نَظَّم نادي تنمية إفريقيا التابع لمجموعة التجاري وفابنك والشركة الإيفوارية للبنوك (SIB) أمس الخميس في أبيدجان، بعثة متعددة القطاعات حول موضوع “منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية ورهانات علامة صنع في الكوت ديفوار“.
وتم تنظيم هذه الدورة عن بعد مراعاة للسياق الصحي، وجرت في جلستين برئاسة الوزير الإيفواري المكلف بالمقاولات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية وتحويل القطاع غير المهيكل فيليكس أنوبلي، ثم لقاءات تواصلية بمشاركة أكثر من 200 من مسؤولي المقاولات الأفارقة.
وفي حديثه في حفل الافتتاح الذي عُقد بحضور سفير المغرب في أبيدجان عبد المالك الكتاني، أشاد الوزير فيليكس أنوبلي بأهمية موضوع هذه الدورة، الذي يبحث تأثيرات منطقة التبادل الحر الإفريقية والاستراتيجيات المُتعيَّن اعتمادها من قبل المقاولات الإيفوارية.
وقال إن منطقة التبادل الحر الإفريقية تتيح فرصة للنمو من خلال فسح المجال للوصول إلى سوق من أكثر من مليار مستهلك محتمل، مشيرا الى أن هذه الفرص ستحدث بلا شك تغييرات كبيرة في مختلف الأنسجة الاقتصادية للبلدان الإفريقية، بما في ذلك الكوت ديفوار.
وأوضح الوزير أن بلاده أجرت إصلاحات مناسبة من أجل دعم الشركات الإيفوارية لمواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها منطقة التبادل الحر الإفريقية، مذكرا بأنه بنسبة 24 في المائة تكون الكوت ديفوار في صدارة البلدان الإفريقية في مجال التبادلات البينية الإفريقية في مقابل نسبة 7 في المائة كمتوسط على مستوى البلدان الإفريقية.
وأكد الوزير أنه من الضروري الرفع من الطاقة الإنتاجية للشركات وبناء قدرات الموارد البشرية، مشيرا الى أن وزارته ستولي اهتماما خاصا للتوصيات التي سيصدرها المشاركون في هذا الاجتماع الهام الذي يتناول إمكانيات وقدرات الكوت ديفوار.
ومن جانبها قالت مديرة نادي إفريقيا للتنمية لدى التجاري وفابنك منى القادري، إن هناك أكثر من 200 رئيس شركة ومقاولة من ست دول في القارة (الغابون والكوت ديفوار ومصر والمغرب والسنغال وتونس) يشاركون في هذه البعثة.
وشددت على أهمية هذا المؤتمر الرائد حول الفرص الاقتصادية لعلامة ”صنع في الكوت ديفوار“، ولا سيما في ضوء منطقة التبادل الحر الإفريقية القارية، وهي أكبر منطقة تجارة حرة في العالم دخلت حيز التنفيذ في 1 يناير الماضي.
وأشارت منى القادري إلى أن هذه المهمة متعددة القطاعات، تعد ال 31 من نوعها منذ إنشاء نادي إفريقيا للتنمية، و”تعزز مكانة ودور التجاري وفابنك كمجموعة بنكية لعموم إفريقيا متواجدة في 16 دولة في القارة، وتعد منذ أكثر من عشر سنوات إطارا موثوقا للحوار والوصول إلى المعلومات وعقد اجتماعات الأعمال بشكل منتظم وبطريقة مناسبة، ما يتيح للمقاولات الإفريقية تحقيق قيمة مضافة فيما بينها.
وتطرقت للمبادرات التي نفذتها مجموعة التجاري وفا بنك منذ الدورة الأولى للمنتدى الدولي لتنمية إفريقيا في عام 2010 لتلبية توقعات المقاولات الإفريقية، مشيرة الى عقد ستة دورات من المنتدى ثم إحداث نادي تنمية إفريقيا، والذي يقدم خدماته لا سيما في ربط الاتصالات وتقديم المعلومات الموثوقة، حيث قام لغاية الآن ب 30 بعثة متعددة القطاعات في 15 دولة إفريقية بدعم من بنوك المجموعة، شاركت فيها ما لا يقل عن 15000 مقاولة من 40 دولة في القارة والبلدان الشريكة.
وأضافت “لذلك قمنا بتنظيم ودعم ما يقرب من 25500 اجتماع عمل منظم طوال هذه السنوات العشر، مع التركيز على القطاعات الرئيسية للتنمية في القارة بما في ذلك الصناعة الغذائية، والبنية التحتية، والتوزيع والخدمات المالية، والصناعات المرتبطة بالرعاية الصحية وغير ذلك.
وأوضحت أنه تم تسجيل عدد كبير من الاستثمارات والشراكات والصفقات الملموسة، مع كل عمل من أعمال نادي تنمية إفريقيا.
وفي معرض حديثها عن سياق وباء كوفيد-19 وآثاره ودروسه، وأكدت منى القادري أن تقارير البعثات الرقمية لنادي تنمية إفريقيا التي نفذت خلال هذا العام، ولا سيما في السنغال والغابون تعزز تفاؤلنا العقلاني ذلك أن المقاولات مرنة وقادرة على التكيف، فيما تواصل الشركات الإفريقية نموها ولو بتعديلات في سلاسلها الإنتاجية.
ومن جهته، أشار المدير العام للشركة الإيفوارية للبنوك التابعة لمجموعة التجاري وفابنك، محمد الغازي، إلى أنه بخطة استثمارية طموحة وبفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها جميع مكونات الشركة الإيفوارية للبنوك ومجموعة التجاري وفابنك “واصلنا تطورنا وأصبحنا اليوم فاعلا مرجعيا في المشهد البنكي الإيفواري بتوفرنا على 67 وكالة، وقريبا سيتم افتتاح ثلاثة مراكز أعمال جديدة موجهة للشركات”.
وأبرز الدعم المقدم للمشاريع المنجزة من قبل الدولة الإيفوارية، ومواكبة مشاريع واستثمارات الشركات والأفراد.
وأكد محمد الغازي أن المجموعة ”لا تدخر أي جهد في التعبير عن التزامها بخدمة الاقتصاد الإيفواري، وعزمها على تطوير كافة الأدوات التي تعزز ترسيخ إطاره الجذاب والمستدام وتمكين استغلال كل إمكاناته في سياق منافسة دولية متعددة الأوجه.
وأضاف في هذا السياق “حتى بعد أن ضاعفنا بأكثر من 70 مرة القروض للمقاولات الصغيرة والمتوسطة منذ عام 2010، فإننا ندرك أن دورنا هو كفاعل واحد من بين العديد من الفاعلين الآخرين في نظام متعدد، جنبا إلى جنب مع الدولة، والمنظومة البنكية والمالية للبلاد والسلطات التنظيمية والمقاولين أنفسهم، مضيفا أن البنك دمج في مقاربته للمسؤولية الاجتماعية للشركات، تفضيل علامة ”صنع في الكوت ديفوار“.
هذا ؛ وقد تناول هذا اللقاء بالنقاش والتحليل من خلال عدة عروض موضوعي ”مساهمات منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية في نمو الشركات الإفريقية” و”صنع في الكوت ديفوار في منظور منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية الواقع ونماذج النمو.