أشرف وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أمس الأربعاء بعمالة طنجة – أصيلة، على افتتاح توسعة الشركة الصناعية للألياف (CIF)، المتخصصة في صناعة مواد التعبئة والتغليف، والتي تضم أيضا حقلا خاصا للطاقة الشمسية لتزويد المصنع بالطاقة النظيفة.
ويضم المبنى الجديد، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 5 آلاف متر مربع، 7 آلات اقتنتها الشركة مؤخرا، وهي قادرة على الطباعة بجودة تضاهي جودة الصور، وهو ما سيمكن الشركة من مسايرة تطور المنتجات، لاسيما مواد التغليف المرن الناتج عن تقنية التصفيح التي تتيح إمكانية إلصاق أشرطة متعددة.
ويشغل هذا المبنى الجديد، الواقع في الجماعة القروية حجر النحل ويشتغل بدوام 24 ساعة في اليوم، 30 أجيرا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 12 طنا من مواد التغليف في اليوم، يرتقب أن ترتفع إلى 45 طنا في اليوم في أفق سنة 2025.
كما قامت الشركة الصناعية للألياف بتدشين أول حقل خاص للطاقة الشمسية بالمغرب، والذي يضم 6800 لوحة كهروضوئية، تم تركيبها العام الماضي على مساحة تصل إلى هكتارين، وبقدرة إنتاجية تفوق 2700 كيلو-واط. ويمكن إنتاج هذا الحقل من تغطية 22 في المائة من استهلاك المصنع من الطاقة، ما يعادل 4.3 جيغاواط/ ساعة. وباحتساب مساهمة الطاقة الريحية، غطت الشركة في العام الماضي 84 في المائة من حاجاتها الطاقية من موارد نظيفة.
وقال رياض مزور “نفتتح في هذا اليوم خط إنتاج إضافي للشركة الصناعية للألياف، وهي شركة رائدة في مجال تغليف المواد الصناعية، والموجهة أساسا للصناعات الغذائية، باستثمار يصل إلى 90 مليون درهم، مع إحداث 100 منصب شغل”.
وتابع “نحن معتزون بمواكبة هذه الشركة التي وضعت ثقتها في المغرب منذ أزيد من 70 سنة، ونتمنى لها كامل النجاح، كما نعول عليها في مواكبة المشاريع الصناعية الجديدة، لاسيما في مجال الصناعات الغذائية”، مبرزا أن ما مجموعه 1065 مشروعا صناعيا يوجد الآن في طور الإطلاق، 250 مشروعا من بينها في قطاع الصناعات الغذائية.
وأكد مزور أن هذه الشركة البلجيكية العائلية كانت قادرة على مر السنوات على التحديث من أجل الحفاظ على مكانتها كرائد في السوق المغربية، معربا عن اعتقاده بأن الشركة الصناعية للألياف ستكون في مستوى الرهان لمواكبة مقاولات الصناعات الغذائية الجديدة وتزويدها بمواد تغليف وتعليب ذات جودة ستسمح لها بولوج السوق في المغرب و التصدير.
واعتبر الوزير أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرف تحولا استثنائيا، وطنجة خير مثال على ذلك، مضيفا “نحن الآن في فجر تحول آخر، بالنظر إلى أن المغرب بصدد المرور من بلد يصنع منتجات ذات جودة، إلى بلد يطور حلولا ومنتجات ذات قيمة مضافة عالية”.
وسجل مزور أنه “من بين 54 منظومة صناعية يجري تطويرها الآن، بدأنا نتمتع بتنافسية مهمة، ونحن من بين الأفضل في العالم في العديد من القطاعات”.
من جهته، أكد مجلس رقابة الشركة الصناعية للألياف، برنارد ديل مارمول، أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفر لشركته الإطار المناسب للتطور الصناعي، بفضل عدد من المشاريع المهيكلة التي تم إطلاقها من قبيل طنجة المتوسط وشبكة الطرق السيارة والمطارات، مشيدا بدعم وزارة الصناعة والتجارة الذي سيمكن الشركة من التماشي مع الأهداف الطموحة التي حددتها المملكة، وبالتالي تسريع وتيرة التوسع.
وأشار إلى أن الشركة، التي احتفلت العام الماضي بالذكرى السبعين لتواجدها بالمغرب، ما زالت فتية ودينامية، بفضل سياسة الاستثمار، والرامية إلى تنويع الإنتاج وتحديث العتاد من أجل تنافسية أفضل، إلى جانب الحفاظ على الترابط العائلي.
وسجل أن هذه التوسعة الثانية للمصنع والاستثمارات الأخرى المصاحبة ستمكننا من بلوغ طموحاتنا، أي أن نبقى الشركة المرجعية بالمغرب في مجال صناعة التغليف، ومواكبة المغرب في مسلسل التنمية الصناعية والفلاحية وتطوير الصادرات.
من جهتها، اعتبرت سفيرة بلجيكا في المغرب، فيرونيك بوتي، أن تاريخ الشركة الصناعية للألياف يجسد بشكل مثالي العديد من خصائص روح المقاولة البلجيكية بالمغرب، ولاسيما وجود شركات عائلية، وهي في الغالب مقاولات صغرى ومتوسطة، والتي تحتل مكانة في الأسواق الدولية بفضل جودة منتجاتها، موضحة أن هذه الشركة، التي تتوفر على حوالي 700 أجير وعلى حصة مهمة من السوق المغربية، لا يمكن وصفها بالمقاولة المتوسطة، لكنها بالتأكيد حافظت على طابعها العائلي.
وتابعت أن “المقاولات البلجيكية أبانت أيضا عن روح الابتكار، وهو ما أود تسليط الضوء عليه في مغامرة الشركة الصناعية للألياف”، منوهة بالدعم المقدم من السلطات المغربية لهذا المشروع ولباقي المقاولات البلجيكية.
وجددت الدبلوماسية البلجيكية الالتزام بمواصلة العمل على توطيد الشراكة البلجيكية المغربية، مبرزة أنها “شراكة متينة متجذرة في العلاقات العميقة والودية بين الشعبين والمملكتين”.
وكان هذا الحفل، الذي حضره والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال ومدير المركز الجهوي للاستثمار وعدد من الفاعلين الاقتصاديين، مناسبة لتقديم شريط مؤسساتي حول تاريخ الشركة وتطور استثماراتها بالمغرب، منذ تأسيسها سنة 1951 إلى اليوم، علما أنها تستحوذ على 40 في المائة من السوق المغربية.