تقرير بحثي حديث يرصد مرتكزات ورافعات الريادة المهنية للشباب والقادة الناشئين

"دمج المهنيين الشباب في الشبكات المحلية والعالمية مِن شأنه أن يحفز ظهور ريادة شبابية قادرة على خلق علامات تجارية شخصية وضمان تدبير جيد للانطباعات وبناء سمعة وبصمة إلكترونية تتيحها هذه الشبكات سواء المادية أو الافتراضية."

0 1٬050

أفاد مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في تقرير حديث، بأن المهارات السياسية والريادة الذاتية والشبكات تعد مكونات ديناميكية للريادة المهنية للشباب.

وأوضح التقرير، الذي أعدته الباحثة ياسمينة القادري بتعاوُن مع باحثين آخرين، تحت عنوان ” تطوير مواهب أجيال المستقبل من القادة.. دراسة قائمة على برنامج “حوارات الأطلسي للقادة الناشئين”، أن هذه المكوّنات الثلاثة المتفاعلة تركز على الأبعاد المعرفية والسلوكية كما تعد رافعات تحوُّل أساسية للقادة الناشئين.

وأشار المُنجَز البحثي إلى أن الريادة الذاتية تؤثر على الرأسمال البشري من خلال تنزيل 3 استراتيجيات تهمّ تلك القائمة على السلوك، والتفكير الإيجابي والتحفيز الداخلي.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه المهارات السياسية تساهم أيضا في تنمية الرأسمال الاجتماعي (غير المُتّصل بالإنترنت) للقادة الناشئين من خلال تطوير وتعبئة الكفاءات الأربع المتمثلة أساسا في الفطنة الاجتماعية والحدس، والتأثير الشخصي، ومهارات التواصل والإخلاص.

علاوةً على ذلك، أبرزت أن دمج المهنيين الشباب في الشبكات المحلية والعالمية من شأنه أن يحفز ظهور ريادة شبابية قادرة على خلق علامات تجارية شخصية وضمان تدبير جيد للانطباعات وبناء سمعة وبصمة إلكترونية تتيحها هذه الشبكات سواء المادية أو الافتراضية.

وفي شقها المتعلق بتعدد الثقافات، سجلت نتائج الدراسة وجود “تقاطع” للريادات الناشئة بين بلدان الجنوب وبلدان الشمال لاسيما من حيث المهارة السياسية والانتماء إلى شبكات مهنية محددة، علاوة على تعبئة هامة لاستراتيجيات وممارسات القيادة الذاتية من طرف القادة الناشئين في بلدان الجنوب.

وبخصوص البعد المتعلق بالجنسَيْن، أكدت الدراسة أنها “لم تقف على أية اختلافات في هذا الصدد”، مُبرزةً أن الظاهرة تظل ضعيفة في ما يتعلق بالانتماء إلى الشبكات، مما يشير إلى تقارب متزايد لممارسات وقدرات القيادة بين الرجال والنساء وبين الأجيال.

ويعدّ هذا التقرير، الذي يعتبر بمثابة ثمرة شراكة بين مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ومركز أبحاث “Economia HEM” ومختبر “LARGEPA” التابع لجامعة باريس الثانية بانتيون أساس، خلاصة لدراسة حول القادة الناشئين واستراتيجياتهم وممارساتهم وأدواتهم امتدّت على مدى 3 سنوات من العمل المتواصل.

جدير بالذكر أن الدراسة ركَّزَت على سلوكيات وموارد ومهارات وقدرات عينة ضمَّت أكثر من 100 من القادة الناشئين من مختلف إصدارات برنامج “حوارات الأطلسي للقادة الناشئين”، وهو برنامج رئيسي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، يجمع 350 فائزا من 4 مناطق في العالم ويمثلون 68 دولة، منهم مهنيين شباب موهوبين ومؤثرين تتراوح أعمارهم بين 23 و35 سنة، من القطاعين الخاص والعام وكذلك قطاع المنظمات غير الحكومية والمجال الأكاديمي، تم اختيارهم بدقة للقيادة التي يتميزون بها وقدراتهم الاستثنائية.

 مجلة صناعة المغرب — متابعة من الدار البيضاء
يوسف يعكوبي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.