7,891 تعاونية نسائية تعزز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب

0 42

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة القروية، سلط مكتب تنمية التعاون (ODCO) الضوء على الزخم المتصاعد لريادة الأعمال الجماعية النسائية في المغرب، مؤكداً الدور المحوري للمرأة القروية في دفع مسار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وفي عام 2025، شهدت مشاركة المرأة في القطاع التعاوني ارتفاعاً بنسبة 6%، لتصبح اليوم قوة اقتصادية لا يُستهان بها. ويبرز هذا التحول من خلال 7,891 تعاونية نسائية بالكامل، تضم أكثر من 73,000 منخرطة، نصفهن تقريباً ينشطن في الوسط القروي، فيما يصل إجمالي عدد النساء الفاعلات في الحركة التعاونية الوطنية إلى 267,953 امرأة، 61٪ منهن من المناطق القروية.

وقالت عائشة الرفاعي، المديرة العامة لمكتب تنمية التعاون:

“التمكين الاقتصادي للمرأة القروية ليس مجرد رهان اجتماعي، بل هو ركيزة أساسية للتنمية المستدامة. من خلال تعزيز مهاراتهن، وتسهيل وصولهن إلى الأسواق والتمويل، نبني نموذجاً تعاونياً أكثر شمولاً، قادراً على تحقيق تحول مستدام في المناطق القروية.”

وتأتي هذه الدينامية في إطار الرؤية الوطنية للتمكين الاقتصادي للمرأة، حيث يضع مكتب تنمية التعاون النموذج التعاوني في صميم استراتيجيته لإحداث فرص شغل جديدة، وتقليص الفوارق المجالية، وتعزيز الازدهار المشترك. ومن خلال تيسير ولوج المرأة القروية إلى التكوين، والصفقات العمومية، والمواكبة التقنية، يُحوّل المكتب ريادة الأعمال الجماعية إلى محرك حقيقي للتحرر الاقتصادي.

ويعتمد النموذج التعاوني النسائي على إرث متأصل من التضامن القروي. فلطالما تعاونت النساء في الدواوير في الأعمال الزراعية ومواسم الحصاد، أو في تأسيس صيغ للادخار الجماعي، وهو رأسمال اجتماعي مبني على الثقة والتعاضد. واليوم، يُطوّر المكتب هذا التقليد نحو آفاق أوسع، حيث يُشجّع التعاونيات النسائية على تنويع أنشطتها لتشمل قطاعات مبتكرة مثل التحويل الغذائي، السياحة الإيكولوجية والقروية، الطاقات المتجددة، الاقتصاد الدائري، والفلاحة البيولوجية، إلى جانب الأنشطة التقليدية كالخياطة والتطريز وتربية المواشي، التي تمثل 28% من المبادرات.

كما يدعم المكتب إدماج المرأة اقتصادياً عبر شراكات مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH)، والقطاعات الوزارية المعنية، والجامعات، والجماعات الترابية.

لمواكبة هذا التحول، نظم المكتب بين 29 شتنبر و17 أكتوبر 2025 ثلاثة عشر لقاءً جهوياً في مدن متعددة، شملت طنجة-الفحص أنجرة، وبركان، والناظور، والخميسات، وبنسليمان، وميدلت، وتنغير، وقلعة السراغنة، واشتوكة أيت باها، وكلميم، والعيون-بوجدور، والداخلة، بمشاركة 573 شخصاً، منهم 489 سيدة. وغلبت على الحاضرات فئة الشابات المتخرجات من مراكز التكوين القروية، ما يعكس انطلاقة جيل جديد من الفاعلات التعاونيات.

وتُترجم هذه المبادرات إرادة قوية في جعل المرأة القروية فاعلًا محورياً في التنمية المجالية، حيث يُعد دعم أي تعاونية نسائية خيارًا اقتصاديًا بامتياز، يخلق القيمة المضافة، ويحافظ على مناصب الشغل المحلية، ويعزز التماسك الاجتماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.