف المناطق. هذه المعلومات ستساعد في تحديد الفجوات التنموية التي تحتاج إلى معالجة من خلال برامج تكوين مستمر موجهة، مما سيساهم في تأهيل الموارد البشرية في جميع جهات المملكة. استناداً إلى هذه البيانات، سيكون من الممكن تطوير برامج تلبي احتياجات كل منطقة بشكل خاص، مما يعزز من جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل.

مجلة صناعة المغرب

كيف يمكن للإحصاء العام لسنة 2024 أن يساهم في تحديد الفجوات التنموية على المستوى الوطني، وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لتجاوز هذه الفجوات؟

يوسف كراوي الفيلالي

إذا تم تقديم إجابات دقيقة من قبل المواطنين، فإن الإحصاء العام لسنة 2024 سيساهم في تحديد الفجوات التنموية على المستوى الوطني بشكل واضح. بناءً على هذه المعطيات، سيكون من الممكن وضع سياسات فعالة تعالج هذه الفجوات. من المهم أن تكون الإجابات صريحة ومبنية على الواقع الفعلي للسكان، لضمان نجاح الإحصاء وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

رشيد محمودي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.